|
الذين باعوا القدس! يبيعون مكة والمدينة, حان وقت الانتفاضة
لقد خسرنا القدس في مثل هذا الأيام قبل مائة عام، خسرنا فلسطين والمنطقة بأكملها، ولجأنا إلى الأناضول، القلعة الدفاعية الأخيرة التي حمينا فيها أنفسنا وأنشأنا ملاذًا يأوي جميع من تدفقوا من كلّ أنحاء المنطقة.


تصدينا للعدوان قبل مائة عام بالتمام والكمال، قاومنا في حروب غزة وقناة السويس، ضحينا بشبابنا الذين هرعوا لتلبية نداء الجهاد من أرجاء الأناضول قاطبة، دفعنا الثمن غاليا في اليمن والعراق وسوريا، دافعنا عن مكة والمدينة، دافعنا عن المنطقة بأسرها دون تفرقة بين عربي وأعجمي.




كان هجومًا صليبيًّا

كنا نعلم أنه هجوم صليبي، كنا نعلم أنه محاولة استيلاء تستهدف جميع بلاد الإسلام، كنا نعلم أنها معركة لنبذ الإسلام والمسلمين خارج سير التاريخ.


لقد تمزقت دول المنطقة، تمزق العالم الإسلامي وتمزقنا معه. أسسوا دويلات ونصبوا عليها أنظمة قمعية، استولوا على أرضنا وتاريخنا وشرفنا، مزقوا العالم الإسلامي من المحيط لأطلسي غربًا إلى المحيط الهادئ شرقًا.


نجحنا في النهوض بعد 100 عام

استطعنا النهوض من كبوتنا بعد مائة عام، فاستعدنا أنفسنا وبلادنا وتاريخنا وهويتنا، تعلمنا معنى الشموخ والشرف والحرية وحب الوطن. لقد بدأنا مسيرة تاريخية، أطلقنا صحوة من الأناضول، من قلب تركيا، أعدنا اكتشاف جيراننا وتاريخنا ومجالاتنا المشتركة ومدننا وهويتنا الحضارية ونقلناها إلى حاضرنا.


أعادوا بدء الهجوم

لقد كانت مسيرة منطقة بأسرها، كفاح من أجل النهوض وكتابة التاريخ من جديد، كفاح من أجل إنقاذ بلادنا ومدننا وشعوبنا من الحمل الذي يثقل كاهلهم منذ مائة عام، كفاح من أجل كسر سلاسل الأسر التي تكبل أقدامنا وأذهاننا.


أقدموا على تنفيذ هجوم شامل بعد مائة عام، حاصروا تركيا من كل زاوية، بادروا إلى الهجوم بالتعاون مع شركائهم في الداخل والتنظيمات الإرهابية في الخارج، جرّبوا كل شيء لإفشال هذه المسيرة التاريخية. لقد كنا أمام حملة صليبية جديدة اتحدت خلالها جميع البلدان الغربية محاولةً كتم أنفاسنا وأصواتنا.


يعلمون أن نهوض تركيا يعني إنقاذ القدس ومكة!

لأنهم كانوا يعلمون أن نهوض تركيا يعني عودةَ التاريخ وانتفاضَ المنطقة والعالمِ الإسلاميّ ومدننا القديمة. فإذا نهضت تركيا حُمي الأقصى والحرمان وانهار نظام الوصاية على بلداننا.


ولهذا فقد أطلقنا "المقاومة الشرسة" لصدّ هذا الاعتداء الجماعي، وحشدنا إمكاناتنا لتحرير وطننا وشعبنا ومنطقتنا ومدننا من جديد بعد مائة عام، وخاطبنا من فوق منبر تركيا جميع المجتمعات الإسلامية بصوت عال.


قلنا لهم "انهضوا!"، قلنا لهم "اصمدوا!"، قلنا لهم "دافعوا عن بلادكم ومدنكم!"، قلنا لهم "انهوا الأسر المستمر منذ مائة عام!"، قلنا لهم "استعدوا لمواجهة موجة احتلال جديدة!"، قلنا لهم "انتبهوا لأن هذه الموجة ستمزق المجتمعات والبلدان الإسلامية!"، قلنا لهم "لم تعدوا بحاجة لحماية الغربة، فكونوا أنفسكم!"، قلنا لهم "تمسكوا بدينكم وعقيدتكم وأخوتكم وكفى!"، قلنا لهم "ستكون تركيا في الصف الأول من هذه الجبهة، ولن نركع أو نستسلم أو نخسر بعد مائة عام، فافعلوا ذلك أنتم أيضا!"، قلنا لهم "نحن نتعرض للضرب من الخلف من خونة الوطن في الداخل، وأما أنتم فيبيعكم حكامكم الظالمون!".


لقد باعوا القدس، وربما يبيعون مكة والمدينة!

باعوا القدس القبلة الأولى للمسلمين، قدموها على طبق من ذهب، تفاوضوا عليها بمنتهى القذارة. فمن اشتروا السلطة مقابل النفط في السابق باعوا القدس هذه المرة من أجلها. هذا ما روجوه بينكم تحت مسمى "الإسلام المعتدل"، وقد كانت القدس أولى ضحاياه. استولوا على القدس بعدما خدعوكم بالخوف من إيران، وغدا سينتزعون كذلك فلسطين بالحجة ذاتها، ومن يدري لعلهم يسيطرون على مكة والمدينة غدا بالترويج للحجة عينها.


ما هي المساومة التي أقدم عليها ولي عهد الإمارات محمد بن زايد وولي عهد السعودية محمد بن سلمان مع الولايات المتحدة وإسرائيل؟ لقد سلموا القدس بعدما قالوا "لقد أصبحنا أصدقاء لإسرائيل وحلفاؤها بعدما انتهى الصراع العربي – الإسرائيلي". فكيف سيقفون أمام التاريخ والأمة الإسلامية وشعوبهم؟


على شوارع العالم العربي محاسبة الخونة

من قدموا القدس على طبق من ذهب لن يستطيعوا حماية مكة والمدينة؛ إذ ليس لديهم صلاحية أو أهلية لفعل هذا، فسيسامون قريبا جدا كذلك على قلب العالم الإسلامي، كما لن يستطيع هذا الفريق من الذين تحالفوا مع إسرائيل أن ينبس ببنت شفة أمام تمزيق بلاده وانتزاع مكة والمدينة.


يجب على المجتمع والشارع العربي محاسبة هذه الخيانة، كما يجب على المسلمين من غير العرب كذلك. فمن ذا الذي بإمكانه التفاوض حول القدس وتقديمها بهذه السهولة من أجل السلطة؟ وبأي صلاحية وجرأة يفعلون هذا؟ وهل الدفاع عن القدس مسؤولية شعب فلسطين المظلوم فقط؟


إنهم ينقلون الحرب إلى قلب العالم الإسلامي. أليست مسؤولية تركيا؟ أليست مسؤولية أكثر من مليار مسلم؟ أليست مسؤولية باكستان وإندونيسيا ومصر ونيجيريا وإيران؟


يأيها المسلمين! يا أبناء هذه المدن القديمة!


إنكم أمام خيانة كبرى، إنكم تواجهون أخطر صورة من صور الاستيلاء الكبير الذي أطلقه أعداؤنا بعد مائة عام بهدف دفع المسلمين خارج عجلة التاريخ. فمن قالوا "سننقل الحرب إلى قلب العالم الإسلامي" ومن خططوا لمشروع "الحرب الأهلية الإسلامية" انتقلوا من العراق وأفغانستان وليبيا وسوريا إلى قلب الإسلام.


لكن القدس ستعود لتنتقم

لكن القدس ستنتقم، كما ستنتقم مكة والمدينة ممن خططوا لاستهدافهما، ستنتقم هذه المدن المقدسة ممن باعوهم وجعلوهم رهينة بأيدي أعداء الإسلام. ستنهار مشاريع "الإسلام المعتدل" و"الجبهة المشتركة" و"المحور الجديد" التي يسعون لتنفيذها. ومن تورط اليوم في هذه الخيانة سيكتب التاريخ اسمه غدا على أسود صفحاته وأكثرها خزيا.


لا طريق للنصر إلا "المقاومة الشرسة"

يأيها المسلمين! يا أبناء هذه المدن القديمة!


ليس أمامنا طريق للنجاة سوى "المقاومة الشرسة"، وليس أمامنا خيار إلا تحويل بلادنا ومدننا وقرانا إلى قلاع مقاومة. لم يعد لدينا أي احتمال آخر سوى تحويل مسار رياح الشؤم هذه، فلا طريق أمامنا سوى تطهير بلاد الإسلام من المحتلين والخونة.


إن ما يحدث لهو تصفية حسابات القرن الحادي والعشرين، وليست لدينا أي نية لنخضع للأسر ونخسر مائة عام مرة ثانية. فتصفية الحسابات هذه لا تعرف الفرق بين عربي وأعجمي. وليس لدينا أي طريق للمقاومة سوى طردهم من ديارنا.


إننا اليوم جزء من الصراع ذاته بعد مائة عام، ونحن مستعدون للمقاومة. إننا أمام موجة الاحتلال نفسها، فعلينا التعاون لنقاوم المقاومة عينها. فبعدما خسرنا قبل قرن فقد سنحت أمامنا فرصة جديدة للنهوض من كبوتنا، ولا نوي الخسارة هذه المرة كذلك.


ليس أمامنا طريق إلا المقاومة..


لقد حان وقت الانتفاضة.. 

#إبراهيم قراغول
6 yıl önce
الذين باعوا القدس! يبيعون مكة والمدينة, حان وقت الانتفاضة
الخنازير لا تتغذى على الكتب المقدسة
لا مفر من حرب عالمية
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية