|
من يريدوننا أن نركع ينسون ذاكرة أمة حكمت نصف العالم
يقولون إنهم ينظمون محاولة الانقلاب الفاشلة ويقلبون الأوضاع رأسًا على عقب في تركيا من خلال سيناريوهات الاحتلال والحروب الداخلية ويقصفون البرلمان ويقتلون المدنيين في الشوارع ويسحقون أجساد الأبرياء تحت الدبابات ويدافعون عن زعيم ذلك التنظيم في الإرهابي في بنسلفانيا ويتهرّبون من التورّط في محاولة الانقلاب لحمايته، ويرسلون فريقًا إلى مرمريس في محاولة لاغتيال الرئيس التركي أردوغان...


لكنهم يقولون لنا "لا تقولوا شيئا، لا تسمعوا شيئا، لا تعلموا شيئا، لا تعلوا أصواتكم أمام أي شيء يحدث"، يأمروننا بقولهم "إياكم أن تسألوا عن هذه الأشياء، لا تتقصوا الحقائق لتعرفوا من وراء تلك الأحداث، لا تبحثوا عن علاقة منظمة غولن الإرهابيّة بـ السي آي ايه، لا تعلموا من يتعاون معنا في تركيا، لا تتدخلوا في شؤون "رجالنا"، لا تستجوبوهم، لا تضيقوا عليهم مجال تحركاتهم".


يأمروننا أن نركع ونستسلم، لكن هيهات!

يقولون "نستطيع تنيفذ أي عملية نريدها من أجل تركيع تركيا، ونطبق جميع الملفات القذرة، ونستميل من نريد لنجعله عميلًا لنا، وننفذ جميع العقوبات ضدّ تركيا كي لا تقف على قدميها وتتقدّم، ونؤسس التنظيمات السرية داخل تركيا، ونثير المشاكل الأمنية الداخلية من خلال تلك التنظيمات، ونفجّر القنابل بأيدي تلك التنظيمات لننفذ أبشع المجازر".


يقولون "ننفذ العمليات في الداخل والخارج لعزل تركيا وأردوغان، نخطط وننفذ جميع المخططات من أجل تقسيم المجتمع التركي، نؤسس لمشاكل الهوية، نؤسس التنظيمات ومنظمات المجتمع الدولي لهذا الهدف، نعد الكوادر اللازمة".


يقولون "لكن لا تروا كلّ هذا، لا تعلموا، لا تتخذوا التدابير، تابعوا الأمر فقط، كونوا أغبياء كما نقول لكم، استسلموا".


يرغموننا على قبول مسودات خرائط التقسيم!

يقولون"سنستبدل منظمة غولن الإرهابيّة بغيرها، ونؤسس تنظيمات إرهابية جديدة تحت العباءة الإسلامية المحافظة، ونستعد لتنفيذ التدخل المقبل من خلال هذه التنظيمات، وننفذ فعاليات تمكننا من التحرك بشكل مشترك مع تنظيمي بي كا كا/بي يي دي الإرهابيين، وندير حركة النقود في هذا السياق، ونشتري وسائل الإعلام ورجال الأعمال، ونضعّف المفكريين القوميين والمحليين عن طريق التقليل من قدرهم".


يقولون "نحاصركم من الجنوب، نؤسس جبهة لمئات الكيلومترات على طول الحدود الإيرانية والعراقية، ونرسل مئات الشاحنات المحملة بالسلاح إلى بي كا كا / بي يي دي من أجل الإعداد لقتال تركيا، ونرسل تجهيزات عسكرية لا تعلمونها، ونغلق حدود تركيا الجنوبية بالكامل، ونضربكم من تلك المناطق عندما تبدأ الموجة الثانية من محاولة الانقلاب، ونغرقكم في الصراع التركي – الكردي لينطلق حملة تقسيم الأناضول، ونطرح على الطاولة مسودات خرائط تقسيم تركيا كما فعلنا في سوريا والعراق".


يقولون لنا "ابكوا بحرقة"، ونقول: سمعنا وسجلنا ملاحظاتنا

يقولون "لا تستطيعون مقاومة كلّ ما يحدث أو الاعتراض عليه أو تدافعون عن بلادكم أو تشكلوا خط دفاع قومي، لا تسطيعون مجابهة أمريكا أو تقولون "لا، نحن من يدافع عن بلده ويحدد مستقبلها" أو تقولون "لا، لهذه الدولة تاريخ من ألف عام ولن تنخدع بهذه الألاعيب"، أو تحضّرون شعبكم من أجل هذا الصراع الكبير".


يقولون "سنجرّ جميع التنظيمات في سوريا للحرب مع تركيا، سنستغل عملائنا في الداخل لتشويش عقولكم واللعب بعقل دولتكم، سنجبركم على تدمير مستقبلكم، سنستغلكم في سوريا حيث نبدأ حرب تركيا، سنجركم لقتال داعش ثم نفتح الباب أمام بي كا كا / بي يي دي، سنجركم لقتال جبهة النصرة ثم نفتح الباب أمام بي كا كا / بي يي دي، سنخطط للألاعيب حتى لا تستهدف عملية إدلب بي كا كا / بي يي دي، سنفشل جميع مخططاتكم في سوريا، سنمنع تعاونكم مع دول المنطقة".


يقولون "يجب عليكم ألا تعلوا أصواتكم أمام ما يحدث، واستعدوا لمصيركم المحتوم، اركعوا، استسلموا، ابكوا بحرقة".


ونحن من جانبنا نقول "سمعنا وسجلنا ملاحظاتنا".


لكنهم ينسون ذاكرة أمة حكمت نصف العالم

لكنهم ينسون التاريخ وذاكرة أمتنا والخبرة السياسية المستند إلى تاريخ من مئات السنين، يغفلون عن أن أمة حكمت نصف العالم لن تنخدع بهذه الألاعيب الرخيصة وأنها تعلم جيّدًا ما هو الدفاع الشخصي، ينسون هذا الكفاح الذي قدمه هذا الشعب على كل جبهات الحرب العالمية الأولى.


ينسون أنّ من صنعوا التاريخ يستطيعون فعل أيّ شيء في الأوقات العصيبة، وكيف أن بإمكانهم القضاء على أي مخطط عالمي، وكيف أنهم معتادون على تنيفذ المناورات التي تغير تاريخ العالم، وأنهم قادرون على فعل ذلك منذ مئات السنين.


لا يعلمون أنّ كل قرية ستتحول إلى حامية

إنهم ينسون مقاومة الأناضول خلال الحروب الصليبية، ويغلفون عن الارتقاء الكبير بعد حسابات الاحتلال تلك.


ينسون أن كل قرية في الأناضول ستتحول إلى حامية عسكرية وكل شارع في إسطنبول سيتحول إلى جبهة قتال وكل فرد سيتحول إلى بطل وقائد، يعتقدون أن كل ذلك من قبيل الحماس وأن بإمكانهم خنقنا داخل الأناضول وأننا سنكتفي بما بين أيدينا وأننا سنقول "لا تقتربوا من تركيا وافعلوا ما بدا لكم".


ما يهدد تركيا هو القوة الداعمة لمحاولة الانقلاب الفاشلة وحزام الإرهاب

لقد جرى تحديد التهديد بالنسبة لتركيا، فالتهديد الأكبر بالنسبة لنا هو القوة الداعمة لمحاولة الانقلاب، ومن الواضح أن القوة أو القوى نفسها تستعد لموجة جديدة من الهجمات تأتينا من الجنوب لتهديد تركيا من خلال تنظيمي بي كا كا / بي يي دي الإرهابيين وبارزاني والحزام العسكري الذي شكلونه هناك والأسلحة التي أرسلوها إلى المنطقة والتنظيمات الإرهابية التي دربوها على القتال.


ولهذا فإن طريق النجاة الوحيد أمام تركيا هو التركيز على الخيارات التي تحول دون تشكيل حزام الإرهاب ذلك قبل أن يحاصر المنطقة، مهما كان الثمن غاليًا. وصحيح أن هدف العملية العسكرية في إدلب هو إغلاق الباب أمام حزام الإرهاب للوصول إلى البحر المتوسط.


لا يمكن إيقاف هذا الحزام دون تحديد أماكن للتدخل من عفرين وثلاثة أماكن أخرى في الغرب. ليس أمام تركيا تهديد كبير بقدر تنيظيمي بي كا كا / بي يي دي، ومن يحاول أن يصرف أبصارنا تلقاء أهداف أخرى يعتبر شريكا في هذا المخطط، ومن يحاول وصف ما يحدث بـ"الحرب" هم شركاء من سيروج للحرب الأساسية غدا داخل تركيا.


لم يعد لواشنطن أي صديق في ذلك الحزام

سيفشل هذا التهديد مهما أرسلوا من أسلحة؛ إذ لم يعد لأمريكا حلفاء في المنطقة باستثناء إسرائيل وبارزاني وبي كا كا / بي يي دي، فقد فقدت حلفاءها من تركيا وحتى حدود الصين.


إننا نشهد تشكيل خريطة مقاومة من تركيا غربا إلى باكستان شرقا، وعلينا أن نقويها ونسرع من وتيرتها. فأمريكا تواجه اليوم خطر فقدان كلّ تلك المنطقة بعدما حاولت الضغط على تركيا من سوريا والعراق. وإذا استمر الأمر على هذا المنوال لن تستطيع واشنطن التركيز في أي شيء بسبب أزمات كوريا الشمال والمحيط الهادئ والمشاكل الداخلية في أوروبا وصراعات الشرق والغرب التي ستندلع في دول البلطيق وأوروبا الشرقية.


ذلك أن الولايات المتحدة قضت على رصيد ثقتها في جميع أرجاء العالم، ولم يعد أمامها خيار سوى استخدام القوة المفرطة، ولم يعد لها شريك سوى التنظيمات الإرهابية. وسيكون تهديدها لتركيا وفقدانها لصداقتها أعلى قمة في هرم الانحدار.

#تركيا
#كوريا الشمال
#واشنطن
٪d سنوات قبل
من يريدوننا أن نركع ينسون ذاكرة أمة حكمت نصف العالم
إيران.. خطر لم ندرك حجمه بعد
إبادة غزة.. المهمة الحضارية الجديدة لبريطانيا والولايات المتحدة
هل رؤية حزب الشعب الجمهوري للجامعات تتفق مع رؤية تانجو أوزجان؟
أولياء بخارى
المجلس السياسي لحزب العدالة والتنمية لربع قرن