يتمّ الآن الحديث عن تكوين جيش صغير من الإرهابيّين الذين كانوا عبارة عن ميليشيات وتنظيمات صغيرة، وذلك بفضل ما تقوم به دول عدّة وعلى رأسها أمركيا بدعم عسكري مكثّف لتنظيم بي يي دي/ ي ب ك.
ويتمّ كلّ سنة إرسال أطنان من الذخيرة والأسلحة لتلك التنظيمات الإرهابية ذراع بي كا كا في سوريا وشمال العراق، وعندما تريد أمركيا التبرير لهذا الدعم الفاضح تزعم أنّه في إطار مكافحة داعش.
في عام 2015 قامت وزارة الدفاع الأمريكية بإرسال 50 طن من الذخيرة والأسلحة لتنظيمَي بي يي دي/ي ب ك، وبعد قيام القوات التركية مؤخّرًا بتنفيذ ضربات جوية قاسية على هذين التنظيمين قامت أمريكا بتكثيف الدعم المسلّح.
بعد الضربات التركية على بي يي دي الإرهابي وتكثيف المحادثات التركية الأمريكية لإيقاف الدعم الأمريكيّ، أصدر ترامب مرسومًا باستمرار تقديم الدعم لتلك التنظيمات.
وبعد ردّة الفعل القوية من تركيا على قرار ترامب خرج وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس مصرّحًا "إنّنا نحاول إزالة المخاوف التركية وطمأنتها، وسنعمل بشكل موثّق وعن قرب مع تركيا". وبدوره قام رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم خلال لقائه بوزير الدفاع الأمريكي ماتيس الخميس 11 مايو/أيار الجاري بتذكيره باتفاقية الناتو بينهما وهي التزام أمركيا بتعزيز أمن تركيا وحمايته.
خلال الأسابيع الأخيرة قامت القوات المسلحة التركية بتنفيذ ضربات جوية وبعضها لأول مرّة على جبل سنجار شمال العراق وجبل كاراجوك شمال شرق سوريا مستهدفةً تنظيمات بي يي دي/ ي ب ك وبي كا كا الإرهابيّة.
بعد ذلك قامت أمريكا بطمأنة تلك التنظيمات الإرهابية والتقى بعض الجنود الأمريكيّين بهم عقب القصف التركية ومضى بعض إرهابيّي بي يي دي تحت حماية أمريكية نحو قرية قريبة من الحدود التركية لمعاينة القصف التركي، حتى إن المراصد التركية سجّلت تناوب الجنود الأمريكيّين مع تلك العناصر بالحراسة على القرى الحدودية.
وكان سلاح الجو التركيّ قد نفّذ ضربات جوية قوية على مقرّات تنظيمات بي يي دي/ ي ب ك وبي كا كا الإرهابيّة شمال العراق وشمال شرق سوريا ليلة 25 أبريل/نيسان الماضي، وذلك لمنع تلك التنظيمات بربط شريط إرهابيّ بين سوريا والعراق، ولقد صرّحت تركيا مرارًا بأنّها لن تسمح بأن يكون جبل سنجار كمنطقة قنديل شمال العراق مرتع بي كا كا الإرهابية.
سرعان ما توجه الجنود الأمريكيّون إلى مناطق جبل كاراجوك شمال شرق سوريا عقب القصف الجوي الذي شنته القوات التركية عليها، ورافق الجنودَ الأمريكيّين أثناء تفقد المنطقة" فرحات عابدي شاهين" الإرهابيّ المدرج على القائمة الحمراء.
أعربت الخاريجة الأمريكية عن قلقها للحكومة التركية مشيرةً أنّ عملية القصف التي شنّتها القوات الجوية التركية تمّ تنفيذها من غير تنسيق مع الويلات المتحدة أو التحالف، بمعنى أنّها لم تكترث بأخذ إذن من أمركيا التي تقود التحالف الدوليّ. وعقب القصف التركيّ أفادت الدفاع الأمريكية "أن القصف التركيّ تسبب بخسارة أرواح في صفوف "شركائنا" مع كلّ أسف".
تجاهل الناتو ودول التحالف دعوات تركيا من أجل هذه العملية متجاهلين المادة 51 للأمم المتحدة التي تنصّ على استخدام القوة من أجل الدفاع عن حدود الدولة. وبالتالي تتجاهل أيضًا انتشار أفراد "بي يي دي " الإرهابي على الحدود التركية بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.
تعد القاعدة الجوية انجرليك نقطة محورية هامة تتردد عليها قوات التحالف في مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية، وباتت ترى تركيا دورًا سلبيًّا تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية تجاه عملياتها عبر الحدود، على الرغم من نشاطاتها الجوية المكثفة في القاعدة.
من ناحية أخرى تشير تركيا إلى العلاقة التي تربط قاعدة أنجرليك بمنظمة "غولن" الإرهابية عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو /تموز حيث أنّها لم تحصل على الدعم المتوقع منها تلك الليلة. وحسب بعض المعطيات فإنّ احد العناصر الهامة في منظمة "غولن" وهو اللواء حسن بولات، قد التقى 12 مرة مع أمريكيّين في القاعدة من أجل التخطيط لعملية الانقلاب، حيثُ أراد أن يضمن مشاركة عناصر منظمة بي كا كا الإرهابيّة في حال لم تستطع قوات الانقلاب التصدّي للمقاومة الشعبية.