|
هل تقولون لنا أن نقاتل في الأناضول لا عفرين؟
إن المشروع الذي يحاولون تنفيذه في شمال العراق من خلال بارزاني والمشروع الذي يديرونه في شمال سوريا من خلال تنظيمي بي كا كا / بي يي دي الإرهابيين يعتبران مشروعًا واحدًا. ولقد حدد أربيل في قنديل كإحدى الجبهتين الملتهبتين من سلسلة التدخلات الدولية ذاتها.


إن كركوك وحلب هما كذلك ضحيتين لهذه اللعبة بالضبط كما هو الحال بالنسبة لسوريا والعراق، فالمنطقة الشمالية من كلتا الدولتين تتعرض لعملية تهجير كاملة ويطبق بها مخطط تطهير عرقي، كما أن هناك مساع لتأسيس حزام أعداء أجنبي كامل ضد دولنا وشعوبنا.


إننا نشهد عملية تصفية حسابات كبرى في تلك الدولتين من خلال الهوية العرقية وتنظيمات مثل داعش، كما أنهم ينقلون إلى مدننا الخراب والنهب والسلب، فتلك التنظيمات الإرهابية أسست ودعمت وجرى إطلاقها على دول المنطقة حتى تخضعها وتقزّمها.


تركيا هي المحطة المقبلة.. وإخفاء التهديد خيانة!


إنهم جميعا محتلون أجانب محرَّضون من جانب الجيوش الأجنبية، القوات الاستطلاعية للجيوش الأجنبية التي تسعى لاحتلال بلاد الرافدين والأناضول تدريجيًّا. نحن أمام نوع من أنواع تطبيق خريطة احتلالية من أيام الحرب العالمية الأولى؛ إذ إنهم مجموعة من المنتسبين لحملة احتلال تشبه التدفق الصليبي على المنطقة في الماضي.


إن الدمار الذي خيم على العراق وسوريا سيتجه بعد خطوة واحدة نحو تركيا وإيران والسعودية. هذا واضح، نواياهم ومخططاتهم واضحة. ولهذا فإن العجز عن رؤية مخططات المستقبل الخطير هذا يعتبر خسرانا وقلة عقل وعمى للبصيرة.


إن إخفاء هذا التهديد وتلك الحسابات يعتبر خيانة وإساءة لجميع دول المنطقة وشعوبها. وإذا كان الأمر كذلك، فإن من يسوقون لأجندات العقول المدبرة، لا التنظيمات، هم أتباع تيار الإرهاب العقلي الذي سيطلقوهم علينا في المستقبل من أجل تقسيم أراضي تركيا.


"المحتلون من الداخل"... تلامذة هنري ليفي

إذا كانت النخبة المثقفة في تركيا تطبق حالة من التعتيم العقلي أمام ما يحدث في حين أن أسماء غريبة مثل برنارد هنري ليفي يزورون معسكرات الإرهابيين للوقوف على مستوى تدريبهم وأن القوات المحتلة تتدفق بكامل قواها على منتطقتنا لتسيطر عليها، فهذا يعني أن كفاحًا كبيرًا يتنظرنا في الداخل.


وفي الوقت الذي يقومون فيه بكل ذلك، فإذا كان من بداخل تركيا يصور الأمر على أنه قضية كردية عرقية ويكتب المقالات لإظهار الجانب "الإنساني" من القضية ويظهر على شاشات التلفاز ليسوق حج "إحقاق" هذا الفريق في مواجهة ذلك؛ فهذا يعني أنّ أذناب "الاحتلال الداخلي" تحوّلوا بالنسبة لتركيا إلى مسألة أمن قومي جدية.


هذا الخط هو خطّ الدفاع عن الأناضول..


إن ما نظن أنه يحدث في سوريا والعراق هو – في الواقع – حرب تركيا، وما يجب علينا فعله اليوم هناك من دفاع لن يكون فقط من أجل وحدة المنطقة، بل – في الوقت نفسه – للدفاع عن الأناضول. فالعاصفة التي دمرت مدن سوريا والعراق ستتجه غدًا نحو مدن الأناضول.


إن العقل السياسي لدولة قاتلت في حرب الاستقلال وكافحت من أجل كل شبر من أراضيها في الحرب العالمية الأولى لن ولا يجب أن ينهزم أمام هذيان "المحتل الداخلي".


إن خط الدفاع الذي لم نسطتع تشكيله اليوم في سوريا والعراق ربما نكون مضطرين لتشكيله داخل تركيا غدا لكن بعد دفع الثمن غاليًا، وأعتقد أن هذا الأمر لا يعتبر احتمالا، بل حقيقة مؤلمة.


إنهم يفعلون ذلك من أجل فتح "جبهة تركيا..

هذا معلوم، إنهم يعدّون العدة وفقا له، لكن الأوساط التي نعلمها جميعا تسعى بشتى الطرق من أجل إفشال هذا الأمر. إن جميع هذه الجهود هي جهود أجنبية، تعليمات قادمة من الخارج، مرتبطة بحملات الاحتلال في المنطقة، جزء من مخطط رجال أمريكا وإسرائيل، شكل متعلق بمن خطط لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا.


إن الذين يقولون "عليكم ألا تتدخلوا، هل تريدون جر البلاد إلى حرب؟" يعلمون أن تلك الحرب سيروج لها داخل تركيا قريبًا، ولهذا فهم يعملون على مراوغة تركيا لشلّ حركتها وإعماء بصيرة شعبها ليكسبوا المزيد من الوقت حتى تأتيهم تعليمات "فتح جبهة تركيا".


أردوغان والتأميم وتصفية الحسابات الكبرى..


ثمة حرب ضروس بين خطابات الرئيس أردوغان المريرة المليئة بالحقائق التاريخية وبين حسابات تلك الأوساط. ذلك أن هناك تصفية حسابات مميتة بين مساعي تركيا للتأميم وبين الإرادة الدولية.


لو ألقينا نظرة فقط على أحداث القرن الأخير وأعددنا ملخص مما حدث خلال الليلتين الماضيتين، لن يكون هناك أي نقطة تستعصي على فهمنا بشأن ما يحدث اليوم ومدى قذارة الحسابات التي يجري تصفيتها. فهذا الملخص التاريخي كاف لإنارة دربنا وإيقاظنا من غفلتنا؛ إذ إنه سيرسم خريطة الطريق لساستنا وصحفيينا ورجال أمننا.


نتحدث عن خريطة، فهل هناك من لم يفهم بعد؟


لا نتحدث هنا عن قضية عرقية، لا نتحدث عن علاقات دورية على نطاق ضيق أو صداقات أو حتى عداوات،بل إننا نتذمر من فقدان الذاكرة الذي فرضوه علينا حتى قبل فوات مائة عام، نتحدث عن الثمن الذي سيجعل هذا العمى بلدنا تدفعه خلال السنوات القليلة المقبلة.


نتحدث عن خريطة، عن خريطة تركيا طرحوها على الطاولة. نتحدث عن حساب كبير للغاية لم ندركه بمعنى الكلمة بالرغم من اقترابته منا وسيره نحونا منذ 30 عاما، نتحدث عن مشروع قذر ينفذونه ببطء.


إننا نتحدث عن احتلال دولي يقومون به من خلال بي كا كا / بي يي دي، عن تكبير هذا الحساب بإضافة بارزاني إلى المعادلة، عن خريطة تقسيم أكبر ستوضع على الطاولة أمام جميع دول المنطقة بعد تقسيم سوريا والعراق.


أولئك الرجال المتغطرسون..


نتحدث اليوم، بينما الأمر كذلك، عن أولئك الرجال المتغطرسين الذين أصبحوا المتحدثين الرسميين لحساب بعض الجهات، نتحدث عن محاولتهم لخداع شعبنا وإعماء بصره، عن مساعيهم لإعادة تسويق كل وجع أحسسنا به بعد الحرب العالمية الأولى تحت شعارات مزيفة من خلال "عقولهم فائقة الذكاء".


إننا نتحدث عن موقف قومي، عن نظرة جيوسياسية، عن التفكير في المستقبل من خلال أخذ العبرة من الماضي، عن العمليات الخبيثة التي تدار "من الداخل" ضد الموقف القومي.


لا يمكن حماية البلد من نقطة الصفر!


لا يمكن لأي دولة إيقاف الخطر عند نقطة الصفر من حدودها، ولا يمكن لدولة أن تسامح من يستعدون لنقل الحرب إلى داخل أراضيها. إن عدم التدخل فيما يحدث في سوريا والعراق، أو الفشل فيه، يعتبر قبولا للحرب الذي ستندلع غدا على أراضينا.


علينا أن نطرح سؤالا على من يدعون لمسامحة ذلك "الحزام الإسرائيلي" الإرهابي الذي يجري تشكيله في المنطقة بهدف حصار تركيا بالكامل: "هل هذا يعني أننا سنحارب غدا في سيفاس أو ماراش أو مرسين؟ هل تقولون لنا هذا؟"


لو خفنا من التدخل فلن نستطيع الدفاع عن الأناضول


هذه ليست حربا، بل دفاع عن الوطن، إن التدخل في عفرين ومنبج وعين العرب وحتى عمق شمال العراق يعتبر دفاعا وطنيا، سعيا من أجل الحيلولة دون حرب أكبر.


سنرى خلال عام على حدودنا القواعد العسكرية الإسرائيلية ومنصات الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي، وحينها سيجعلوننا حتى غير قادرين على الحركة. سأقولها مجدّدًا: لو فشلنا في التدخل في تلك المناطق ستنتقل تلك الحرب إلى الأناضول قريبًا. فهل نريد القتال داخل أراضينا أم على الطرف الآخر من الحدود؟ علينا أن نختار.

#إبراهيم قراغول
7 yıl önce
هل تقولون لنا أن نقاتل في الأناضول لا عفرين؟
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية
التحرر من عبودية الأدوات والسعي لنيل رضا الله
هجوم أصفهان