فتاوى صادمة أو ربما لا تكون صادمة بل متوقعة ممّن باعوا ضمائرهم ودينهم مقابل الحفاظ على المنصب والتقرّب من السلطة، هكذا خرج مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ على الملأ ليلعن أن قتل اليهود حرام في فلسطين وفي أي مكان، وأن حركة حماس إرهابية تضرّ بالفلسطينيين ولا تنفعهم!.
قتل اليهود هذا مرفوض طبعًا؛ ولكن هل تعتبر مواجهة الذين يقتلون الأطفال الفلسطينيين "المسلمين" بدم بارد ويستبيحون دماءهم حرام يا شيخ؟ وهل مواجهة حامل السلاح ظلمًا وعدوانًا حرام أيضًا؟ لا ليس حرامًا بل هو "إرهاب"، هكذا يرى مفتي السعودية. بل وأضاف أنّ التعاون مع الجيش الإسرائيليّ للقضاء على حزب الله ممكن.
فتاوى صادمة منسوبة لمفتي السعودية وربما لا يشك أحد في صحتها، خصوصًا في ظلّ لقاءات سعودية إسرائيلية علنية، وتصريحات من مسؤولين إسرائليين رفيعي المستوى يقولون فيها أنّ العلاقات بين البلدين جيدة، وهناك مصالح مشتركة، وعلى رأس هؤلاء المسؤولين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس الأركان الإسرائيلي غادي إيزكوت الذي أعلن عن استعداد تل أبيب لتبادل المعلومات والخبرات مع السعودية.
فتاوى متوقعة من شخص لا ينبس إلا وفق ما تمليه عليه السلطات في المملكة، فلم ننسَ كيف وصف عبد العزيز آل الشيخ المظاهرات التي انطلقت عام 2014 نصرة للأقصى، بأنها "غوغائية" ولا تنفع.
هل ما نشهد اليوم والذي كان شيئًا مستحيلًا قبل سنوات قليلة، يندرج تحت إصلاحات ابن سلمان الذي يهرول نحو كرسيّ الملك، أم يندرج تحت ما أعلن عنه ابن سلمان بالإسلام المعتدل الذي سيعيده للملكة، حسب قوله، فهل الإسلام المعتدل هو هضم حقوق الشعب والجيران المسلمين الذين تُغتصب أراضيهم من قبل عدو ّمحتلّ غاشم؟ وهل الإسلام المعتدل موالاة تامة لأصحاب الدولار وعقد صفقات سرية وتعاون مشترك مع أولاد العم "إسرائليل"؟. الجواب عند الأمير محمد بن سلمان.
فتوى لاقت ترحيبًا ومباركة إسرائيلية من وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا، حيث دعا مفتيَ السعودية عبد العزيز آل الشيخ لزيارة إسرائيل، وذلك في تغريدة كتبها على تويتر الاثنين الماضي.
وكتب الوزير الإسرائيلي على حسابه بموقع تويتر قائلا: "أهنئ مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ، الذي أفتى بحرمة قتل اليهود، وقال إن حماس تنظيم إرهابي يضر الفلسطينيين، وإن التظاهرات من أجل الأقصى غوغائية؛ ولذلك أدعوه لزيارة إسرائيل بكل احترام".