|
ليلة 15 تموز: هي ليلة الانتقام لقرن كامل وهي الليلة التي قلبنا التاريخ فيها!
ليلة 15 يوليو/تموز هي ملخص المقاومة التاريخية التي ابتدأت بمعركة ملاذكرد (معركة دارت بين الإمبراطورية البيزنطية والسلاجقة الأتراك في عام 1071 ميلادية) واستمرت إلى اليوم، وهي نقطة تحول انتقمنا فيها لقرن كامل، وهي شعار المقاومة العظيمة التي قدمها الشعب الصامد تجاه الاعتداءات الدولية.


ليلة 15 يوليو/تموز هي ليلة إعلاننا من "نحن" وهي ليلة إعلان تضامننا وتكاتفنا،  وهي ليلة إعلان وطنيتنا ووقوفنا مع الوطن مهما كان، وهي الليلة التي شرحنا فيها معنى الأناضول ومعنى "الوطن" في القرن الواحد والشعرين، وهي ليلة تنفيذ أكبر انقلاب على الأوردة "الخائنة" المستمرة منذ مئات السنين.


15 يوليو/تموز هي  ليلة التحرر من العبودية منذ الحرب العالمية الأولى إلى اليوم، وهي ليلة أثبتنا فيها أنفسنا بعد قرن كامل من الجمود، وهي ليلة أطلقنا فيها مرحلة جديدة للازدهار، أي هي ليلة إعلان الحرية والوطنية والدين الإسلامي.


ليلة 15 يوليو/تموز هي ميلاد عودتنا لتاريخنا وثقافتنا ومنطقتنا وأخوتنا وحساباتنا وقضايانا، وهي الدليل بأننا كرّسنا أنفسنا للمسيرة العظيمة.


ليلة 15 يوليو/تموز هي ليلة أثبتنا فيها للعالم أننا لن نعود إلى قفص العبودية، وسنستمر في مسيرتنا حتى لو قدمنا آلاف الشهداء، هي ليلة أعلنا فيها أننا لن نلتفت إلى الدول المهيمنة، ولن نكون دولة وصاية، ولن نبالي بالقوات المستعمرة بعد الآن، وهي ليلة أظهرنا فيها للعالم أننا قمنا بتفعيل تاريخنا الذي كان مجمد طيلة القرن العشرين.


ليلة 15 يوليو/تموز هي ليلة أعلنا فيها لأول مرة تركيا الجديدة بعد الدولة العثمانية كما قمنا سابقًا بعد الحروب الصليبية والاستيلاءات المغولية والحرب العالمية الأولى، وهي ليلة أعلنا فيها إنقاذ أنفسنا من الصعقة الثالثة ، وهي الليلة التي تعلمنا فيها الصمود وعدم الانحناء وعدم المبالاة بكافة القوات المهيمنة.


 ليلة 15 يوليو/تموز هي ليلة نجحنا بتحويل "قرن الاحتلال" إلى "قرن المواجهة" وهي مؤشر بأننا نسير تجاه "قرن التحدي"، وهي ليلة إغلاق كافة دفاتر القرن الماضي، وهي دليل على أننا لن ننحني أبدًا في القرن التالي.


هذا التاريخ هو تاريخ وثّقنا فيه قدرتنا على إفشال وإفساد كافة حسابات التجزئة التي تُخطط ضدنا منذ انحلال الدولة العثمانية إلى اليوم، وأكدنا فيها بأننا قادرون على إفشال كافة حسابات تجزئة الأناضول، وهي الليلة التي طمرنا فيها كافة مشاريع إغراقنا بالحروب المذهبية والطائفية، وهي ليلة أفشلنا فيها نواياهم القذرة التي استهدفت القلعة الأخيرة وخط الدفاع الأخير.


ليلة 15 يوليو/تموز هي ليلة دفنا فيها تحت أنقاض التاريخ كل من باع وطنه وشعبه وقيمه وتاريخه وشرفه ، وهي ليلة قاوم فيها أبناء الأناضول بروح جيش تشنق قلعة، وهي ليلة القضاء على كل  تنظيم إرهابي  تنكّر تحت اسم الجماعات الإسلامية و المنظمات المدنية أو تحت صفة المفكرين والمثقفين، حيث تم تأهيل تلك الخونة طيلة عشرات السنين لينطلقوا ويبيعوا وطنهم في هذه الليلة.


أما هؤلاء الأبطال الذين واجهوا النار بصدورهم واستلقوا أمام الدبابات، والنساء الذين لم يرجعوا حتى خطوة واحدة أمام السلاح ، والشعب الذي ركض مسرعًا في الظلام أملًا بأن ينال الشهادة في سبيل الوطن، قد أعطوا درسًا للعالم أن هذا البلد مع مدنه وقراه وشوارعه وكل شبر في أرضه جاهزٌ في أي لحظة لأن يتحول إلى خط دفاع، وتلك الأبطال هم رواد المقاومة المستمرة منذ ألف سنة.


ليلة 15 يوليو/تموز هي حرب الاستقلال الأخيرة التي واجهنا خلالها أمريكا وألمانيا وانجلترا وعشرات من الدول و قضينا فيها على خونة الوطن في الداخل، هي ليلة الانتصار ، وليلة غيرنا فيها التاريخ، وهي تتمة المقاومة التي بذلناها في كوت الأمارة وغزة والبلقان والقوقاز وساري قاميش والمدينة المنورة.


ليلة 15 يوليو/تموز هي ليلة انتشار "المقاومة القاسية" في كافة أرجاء المنطقة، وهي ليلة القلعة الأخيرة الأناضول التي هي حضن لكل من بقي وحيدًا وكل من طُرد من بلده، والتي هي وطن لكل من لا وطن له، وهي أم لكل الأيتام، هي ليلة قدمت فيها الأناضول  دروس وأساليب حروب الاستقلال  لأن الأناضول هي دليل ومرشد المنطقة.


ليلة 15 يوليو/تموز هي الليلة التي لخّصنا فيها مقاومة القرن في ليلة واحدة، وهي اللحظة التي عدنا فيها إلى دور "صناع التاريخ"، وهي لحظة إفشالنا لكافة خرائط القوة. كل من استشهد وجرح وأصيب وتيتم ودعى إلى الله وانتفض في الشوارع وهتف وكل من أنساه الله الخوف وبشر قلوبهم في تلك الليلة هو مقدس بالنسبة إلى هذا الوطن وهذه الأمة.


في تلك الليلة أرانا الله بأنه مع شعبنا وبشرنا بأنه سيكون معنا في مسيرتنا العظيمة في سبيل النصر بخطوات أقوى وأثبت.


"المقاومة القاسية" مستمرة، وستستمر هذه المقاومة لحد أن نحرر وطننا بكل معنى الكلمة ولحد أن نسترجع كرامة هذه الأمة، ولحد أن نكتم على أنفاس كل من خان هذا الوطن.


هذا هو قدرنا وقدر شعبنا..


قدر  كل من لم ينوح ولم يخف أو يركع طيلة عصور، وقد كل من لم يلجأ إلى تاريخ غيره، أي هذا هو قدر الشعب الذي يقدم الشهداء في هذه الأراضي منذ عصور.


ونحن سنثبت على مسار هذا القدر.. اقبضوا أيديكم!

#ليلة 15 يوليو/تموز
#التاريخ
#تركيا
7 yıl önce
ليلة 15 تموز: هي ليلة الانتقام لقرن كامل وهي الليلة التي قلبنا التاريخ فيها!
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية
التحرر من عبودية الأدوات والسعي لنيل رضا الله
هجوم أصفهان