نحن معكم بوعودنا وهمومنا وأنينا الصامت..

نحن معكم بآلامنا المتراكمة التي لا يعرفها أحد..

نحن معكم بشهدائنا وأبطالنا وأيتامنا وشبابنا ورصاصاتنا..

نحن معكم بوطننا وأراضي وطننا وتاريخنا وقيمنا وذكرياتنا وذاكرتنا..

أيها الأصدقاء، نحن معكم بأيدينا المقبوضة!

نحن معكم مع رجالنا المقاومين بصمودهم ووعودهم وأحلامهم التي حضنت منطقتنا، نحن معكم بتضحيات أبطالنا بأرواحهم وأجسادهم..

نحن معكم بمدننا وتراثنا وهويتنا وخبرتنا وثأرنا ومقاومتنا التاريخية.

من سواحل الأطلسي إلى أعماق إفريقيا، ومن غابات آسيا البعيدة إلى سهول آسيا الوسطى، ومن أبطال بلاد ما بين النهرين الذين صنعوا شخصياتنا وشعوبنا وأمتنا ودولنا ومدننا..

نحن معكم بعتاب مسجد الأقصى، وغضب القدس، و ميادين اسطنبول، وشوارع القاهرة، ودموع البوسنا، وعلم البخاريّين، وحزن بغداد، وصرخات الشام، وروح المدينة..

نحن أمة المليون التي شُتّتت مناطقها وجُزّئت دولها وقُسّمت شوارعها واحتقرت قيمها وعقيدتها، لكن رغم كل ذلك لم تهزّها الرياح بل صمدت وقاومت  لتكون جيشًا واحدًا لملة واحدة، نحن أمة المليون التي يستحيل أن تكفّ عن مقاومتها وهي تعرف جيدًا كيف تنتفض كتفًا إلى كتف لتمثل جسدًا واحدًا..

نحن شعب نقف باستعداد مقبوضي الأيدي ولا أحد يعلم متى وأين وكيف سينفجر غضبنا..

واليوم انفجر غضبنا في المسجد الأقصى وانتشر صداه على الصعيد العالمي ليحرّك الضمائر، نحن أمة تتكلم بلغة واحدة في القدس ومكة وبغداد والشام واسطنبول..

نحن أمة واحدة نحارب من جميع القارات في سبيل قيمنا المشتركة ونتحرك باسم كلمتنا المشتركة ونتألم بجروحنا المشتركة ونفرح ونبتهج بفرحتنا المشتركة..

إذًا لا للاستستلام ولا للانحناء ولا للركوع ولا للخضوع ولا للعبودية!

أصدقائي إن لم نقف مع الأقصى اليوم، لن نجد  من يقف معنا في الغد، بل سوف نبقى بلا وطن يا أصدقاء! هذه مقاومة الألف عام، وهذه مقاومة أمة المليون، إنها مقاومة أجدادنا وآبائنا وأمهاتنا ومدننا وشوارعنا!

لذلك اغضبوا واقبضوا أيديكم!

وإياكم أن تنسوا! واعلموا أن النسيان يعني الهزيمة والهزيمة تعني الموت!