|
سيحين عليكم الدور أنتم كذلك!

إن من يسعون لتقسيم بلادنا سيأتي اليوم الذي يواجهون فيه هم أيضًا الانقسامات والنزاعات وحتى الصراعات الداخلية.


إنّ من يرسمون خرائط جديدة من أجل منطقتنا سيأتي عليهم الوقت الذي يواجهون فيه خرائط تقسيم أراضيهم، وحينها سيحاولون التغلب على نزاعاتهم ومشاكلهم الداخلية.


إنّ من أغرقوا بلادنا في بحور الإرهاب وارتكبوا أفظع الجرائم سيأتي عليهم اليوم الذي يضرب الإرهاب ذاته بلادهم وتنتقل فيه الجرائم نفسها إلى أراضيهم.


عليكم كذلك الدعوة للاتحاد

إن من يستغلون الهويات الدينية والعرقية لتشكيل التنظيمات الإرهابية سيشهدون زيادة هذه التنظيمات لتضرب الولايات المتحدة وأوروبا بهويتها المسيحية وتغرق مدنها في بحور من الدماء.


إن من يزعزعون استقرار منطقتنا من خلال التنظيمات الإرهابية سيتزعزع استقرارهم كذلك من خلال التنظيمات الموجودة على أراضيهم، وسيواجهون أفظع وجوه الإرهاب، وسيضطرون أيضًا أن يدعو للوحدة والاتحاد.


إنّ من ارتكبوا أفظع الجرائم ضد مئات الآلاف من الأبرياء في سوريا والعراق من خلال القتلة المستأجرين الذين تديرهم الولايات المتحدة وأوروبا، وحولوا مدننا إلى مدن أشباح من أجل إسرائيل وثروات النفط والغاز الطبيعي؛ سيعلمون بألم كبير في حينه أنهم وضعوا مدنهم كذلك في مرمى الخطر وأنهم وجهوا الضربة الكبرى إلى أنفسهم.


الوهن سيسصيب الغرب وستسيطر عليه النزاعات

إن الدول التي تدفقت على سوريا والعراق للسلب والنهب وأرسلت جنودها وتعاونت من أجل تقسيم تلك الدولتين من الدول الغربية ستسعى بشتى الطرق لمقاومة رياح الفرقة التي ستهب على مدن الغرب بدءا من إسبانيا غربا ومرورا بفرنسا وسائر دول أوروبا، وسيصبحون عاجزين عن النظر إلى العالم بسبب مشاكلهم الداخلية.


وسيرى من نقل القتلة المستأجرين للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق أن هؤلاء القتلة سيدربون جيدا ثم يعودون إلى أوروبا وأمريكا ليضربوا مدنها.


إن من كتبوا سيناريوهات "الحروب الداخلية لجميع دول المنطقة، بما فيها تركيا، ووضعوا مخطط "الحرب الداخلية للعالم الإسلامي" وأقسموا أنهم "سيحرقون قلب العالم الإسلامي بالحرب" سيضطرون لمواجهة الحروب الأهلية والأزمات المتفاقمة في قلب أوروبا.


ألم تكونوا من أعلن تحالفه مع التنظيمات الإرهابية؟

لماذا؟


إن من أعلنوا القرن الحادي والعشرين عصر "مكافحة الإرهاب" دمروا بلادنا وكذلك بلادهم، شعوبنا وشعوبهم. لقد استغلوا الإرهاب كسلاح، شكلوا التنظيمات الإرهابية ومنحوها الأرض وسلحوها.


لقد وضعوا تلك التنظيمات أمام جيوشهم، وأعلنوا أنهم قضوا على تنظيمات إرهابية مثل بي كا كا وداعش، وأداروا العلاقات بين الدول من خلال تلك التنظيمات.


لقد اعتقدوا أن هذا التهديد وذلك السلاح سيضرب فقط الدول التي يستهدفونها وأن تلك التنظيمات ستبقى فقط في هذه المدن وأن هؤلاء المرتزقة سيحاربون فقط ضد أعدائهم.


سيدمركم هذا الكبر

لقد ظنوا أن هذا السلاح سيظل حبيسا في العراق وسوريا ليضرب تركيا فقط، ولم يفكروا في أنه سيصل إلى أراضيهم. لقد كانوا أقوياء ومتكبرين لدرجة أنهم ظنوا أنهم سيسطرون على كل شيء ليحلوا كل مشكلة باستخدام القوة.


لكن الآن ذلك الإرهاب يضرب لاس فيغاس بهوية مختلفة كما ضرب باريس وعدة مدن أوروبي سابقا، وسيضرب كذلك لاحقا. فلو كان الإرهاب العرقي يضربنا، فسيضربهم الإرهاب العنصري. لم يتعلموا الدرس بالرغم من أن ذاكرة البشرية كررته مرارا، ويبدو أنهم لن يتعلموا في المستقبل.


مسترزقة بي كا كا / بي يي دي على أبوابكم

لقد شكلوا ممر للإرهاب على طول مئات الكيلومترات جنوبي تركيا وأعلنوا تنظيمي بي كا كا / بي يي دي كحيليفين لهم، لكنهم غدا لن يستطيعوا رؤية من تدربوا في صفوف هذين التنظيمين وهم يضربون أوروبا وأمريكا. لن يقبلوا أن مرتزقة داعش و بي كا كا / بي يي دي سيوجهون أسلحتهم نحو شعوبهم، لن يكونوا قادرين أن يروا أن من قتل العشرات في لاس فيغاس استلهم الفكرة من بذرة الإرهاب التي زرعوها في أراضينا.


لن يكون الأمر إرهاب وحسب، بل سيرى كل من قسم العراق وسوريا ودعموا الاختلاف والنزاعات واحتلوا ليبيا ومزقوا اليمن وبنو الجدران السميكة بين مدننا كيف ستقرع مشاكل الانقسام أبواب أوروبا.


ماذا سيفعل من حرضوا بارزاني مع ما يحدث في كتالونيا؟

إن من حرضوا مسعود بارزاني وخدعوه لتأسيس دولته وأسسوا القواعد العسكرية واستعدوا لضرب تركيا وإيران، لن يستطيعوا الحيلولة دون أن تقسم العنصرية المتعالية في الغرب العديد من الدول.


إن من حرضوا على القومية العرقية في دولنا سيرون كيف ستغرقهم بحار الاختلافات العنصرية في مختلف دول أوروبا بعدما بدأت باستفتاء كتالونيا للانفصال عن إسبانيا، كما سيشهدون هبوب رياح الفرقة في عدة دول في غضون سنوات، وكيف ستصبح فكرة الاتحاد الأوروبي جزءا من التاريخ المندثر.


لقد بدأت الرياح العاتية تهب من الشرق على الغرب...

إنهم سيدركون أن المحور الأطلسي لم يعد قادرا على إدارة العالم وأنه لن يستطيع مواجهة الانقسامات، وأن هناك قوى جديدة بدأت تظهر على الساحة وأن تلك القوى بدأت تقوض من قوى الغرب، وأن تلك القوى ستشجع الانقسامات داخل الغرب الذي سيقف عاجزا متفرجا أمام ما سيحدث.


ستفهم أمريكا وأوروبا أنهما لن يستطيعا إيقاف الركود والضعف وسيفقدان قدرتهما على التدخل في معظم مناطق العالم، وستدركان أن العاصفة بدأت منذ زمان بعيد تهب من الشرق نحو الغرب الذي لم يعد بيده سوى ورقة  الإرهاب بعدما فقد القيم الأخلاقية والثقة، لكن تلك الورقة ستضربه لا محالة.


كتالونيا هي البداية ولاس فيغاس هي بقية الحلقة

لقد حولوا القرن الحادي والعشرين إلى كابوس لدرجة أنه لم يعد هناك بلد أو مجتمع لم يسمه السوء. لقد ألقى الغرب القيم التي وضعها عقب الحرب العالمية الثانية في سلة المهملات، وفقد حتى قدرته على فهم أنه لن يستطيع إخضاع العالم بقوة السلاح والتجبر.


إنهم لم يضرموا النار فقط في أراضينا، بل أشعلوها كذلك في أراضيهم وشعوبهم. ولا شك أن رياح الانفصال في كتالونيا هي البداية، وأن المجازر ستتكرر في لاس فيغاس.


سينظر العالم نحو نيويورك بينما ينظرون هم إلى دمشق وبغداد

بينما ينظرون هم إلى دمشق وبغداد واليمن سينظر العالم إلى أثينا وبرشلونة وباريس ونيويورك، وسنشهد في المستقبل القريب تدخلات القوى والغضب والسخط وتصفية الحسابات على الأراضي الغربية. سنرى الصراعات الداخلية والحروب الأهلية في أوروبا قريبا..


وسيكون هذا الأمر مؤلما للغاية.


إنكم تتحملون مسؤولية ما حدث في لاس فيغاس بقدر تحملكم مسؤولية الدمار الذي حل بديارنا...

#عليكم
7 yıl önce
سيحين عليكم الدور أنتم كذلك!
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية
التحرر من عبودية الأدوات والسعي لنيل رضا الله
هجوم أصفهان