|
أحدث دليل لعصر الاستثنائيّات هو: السعودية تستعدّ لمحاربة إيران!
أشعر بأن كل دولة وكل قوة بل بأن الجميع يتهيّأ إلى عصر الاستثنائيات، لأن الجميع يشعر باقتراب شيء ما، ويحاول أن يقوّي ذاته ومن حوله قدر المستطاع ويقوم بادخار القوة والتوجه إلى مراكزها، ويبذل أقصى ما لديه ليهيّئ دولته وشعبه للعصر الجديد.


منذ سنين وأنا أتابع هذه الفترة ، لذلك قمت بإطلاق مصطلح "عصر الاستثنائيات" على هذه الفترة، ولأننا بشكل عام مجتمع يقيّم الأحداث كلًّا على حده، ونفصل الأحداث عن بعضها لنركز على كل حدث بطريق مستقلة، لذلك لا نستطيع أن نفهم المؤامرة الكبرى والخريطة المستهدفة، وهذا هو هدفهم الأساسي هو إعماؤنا وإغراقنا بالأزمات كل بحد ذاتها لنغفل عن غيرها.


 ما حصل في الرياض هو انقلاب في الحقيقة

أحدث مثال عن الاستعداد لعصر الاستثنائيات هو التغيير الجذري الذي طرق يوم أمس على السعودية.


أصدر ملك السعودية سلمان قرارًا فجائيًا وجذريًا حول تغيير قوانين الأسرة الحاكمة، حيث قام بوضع ابنه محمد بن سلمان بدلًا من ولي العهد الأمير محمد بن نايف، كما قام بتغيير كافة الكادر الإداري، واكتفى الملك سلمان بإضافة عبارة "الأحفاد" على المادة الدستورية الخاصة بانتقال الحكم من الأب إلى الابن ليصبح الحكم متاحًا للأحفاد أيضًا.


وفي الحقيقة هذه التصرفات إما تجيهزات أو توجه لشيء ما، ولقد شهدنا بداية هذه التغييرات الجذرية سابقًا في أمريكا وأوربا، حيث أن الذين أعلنوا عداوتهم للمسلمين قبل ثلاثين عامًا، وحاولوا تصفية المسلمين خلال هذه الفترة تحت اسم مقاومة الإرهاب، ولم يسمحوا لهم بالدخول إلى حدود القوة الدولية، بل ولم يتيحوا لهم مرونة التحرك في منطقتهم، قاموا خلال السنوات الأخيرة بتغيير قوانينهم الخاصة بالأمن الداخلي وحالات الطوارئ والجنسية.


العالم في طريقه إلى أوضاع غير متوقعة

لم نراقب هذه الفترة جيدًا، لأننا دائمًا ركّزنا على الضجيج حتى أننا لم نستوعب هذا التغيير الجذري، ونتيجة ذلك لم نستطع تشكيل مفهوم وموقف مستقل خاص بنا، لكن أمريكا وكل الدول الأوربية تقريبًا أجرت هذه التغييرات وأصدرت قوانينَا استثنائية بعد عملية 11 سبتمبر/ايلول.


فالعالم باتجاهه إلى مستقبل مجهول،  هذا العالم الذي كثرت فيه الانفصالات الحضارية والطائفية كي يتجه الجميع إلى قوته الذاتية، وذلك عن طريق استرجاعه لحساباته وطموحاته الماضية، وبالطبع خطوط الصدع أيضًا تتحرك بناء على هذه الظروف حتى أدت إلى تحويل صراعات القوة السرية إلى اشتباكات علنية وجهرية.


توقع الصدمة قبل حدوثها

تتفاقم عدد المحاولات الاحتلالية والحروب الداخلية والصراعات الطائفية والمذهبية في هذه المنطقة، ولقد قاموا بتشكيل عشرات من التنظيمات الإرهابية بحجة مقاومة الإرهاب لكن الهدف الحقيقي كان هزّ استقرار المنطقة.


والمنطقة الإسلامية هي من تدفع ثمن "الاستعداد لعصر الاستثنائيات" طيلة ثلاثة عقود، حيث أنه تم احتلال الدول، وتحريض الحروب الداخلية، ونشر الصراعات المذهبية والدينية، وهذا ما أدى إلى القضاء على منطقتنا، ولقد قاموا بتصفية كافة حساباتهن عن طريق نشرهم للحروب الطائفية.


أما عن نفسي أنا أتابع  هذه الأحداث عن قرب طيلة هذه الفترة بهدف فهمها وتشكيل نظريات خاصة بمستقبل عالمنا وبلدنا، والهدف من المتابعة هو وجوب توقع الصدمة قبل حدوثها.


دائمًا كنت مستعدًّا

ويمكنني القول بكل ثقة أنني حصدت ثمار جهودي هذه، حيث أنني تمكنت توقع الأزمات قبل وقوعها وناقشتها قبل حدوثها، ولقد قمت مرارًا بتوقعات صدمت حتى المقربين السياسيين الذين قالوا أحيانًا "من أين جئت بهذا الكلام" لكن تحولت بعدها إلى حقيقة، هذا ما يحصل معي منذ سنين.


لكن الشيء الوحيد الذي لم أستطع فهمه خلال السنوات الثلاثة الأخيرات هو أن رجالًا محترمين لهم هيبتهم في الرأي العام وقعوا في في فخ المصالح الشخصية واستسلموا لخلافاتهم الشخصية، في حين كانت هناك أمواج عالية تقترب حتى أننا نواجهها كل سنة تقريبًا، لكن كانت مصالح هؤلاء الرجال من أولوياتهم ، حيث أنهم اختاروا أن يكونون مفسدي هذا التحدي العظيم الذي يُبذل ضد التيارات المهددة.


وأحيانًا لا أستطيع أن أمنع نفسي الشك بأمرهم حتى أعتقد بأنهم جزء من تلك التدخلات الدولية! وفي تلك اللحظة يشتعل غضبي...


ضمّوا كل فرد غير وطني لهذه الحرب

خلال السنوات العشرة الأخيرات تقوم تركيا بالاستعداد إلى  "عصر الاستثنائيات" ، ولأن هناك من لم يرغب أن يرى تركيا قد دخلت في عصر الازدهار بعد القرن العشرين قام تلك الطرف خلال السنوات الخمسة الأخيرات بتنفيذ عدة محاولات دولية لإضعافها والتضحية بها، مثل محاولات الانقلاب، وإرهاب أحداث غازي، وعملية 17 ديسبمر/كانون الأول، وأخيرًا المحاولة الانقلابية في 15 يوليو/تموز!


حاولوا أن يرموا شباكهم على دولة تركيا في لحظة ضعفها، لكن تركيا مدركة للخطر، ومتأكدة أن نجاتها سيكون بزيادة قوتها وبتوسعها، ها هو ملخص كل ما نعيشه من صراعات عندنا، قاموا أولًا بتغذية مجموعاتهم الإرهابية في الداخل طيلة سنين، ثم أطلقوها لتقود هذه الصراعات، وحرّضوا تنظيم منظمة غولن الإرهابية، وقاموا بسحب كل من هو غير وطني لقيادة هذه الحرب.


عودة التاريخ وقفزة القوة

لا شك أن العقل السياسي وذاكرة المجتمع لم يسمحا نجاح كل هذه المحاولات ، بل كانت النتيجة العكس تمامًا، حيث أدت تدخلاتهم إلى قفزة قوة استثنائية،  مثل تقوية المركز والدولة والاقتصاد والدفاع، وتوليد المفاهيم التي أدت إلى وحدة الشعب، وإنشاء دولة بأهداف وطنية..


 
وتركيا تعيش قفزة تاريخية مفي سبيل نفسها أولًا ومنطقتها ثانيًا، وعصر التغيير قد بدأ، ونحن نسمي هذا الواقع بـ "عودة التاريخ" وأنه العصر التالي للدولة العثمانية، ولا يمكنننا أن ننظر بعد هذه اللحظة إلى تركيا بدولة مصحورة  بالأناضول، لأن التآمر الدولي هو ضد المنطقة بأكملها، وكلما تجزأت المنطقة يقترب الخطر إلى تركيا.

وفي ظل هذه الظروف لا شك أن الخريطة المصممة من قبل تنظيم الـ بي كا كا وحلف الناتو على شمال سوريا هي أكثر شيء يقلقنا من بين المخططات، لأنه تلك الخريطة تعتبر الخطوات الأولى لعمليات تجزئة تركيا، وأكبر دليل هو محاولة الانقلاب في 15 يوليو/تموز.


ستكون الأزمة التالية "أزمة محلية"

لم يعد هناك حسابات تستهدف دولة ما مثل العراق أو سوريا أو شمال العراق، لأن هناك خرائط خاصة بكل دولة هادفة إلى تجزئتها، والازمة التالية سوف تستهدف المنطقة كلها، لتُشعلها حتى تضم عدة دول من المنطقة، لذلك من الواجب على تركيا أن تستعد لهذه الاستثنائيات.


تعتبر إيران والسعودية نقطة الانطلاق لمشروع حرب المنطقة ، سوف تشتعل الخليج في لحظة وصول سوريا إلى مرحلة معينة، وسوف تتعرض عدة دول لتهديدات إيران، وفي تلك اللحظة سوف يتم تحريض المشاعر الطائفية والمذهبية لنشر الصراعات والحروب الداخلية.


كل هذه المخططات تخضع للمخطط الأساسي وهو حروب مكة

والآن في لحظة قيام إيران بتهديد إسرائيل تضرب من اليمن السعودية عن طريق الحوثيين، والصواريخ البالستية التي تسقط على سوريا هي نفسها الصواريخ التي تنطلق من اليمن إلى السعودية، وكل من السعودية ودول الخليج هي تواجه الآن خطورات الاحتلال.


منذ سنة إلى اليوم وأنا أقوم بلفت الانتباه إلى هذه النقطة، وردّدت مرارًا أن حرب سوريا ستتحول إلى حرب عالمية، وأن الدول هي من ستخوض هذه الحروب وليس التنظيمات، وهذا ما يحصل الآن، لكن هناك خطر أكبر، وهو وجود هدف كامن في حرب السعودية وإيران، وهذا الهدف هو شن حروب مكة، وكل كتاباتي التي كانت بعنوان "قبل أن تطرق الدبابات أبواب الكعبة" كانت نتيجة لهذه المخاوف.


وبانقلاب الرياض اتضح لدى الجميع السبب الحقيقي لأزمة قطر، فولي العهد الجديد الذي سيقوم بحكم السعودية وإدارتها يستعد لمحاربة إيران، ولا يستطيع أن يحتمل أي دولة لها علاقة مع إيران، ولقد اتهم إيران من خلال تصريح له في شهر مايو /أيار  في إحدى القنوات بأنها تحاول أن تستعمر العالم الإسلامي بقوله "الهدف الأساسي لطهران هو احتلال مكة".


وكلمات سلمان بأنه "لن ينتظر وصول الفوضى إلى أراضيه بل سيحاول منع وقوع هذه الحرب في أراضي إيران" كانت غاية في الأهمية، حيث يعتقد السعوديون بأنه "طالما الحرب قادمة إذًا علينا إيقاف الحرب عند مصدرها" .


لكن دعوني أن أقول أن هذا التغيير الذي طرق على الرياض سيولد عواصفًا حادة سوف تؤدي إلى هزّ المنطقة بأكملها، على الجميع توخي الحذر.


إياكم أن تسموا هذه الحرب بحرب مذهبية!

إياكم أن تظنوا هذه الحرب حرب مذهبية، أو حرب بين العرب والفارسيين، بل هذه الحرب هي جزء من أبحاث " سيرتكز الحرب في قلب الإسلام" و"الإسلام سيحارب في داخله".


هذا مخطط دولي هادف إلى محق كل شيء يخص الإسلام من دول وشعوب وثقافات وقيم ومقدسات، وإن سقوط أي صاروخ على جدر الكعبة سهوًا ووصول دبابات إيران للكعبة كلها من منتجات هذا المشروع!


لأنهم يطمحون إلى وصول سائر المسلمين على وجه الأرض إلى درجة من الخزي والعار التي لا تمكنهم من رفع حتى رأسهم!

#إبراهيم قرا غول
٪d سنوات قبل
أحدث دليل لعصر الاستثنائيّات هو: السعودية تستعدّ لمحاربة إيران!
الخنازير لا تتغذى على الكتب المقدسة
لا مفر من حرب عالمية
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية