|
روسيا وإيران استولتا على سوريا

لاتؤمّنوا خط دفاعكم على حدودكم. إذا كنتم تؤمّنون خط دفاعكم على حدودكم، فمعنى ذلك أنكم تجرون الحرب إلى داخل حدودكم. إن كنتم تفعلون ذلك فسيتعذر عليكم حماية مدنكم، وبيوتكم.



إن تركيا من خلال تجربتها التاريخية والجغرافية تعودت أن تحمي حدود إستانبول من البوسنة، وتحمي حدود بغداد من أدرنة، فعليها أن تحمي خطوط دفاعها من الحدود خارج تركيا.



إن لم تتحكم تركيا بخطوط دفاعها بشكل واسع ومحكم من الصومال إلى اليمن، ومن خليج البصرة إلى أدرنة، إلى البلقان وإلى القوقاز، فمعنى ذلك ينتظرها امتحان عسير. إن هذه الدائرة الدفاعية خارج الحدود، وتأمينها على أرضية ثابتة، ونجاحها أو عدم تشكيلها، ستكون الدليل على المستقبل لتركيا، هل سيكون قويا أم غير قويّ.



بدأت الحرب بالوكالة في تركيا



لأنه مهما استطعتَ أن تحافظ على سلامة استحكماتك العسكرية والأمنية، فهذا لايكفي أن تحافظ على أمن البلاد. من نافلة القول أن نقول إن كل هذه الحروب التي هي بالوكالة أو المتسترة تحت مسميات مختلفة، والمنتشرة على رقعة واسعة، هي حرب دولية وهي ساحة لتصفية حسابات عالمية.



إن جميع التهديدات القادمة من جنوب البلاد وخاصة من سوريا، عندما ننتظرها داخل الحدود لهي مؤشر على حجم الفوضى في المنطقة. في الواقع فإن القضية الأمنية التي تعيشها تركيا منذ 3 أشهر، ما هي إلا حرب على تركيا تدار من الخارج عن طريق بي كا كا و ي بي جي.



هي في الواقع أثر من الفوضى في المنطقة يراد تصديرها إلى تركيا. فهي بمعى آخر جر الحرب في سوريا إلى تركيا. يشترك في هذا التدخل أصحاب رؤوس المال، والإعلام، والسياسيون، وقد أصبح واضحا مدى التنسيق بين هذه القوى. إن الخطر الأكبر يكمن هنا، وكأن هناك يوجد من يعمل على تحقيق ذلك.



محاولة احتلال داخلي



إن مشروع الشريط الشمالي المزمع إقامته في شمال سورية، يُعد أخطر مشروع ضد تركيا. فقد كان قائما منذ احتلال العراق، والآن سيُنفذ بعد تفكك سوريا. تركيا تنبّهت لهذا الأمر ، والخطوة التي اتخذتها مؤخرا تصب في هذا الاتجاه.



لذلك تكونت جبهة للتصدي لهجمات بي كا كا و ي بي جي في الداخل، فإن ذلك بعبارة أخرى يعد أكثر من هجمات إرهابية، بل هو احتلال داخلي. إن إلغاء مفاوضات المصالحة الداخلية، والزج بهذه الهجمات في الداخل ليست مجرد هجمات إرهابية، بل هي مخطط لضمان عدم انقطاع مشروع الشريط الشمالي، كما أنه يدخل فيها شيء من الغضب والانتقام.



ممكن أن يجر هذا الوضع إلى حرب إقليمية



إن دخول روسيا عن طريق هجمات جوية، ثم اشتراكها مع إيران مستقبلا بهجمات برية، يجب قراءتها في هذا السياق. فوضع روسيا وإيران يدها على سوريا. هدفهم ليس محدودا بإنقاذ نظام دمشق أو منع سقوط بشار الأسد. إن هذا تدخلا جيوسياسيا بامتياز، وسيترك أثرا جذريا على خارطة القوى برمتها في الشرق الأوسط.



داعش مجرد تمويه



لقد أوجدوا داعش من أجل جعلها حجة لتدخلهم. لقد ظهرت نواياهم من خلال ضربات الروس للمعارضة المعتدلة وليس لداعش.



إن القوتان الأسيويتان روسيا وإيران، وتعزيز خط إيران-لبنان، ودفع قوى الأطلنطي للوراء في سوريا، كل هذا من أهداف موسكو الاستراتيجية، إضافة إلى أهداف إيران التوسعية، كل ذلك قاد المنطقة إلى حرب إقليمية.



هل تتحول الحرب الخفية إلى حرب دولية؟



إن تدخل الدوليتن هو احتلال لسوريا. لايوجد فرق مطلقا بينه وبين احتلال الأميركان للعراق. عندما عرفت موسكو عجز قوات الأطلنطي عن فعل أي شيء بعد ضربها لجورجيا ثم ضمها القرم إليها، وملاحظتها العنف الإيراني التوسعي، كل هذا أعطاها الجسارة للتخطيط لهذا الاحتلال.



إن روسيا تحافظ على أمنها ومصالحها في البحر الأبيض. بدأت درعها الدفاعي في سوريا. إيران أيضا بدأت بتعزيز درعها الدفاعي في سوريا من بعد لبنان واليمن. فإيران من جهة تسيطر على خليج البصرة ومن جهة تريد أن يكون لها موطئ قدم في البحر الأبيض، ومن جهة أخرى تريد الوصول للبحر الأحمر. فبعد أن توصلت للاتفاق النووي مع الغرب، أعطاها ذلك دفعة من القوة واشتد حرصها التوسعي هذا.



إن تدخل هاتين الدولتين الواضح في سوريا، من غير الممكن الآن أن تظهر دول أخرى تواجههما. وإلا سيكون الوضع غير عادي والنتائج ستكون كارثية. لأن الوضع بهذا الشكل سيؤول إلى حرب عالمية. كما أن الحرب المخفية ستتحول إلى حرب علنية.



المدافع تتجه نحو الكعبة!



على هذا فإن دحر هاتين القوتين في سورية سيكون عن طريق الحرب بالوكالة. فلو عرفنا أن الكثير من التنظيمات يقوم بدور الدول، فمن الممكن لهذه التنظيمات أن تقوم بحرب عنيفة ضد إيران وسورية-النظام السوري-. كما أنه من الممكن أن تلقن سوريا درسا قاسيا لموسكو مثل درس أفغانستان. ويمكن لبعض الدول التي لاتريد مواجهت روسيا مباشرة أن تقوم بدعم هذه التنظيمات بشكل غير مباشر.



مثل هذه الحرب سيطول أمدها، وستقود المواجهة بين أطراف النزاع إلى طريق دموي. المعارضة السورية وفصائلها الآن تواجه حربا جديدة وعنيفة. وهذا يعني وجود تحالفات جديدة وعداوات جديدة.



هذه لم تعد حرب تخص سوريا فقط. بل هي خطوة أولية لحرب إقليمية. بعد عدة سنوات سيتقوض الاستقرار في الدول الواقعة على خليج البصرة، وبعدها سينقلون الحرب إلى داخل السعودية. لم يعد خافيا أطماع إيران، ولنقل حلم فارس التوسعي، فهي في نهاية المطاف ستحرك دباباتها باتجاه الكعبة.



الصواريخ الروسية إلى موسكو، والرصاص الإيراني إلى طهران



يجب على تركيا قراءة التدخل بشكل جيد. إن التأثير الأكبر لتحركات روسيا وإيران، سينعكس على المصالح التركية. عندها سيكون خط الدفاع انحسر إلى الحدود، وبالتالي سيقوض الاستقرار في تركيا. لذلك لايمكن لتركيا أن تتخلى عن المعارضة السورية.



يجب على تركيا أن لاتنسى أن الغرب، وروسيا وإيران تستخدم قوات ي بي جي ضد المنطقة وضد تركيا بمثابة حصان طروادة. فلو تلاحظون، فإنهم يستعملون بي كا كا و ي بي جي ضد تركيا بشكل مباشر. كما أنهما الشريك الأكبر والأهم للتدخل الروسي الإيراني في سوريا. وعليه فإنه يجب البحث عن الوسائل التي تبعد هذا الخطر إلى خارج الحدود.



لماذا كل هذا التحضير والحشد للصواريخ والقوات البرية والسلاح الثقيل على الحدود الجنوبية لتركيا. لماذا تحشد روسيا وإيران قواتهما في هذه المنطقة؟



ولكن لاتنسوا، فإن التدخل بهذا الشكل سيكون مليئا بالمفاجآت. إن كل دولة وقوة، تدرك نقاط الضعف عند القوى الأخرى. فالساحة السورية ليست هي الوحيدة في المواجهة بين الاتفاق الروسي الإيراني مع حلف الأطلنطي. لعبت إيران بعقل الروس وبتحريضها على الحرب سيجعل أمام روسيا الكثير من المفاجآت. فالنيران المنطلقة من طرطوس قد تصيب القوقاز. وإيران التي تعج بالأقليات أكثر من غيرها، فقد تصيب نفسها برصاصاتها.





#سوريا
#روسيا
#تركيا
9 yıl önce
روسيا وإيران استولتا على سوريا
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية
التحرر من عبودية الأدوات والسعي لنيل رضا الله
هجوم أصفهان