|
لماذا لم يرحل الأسد إلى الآن؟



كان من الممكن إعلان حظر جوي في سوريا الغربية ومنع الاسد من قتل شعبه ولكن لم يفعلها أحد. وكان من الممكن وضع حظر جوي من قبل المعارضة السورية لحفظ المدنيين في منطقتهم ولكن لم يفعل.



لم يبق أي مجموعة لم تحاربها المعارضة السورية من جيش النظام وحزب الله والايرانيين الذين تحت قيادة قاسم السليماني والافغان الذين يعملون لاجلهم مقابل المال والعراقيين ...الخ من ميلشيات حاربتها ونجحت وأيضا استطاعت أن تحارب داعش ولكن المشكلة هي في الهجوم الجوي. إن أكثر شيء يهدد المدنيين هو الهجوم الجوي والبراميل المتفجرة. كانت أوربا ستشكل منطقة آمنة ذات الحظر الجوي لتؤمن على الاطفال والنساء وهي نفسها التي صرحت بقولها "دعوهم يأتون إلى تركيا ولا تسمحوا لهم باجتياز ما بعد تركيا ونحن جاهزون بتجهيز مكان لجوء لهم" ولكن لم يتم تنفيذ ذلك. كانت تركيا تركز على هذا الموضوع بالذات حين مقابلاتها مع أمريكا. لماذا هذا الشيء الذي لو شرحته إلى الأغبياء لفهموه تغاضت عنه أمريكا بكل إصرار؟



لقد كررت تركيا مراراً وبإصرار إلى الغرب والعالم بأنه لو لم يتم وضع حد لنظام الاسد وللمجموعات المتطرفة كداعش سوف يزيد عنفهم ووحشيتهم. لماذا تم اهمال والإظهار بعدم الفهم لموضوع يتم فهمه من دون شرح؟





في كل مرة يخطب فيها أوباما والقادة الأوربيين يقولون بأن الشخص الذي يظلم شعبه ويقتل شعبه كالاسد عليه بالرحيل فوراً دون أي نقاش ولكن لماذا لم يتم تنفيذ أي خطوة تجاه مستقبل سوريا لحد الآن؟





لقد تم نشر خبر في الصحافة هو أنه قبل ثلالثة اشهر قال الأسد "نعيش أزمة في الجيش ونضطر إلى الانسحاب" وبعد التصريح مباشرة قاموا الدبلوماسيين الأيرانيين بإخبار روسيا بـ" إن لم تتدخلوا عاجلاً سيسقط النظام ولن نستطع منع ذلك" . كان من الواضح الذي سيحدث في فترة قصيرة بعد تجمع الروسيين في غرب سوريا. منذ فترة والصواريخ الروسية تضرب الأماكن الكثيرة التي تقدمت إليها خلال ستة أشهر الأخيرة العدو الوحيد للنظام السوري أي المعارضة السورية ليتم تجهيزها للدخول البري. ويأخذ خبر العناصر المرسلة من حزب الله والايران للمحاربة جانب الجيش السوري ليس ضد داعش بل ضد الذين قاموا بالتقدم كثيراً في غرب سوريا أي المعارضة السورية الحيز الكبير في الاعلام الروسي وأن روسيا ستأخذ الدور الاعلى في غرب روسيا. من الواضح أن هدف روسيا هو مناقشة المعارضة والزامها للاستسلام للنظام الاسدي رغما عنها وذلك من خلال المقابلات الدبلوماسية التي تجريها روسيا مع امريكا والسعودية والامارات العربية المتحدة.





من المستحيل عدم اكتشاف حقيقة هو أن اختراق الطيران الروسي للساحات الجوية التركية والاعتداءات التي يتم تنفيذها على الطيران التركي من طرف سوريا هو جزء من مخطط روسيا. وتلك الاختراقات والاعتداءات الروسية التي تهدف بتحريض تركيا والمعارضة السورية ،وقرار أمريكا وألمانيا بعد الخرق الجوي الروسي باسترجاع صواريخ الباتريوت التي تم وضعها عام 2013 في الجنوب التركي للحماية من الهجوم الأسدي شيء يؤدي إلى التمعن. نعم لقد تم إيداع صورايخ الباتريوت الاسبانية فقط وتصريح الناتو بـ "نرسل دفعة أخرى ان احتاج الأمر" ولكن من المستحيل تخيل بعدم معرفة دول الناتو بهذه التطورات الأخيرة.





بعد التصريحات التي قدمتها الناتو الهادفة لتحريض تركيا بعد اختراق الساحة الجوية التركية يسوقنا إلى اكتشاف وجود ضغوط ثانية من الغرب تجاه تركيا وخاصة بعد عدم الايفاء بوعدهم وعلاقتهم مع تركيا المتوترة في الثلاث السنوات الأخيرة.



تتزايد مصطلح "الحرب الداخلية" في تركيا يوما بعد يوم ويصنع الخوف في الشعب من أثر ذلك وان هذا ليس بالاحتمال البعيد لزيادة العمليات الارهابية واختلاف الاراء. ولكن أريد التنويه بأن بلد ذات جيش قوي مثل تركيا صعب جداً أن تقع في حرب داخلية. ولكن إعادة هذا المصطلح والتهديد الدائم ينتج ضغط ليس على السياسة والشعب فقط بل على الجيش أيضاً. يبدو أن الجزء المعين الذي يريد أن يتخلص من حزب العدالة بشتى الوسائل اعتبارا من حملة غازي قد قاموا بـ "دعاء الانقلاب". وان الحالات التي تمر بها البلد منذ سنتين ونصف تشبه الحالة التي عاشتها تركيا في الماضي لتنمية الانقلاب. نحن نمر بفترة تحريض العساكر وذلك بدعوة دوران كالكان لهم فالدولة تمر بتحريض تجاه الانقلاب لدرجة حتى تدخل رأس البي كا كا دوران كالكان الذي نوه حزب العدالة في كتابه بـأن الجيش سيقوم بالانقلاب . يتم تداول احاديث الانقلاب بشكل كبير. وذلك من كاتب السياسة الحرة ويسي ساري أوزن الذي نادى أردوغان بالاستسلام وصنع الائتلاف مع الـ هي دي بي إلى موظف المخابرات الامريكية سيبل أدموندس التي كتبت " سيسقط سيسي تركيا أردوغان" وتقصد هلوسي أكار بأنه سيسي تركيا. لا أظن بأن الجيش سيقوم بالانقلاب لان تركيا الآن هي ليست تركيا القديمة. ولكن من المستحيل عدم ربط المجزرة الفظيعة التي ارتكبت في أنقرة بدعوات الانقلاب التي تحدثت عنا والأسئلة التي وجهتها في بداية حديثي ومع التهديدات القادمة من سوريا والضغوط التي تؤديها على القوات المسلحة التركية .





سيتخلص الغرب بالاخير من الاسد بعد ظهور شخص في سوريا يتظهار بالبطولة يهتف بالدمقراطية بعد أن تسبب بقتل مئات الآلاف ولكن هناك شروط ليتم تحقيق ذلك: رحيل أردوغان .



هناك ضغوط شديدة لرحيل أردوغان على شعب تركيا وسياسة تركيا وجيش تركيا وشرطة تركيا ورجال الاعمال ويحاولون أن يأخذوها رهينة لتحقيق هدفهم. وفي هذا السياق إن جماعة فتح الله تعمل الآن مثل منظمة غلاديو. وتمم محالولات تنفيذ صراعات بين الكردي والتركي والعلوي فلذلك أقول تركيا تهدد بـ"حرب داخلية".





ولكن الشخص المستهدف ليس هو رئيس الجمهورية التركية فقط الذي تم انتخابه مباشرة بل هو ذلك الشخص الذي يعد شعار وأمل لجميع المسلمين في العالم. إن الحملة التي تستهدف أردوغان هدفها الاساسي ضغط البلد تجاه احتمالين فقط: إما مجموعة متطرفة مثل القاعدة أو جماعة تتدعي الإصلاح مثل جماعة جولان يقودا البلد. وتتخربط الامور عند هذه النقطة بالضبط. لان الشخص الذي يتشاجرون معه هو شخص يدعمه عشرات الملايين من الناس وأردوغان لم يستسلم لأجل هذا. وعلينا تذكر هذه الخاصية للرئيس في لحظات حزننا ويأسنا وتعبنا وغفلتنا لننتبه أكثر ونصحى أكثر.





#يني شفق
#آراء
#تركيا
8 yıl önce
لماذا لم يرحل الأسد إلى الآن؟
إبادة غزة.. المهمة الحضارية الجديدة لبريطانيا والولايات المتحدة
هل رؤية حزب الشعب الجمهوري للجامعات تتفق مع رؤية تانجو أوزجان؟
أولياء بخارى
المجلس السياسي لحزب العدالة والتنمية لربع قرن
دروس وعبر من الانتخابات