|
أكبر تهديد يواجهه تاريخ الجمهورية!
نواجه اليوم "ظروفًا جديدة" ستولد من الأعداء حلفاء ومن الحلفاء أعداء، والآن يعاد بناء الجبهات والتحالفات يعاد صياغتها.


وهناك "تحالف" و"محور" جديد يتشكل في الشرق الأوسط، إنه تحالف يهدف إلى إخراج تركيا وإبعادها وعزلها عن سوريا وقطع روابطها مع العالم العربي كما فعلوا خلال الربيع العربي.


وفي الحقيقة نحن شعرنا بهذه المحاولات منذ بداية الأزمة الخليجية التي استهدفت دولة قطر، وهذا التحالف يشمل الإمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر وإسرائيل ومحمد دحلان.


زلزال الصدر والمبادرات المدهشة

ومن أكثر المبادرات التي تفاجأنا بها لهذا المحور الجديد الذي يتناول اليوم نقاشات تغيير سلطة فلسطين عن طريق التقارب من حماس هو قيام المملكة العربية السعودية بدعوة القائد الشيعي العراقي مقتدى الصدر، حيث قام مقتدى الصدر بعد عودته من الرياض بأمر رفع كافة الشعارات واللائحات المتواجدة في المناطق الهامة والتي تستهدف السعودية  إضافة إلى إعلانه لمنطقة الرياض بأنها "سيدة المنطقة".


وبعد هذه الزيارة مباشرة قامت الإمارات العربية المتحدة بدعوة الصدر متخذة مبادرات تبرز الهوية العربية وذلك لكسر أثر إيران في العراق، وقامت السلطة السعودية بمبادرات مدهشة هادفة إلى التقارب من السلطة العراقية مثل إيقاف الحرب في اليمن وفتح حدودها العراقية المغلقة منذ حرب الخليج في عام 1993 وافتتاح قنصلية لها في البصرة.


إبراز الهوية العربية بدلًا من الهوية المذهبية

لا شك أن هذه المبادرات هي خطوات هامة ومدهشة وهادفة إلى تشكيل التحالف الجديد، وكأن التوترات الجارية بين إيران والسعودية بناء على الهوية المذهبية تتلاشى لتشكل علاقات جديدة بينهما بناء على الهويات العربية والفارسية، حيث اكتشفت كل من السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة محورًا جديدًا مبنيًا على أساس الهوية العربية مع العلم أن هذا التحالف يسوق من قبل مقتدى الصدر، لا شك أننا الآن أمام وضع جديد لسنا معتادين عليه، وأعتقد أن الخطوات القادمة لهذا "التحالف/المحور" الجديد ستكون مدهشة أيضًا.


بالطبع علينا أن ندافع عن المبادرات التي تفتح مجالات التقارب والتحالف بين دول المنطقة بل علينا تشجيعها، وعلينا أن ندعهما أيضًا إن كانت تهدف إلى التقليل من التوترات الجارية في المنطقة وتضييق نطاق ساحات الاشتباكات في منطقتنا، كما علينا أن نبذل جهدنا لتليين العلاقات بين إيران والسعودية.


علينا أن نبحث عن حلول تنقذ منطقتنا من الأزمات الطائفية التي أدتها إلى الدمار، و"المحور" الجديد الذي نشهد مبادراته اليوم في العراق واليمن يتوقع أنه محور هادف إلى التقارب والتحالف لا إلى الصراعات والاشتباكات.


عقل أمريكي وانجليزي وإسرائيلي وراء هذه المبادرات

أحقًا كذلك؟ هل علينا أن نقرأ هذه التطورات بخالص النية الحسنة؟ هل يهدف هذا المحور الجديد إلى تقارب وصلح جديد حقًا أم إلى تشكيل جبهة قوية جديدة؟


باعتقادي أن هناك رياح خبيثة تتجه إلينا، ووراء المناورات الجارية بين الرياض والإمارات حسابات أعظم وأكبر، لأن وراء هذه المبادرات عقل أمريكي وإنجليزي وإسرائيلي، إنه مشروع دول يستهدف المنطقة، وهو مشروع دقيق جدًا يهدف إلى سيطرة المخططات الأمريكية على سوريا وتضييق إيران من الجنوب وإلى عزل تركيا من سوريا.


تركيا مستهدفة علنًا

لا شك أن أول هدف من بين أهداف هذا "المحور/التحالف" هو دولة إيران، الهدف هو كسر النفوذ الإيراني في العراق وهناك حسابات أخرى لهذا المحور مثل جذب العراق إلى طرفه بناء على الهوية العربية وتسكير المنافذ الغربية لطهران وإدخال سوريا تحت الرقابة الأمريكية والإسرائيلية وتنفيذ القناة الإرهابية المشكلة في شمال سوريا بهدف قطع روابط تركيا مع العالم العربي.


امتداداتهم في دولة تركيا وسيناريو عام 2019..

حاولت في الأسبوع الماضي من خلال مقالتي "تحالف 2019" لفت الانتباه إلى الأحداث المحتمل وقوعها داخل تركيا قبل عام 2019 عن طريق امتدادات هذا "المحور/التحالف" الجديد داخل تركيا، وأشرت إلى احتمال تشكل محور جديد داخل تركيا عن طريق العناصر السرية المنتمية لتنظيمي الـ بي كا كا والـ بي يي دي ونفايا منظمة غولن الإرهابية وامتدادات حلف الناتو والمعارضة المحافظة وذلك بهدف  تنفيذ سيناريو جديد ضد تركيا.


لكننا اليوم نحن أمام تهديدات أكبر، لم يبق سوى القليل للانتهاء من الخريطة التي تشكل في شمال سوريا، وبعد الانتهاء من تلك الخريطة لم يبق أي حل أمام تركيا سوى الجلوس مكتوفة الأيدي تتابع مراحل الحرب المتنقلة وتوقع ما ستقوم به امتدادات "المحور" داخل تركيا والمؤامرات التي ستنصبها والأزمات التي ستسوقها.


"مقاومة الإرهاب" هو مجرد فخ والمسألة ليست كامنة في الإرهاب فقط

ورغم علمنا بهذه الحقائق واقتراب الخطر أمام أعيننا وعدم إمكانيتنا بالتدخل ومنع الخطر رغم ضخامته هو ليس بسبب عجزنا بل بسبب امتدادات ذلك المحور داخل تركيا، تلك الامتدادات تقوم بشلّ تحركات تركيا وتمهيلها عن طريق اقتراحات سياسية جديدة تشوش العقل السياسي التركي، وهذا يعني أن امتدادات "التحالف" المعني بدأت بتنفيذ السيناريو من الآن!


ولا أفهم كيف يصرفون بعد جملًا  غير ملموسة وغير واقعية مثل "المقاومة الإرهابية" والتي ليس لها أي معنى لأنها بعيدة عن الواقع، ولم يعد هناك مفهومًا اسمه "المقاومة الإرهابية".


إن هذا المفهوم هو مجرد فخ،  وكل من يسمي هذه التحركات بـ"المقاومة الإرهابية" ويتصرف بناء على هذا المفهوم سوف يؤدي إلى كوارث ضخمة في المستقبل سواء بقصد أو غير قصد، لأننا اليوم لا نواجه عمليات إرهابية فحسب بل اليوم نواجه صراعات الدول.


يجب اتخاذ قرارات حاسمة حتى لو دفعتنا إلى الاتفاق مع الشام..

أمريكا تستعمل قوتها عن طريق تنظيم الـ بي كا كا وتضرب تركيا عن طريق هذا التنظيم، لذا علينا أن نتخذ قرارات وموافقًا حاسمة، وعلينا إعادة تعريف موقفنا تجاه حرب سوريا، إضافة إلى تقوية علاقاتنا مع بغداد، لذا علينا أن نكمن غضبنا تجاه السلطة الشامية ونتحرر من هذا الغضب.


أنا هنا لم أدافع عن نظام الأسد لأن المسألة ليست بسيطة إلى هذا الحد، أنا أتحدث عن مسألة أعمق وأشمل، أتناول خطوات ستؤدي إلى إنقاذ سوريا كلها وتمنع استسلامها للاحتلال الأمريكي، وأنبه إلى خطر سيؤدي إلى تجزئة تركيا بعد استسلام سوريا وتجزئتها، مع العلم أن كل من يعارض هذه المبادرة بشدة لم يقدم إلى تركيا اي خطوة تحتوي على حل بديل!


أكبر تهديد يواجهه تاريخ الجمهورية..

إن ما تواجهه المنطقة الشمالية في سوريا ليست فقط بعمليات إرهابية من قبل تنظيم الـ بي كا كا هادفة إلى تنفيذ خريطة، لأن الاشتباكات الجارية في سوريا ليست محدودة بخلافات بين الفصائل، يجب تنفيذ مبادرات صارمة و شاملة تهدف إلى مصلحة المنطقة بأكملها.


لأن تركيا تواجه أكبر تهديد خلال تاريخ جمهوريتها، وذلك لأنها لأول مرة تواجه علنًا جبهة دولية شاملة، إذن هذه الخطورات تدفع تركيا إلى اتخاذ اتفاقات شاملة وعميقة ودائمة مع إيران وروسيا والنظام السوري.


المسألة السورية لم تعد سوريا فقط، والشعب السوري عُزل تمامًا عن المسألة السورية، سوريا بعد الآن هي جبهة لصراع الدول، سوريا تخرب وتقسم، إذن علينا التحرر من أحكامنا المسبقة واتخاذ قرارات موضوعية تؤدي إلى سياسات واقعية وتحمي تركيا من الخطر المقترب.


إيران تحاصر من العراق وتركيا تحاصر من سوريا

وآخر مبادرات تجري الآن تؤدي إلى تضييق إيران من العراق، إنها مخططات أمريكية وحسابات هادفة إلى الضغط على إيران لنقل الجبهة إلى حدود إيران، وفي حين تضيق إيران من جنوب العراق، تضيق تركيا من شمال سوريا، ومن خلال هذه التحركات يتم الحفر إلى أساس العداوات والصراعات المستهدف وقوعها بين العرب والأتراك والفرس والأكراد لتستمر مئات السنين، إذن هذه مخططات دولية ومشاريع دولية وعملية أطلسية، لذا علينا تحقيق خطوات ومبادرات تمنع وقوع هذه العداوات والصراعات المحتملة.


دعونا نخوض الحرب خارج حدودنا!

وسط هذه الأحداث صادفت زيارة رئيس الأركان الإيراني مع كادره الجنرالي الضخم  لأنقرة ، أعتقد أن كلا الدولتين أمام نفس التهديدات والخطورات، وإن نجح هذا "المحور/التحالف" الجديد ستقع سوريا تحت يد أمريكا وتتحول البلد وتركيا وإيران إلى قاعدة للاعتداءات الغربية، لذلك لدي فضول كبير حول النتائج التي ستصدر من لقاءات أنقرة.


لم يعد بإمكاننا الانتظار ولو ليوم واحد، ولم يعد هناك خيار بديل أمام تركيا سوى القيام بتدخل قوي ومباشر إلى تلك القناة، لأن القضية تهم وطننا وأناضولنا، والخطر يقترب إلى بلدنا والحرب ستنتقل إلى تركيا، لذا لم يبق أمامنا خيار سوى أن نخوض في الحرب خارج حدودنا. 

#إبراهيم قرا غول
7 yıl önce
أكبر تهديد يواجهه تاريخ الجمهورية!
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية
التحرر من عبودية الأدوات والسعي لنيل رضا الله
هجوم أصفهان