|
الخطة السعودية الإسرائيلية، والاتفاق الإيراني الأمريكي

نيدريت إيرسانيل | يني شفق

بينما تتخذ الخطوات الأخيرة في مشروع التسوية النووية التي تأتي محصلة للعلاقة الإيرانية الأمريكية، والموعد الأخير المحدد في الرابع والعشرين من نوفمبر سوف لن يسعد جميع الأطراف بنفس الدرجة.

فإسرائيل والمملكة العربية السعودية هما أكثر المنزعجين من التقارب الإيراني الأمريكي. الرياض لم تحسم بعد طبيعة تصريحاتها الرسمية، إلا أنها حولت إلجام غضبها ببعض التصريحات الأولية ويبدو أنها ما زالت تتمالك قلقلها.

الوضع لا يختلف كثيراً في إسرائيل. ومعظم المؤسسات الإعلامية تعتقد أن الاتفاق لن يتم في الرابع والعشرين من نوفمبر سعياً لأن لا تثير ردات الفعل. ويفهم من الموقف أنه سوف يتم إنجاز الاتفاق في التاريخ المحدد وأن حكومة "تل أبيب" قد بدأت فعليا ً تستعد لذلك الموقف.

استراتيجية إسرائيل الثلاثية

أفصح الإعلام الإسرائيلي عن وجود خطة إسرائيلية من ثلاثة مراحل في حال رأى الاتفاق الإيراني الأمريكي النور. بحسب الخطة، تتمثل المرحلة الأولى بعدم النظر في الاتفاقية ورفض ما جاء فيها من تخلي إيران عن حقها في تخصيب اليورانيوم لكون الاتفاقية غير واضحة الهدف، وثانياً تحريك اللوبي الإسرائيلي المعروف وسيء الصيت من أجل إعاقة دفع الأعضاء الكونغرس الأمريكي لإفشال الاتفاق، وذلك بعد تقديم الدعم للقائمة الجديدة التي تكونت بعد الانتخابات المرحلية الأمريكية في الرابع من نوفمبر. (علماً بأن الإدارة الجمهورية في الكونغرس ما زالت مترددة بخصوص الاتفاقية وتحاول إسقاطها). ثالثاً، التلويح باستخدام القوة العسكرية أحادية الجانب ضد إيران.

من خلال النظر إلى بنود هذه الخطة يتضح مدى اليأس الإسرائيلي تجاه المسألة الإيرانية. حتى أن إسرائيل ما زالت تأمل وتدعو من أجل أن ترفض القيادة الدينية الإيرانية هذه الاتفاقية التي تدخل فيها الولايات المتحدة.

إلا أنه من الواضح أن باراك أوباما لا ينوي التراجع عن قراره، ولن يغير إلا في مجال التكتيكات البسيطة على الرغم من المعارضة الشديدة من قبل إسرائيل والمملكة العربية السعودية والجمهوريين وحتى الخطوات الخجولة من قبل الديمقراطيين وانتقادات الدولة العميقة والبيروقراطية النظامية.

إن هذه هي فرصة أوباما الأخيرة التي ستجعل نوبل تعترف برئاسته للوزراء، كما يعتقد في البيت الأبيض أن نجاح هذه الاتفاقية سوف يرفع أسهم أوباما لدى الشعب الأمريكي الذي سيتذكره من خلال هذا النجاح.

وأخيراً هناك نتيجة ما عن تؤكد صحة السياسات الأمريكية التي اتبعتها في الشرق الأوسط. أما في حال فشل الاتفاق، فمن المحتمل أن تنهار السياسات الأمريكية في المنطقة. وستتشكل الشبهات وعلامات الاستفهام حول تأثير ومهارة بل وحتى "قوة" الولايات المتحدة.

خاصة وأن الولايات المتحدة تقدم اليوم خيارات من أجل حل المشكلات الساخنة في المنطقة، ومرحلة ما بعد الانتخابات تقدم للمنطقة بعض الإشارات على الطريق. ولذلك فإن الفشل في هذه المرحلة سوف يسبب الكثير من الحرج والإدانة بالإضافة إلى رفض الخيارات.

كما أن التوصل إلى نهاية للحوار الإيراني – الأمريكي الغربي سوف يؤدي لنتائج تجعل أحجار الدمينو تتساقط حتى يصل الدور إلى إسرائيل. وذلك يشمل القضية الفلسطينية.

إسرائيل تخشى من أن حل المسألة الإيرانية سوف يعيد الولايات المتحدة والغرب للاهتمام بالقضية الفلسطينية من جديد، في الوقت الذي لم يعد فيه لدى تل أبيب عذر العائق الإيراني تعزز خشية إسرائيل من الضغط الذي قد تتلقاه لمدة عامين.

يرى المحللون الإسرائيليون بأن هناك خطوات غربية تضيق الخناق على إسرائيل بشأن القضية الفلسطينية، في الوقت الذي تغرق فيه الولايات المتحدة في صراعات الشرق الأوسط. ومثال ذلك توجهات بريطانيا وفرنسا وسويسرا تجاه المسألة الفلسطينية.

نصف الكأس ممتلئ لكن النصف الآخر ليس فارغاً

يجب القول بأن الولايات المتحدة لا تقف وحيدة في ميدان المسألة الإيرانية. فروسيا تقف إلى جانبها. أو بتعبير أدق فروسيا تتخذ موقعاً في داخل عملية التسوية. ويشير إلى ذلك العديد من النقاط التي توصلت لها المحادثات والتصريحات التي نجمت عنها.

سيرجي "ريابكوف" مساعد وزير الخارجية الروسي صرح بعد اجتماعات دول الخمسة زائد واحد ولقاءات عمان مع إيران قائلاً: " نصف الكأس ممتلئ لكن النصف الآخر ليس فارغاً." هذا التصريح "المتفائل نسبياً" بإمكانية نجاح حوارات الاتفاق النووي والتوصل إلى حل قبل تاريخ الرابع والعشرين من نوفمبر يعد إشارة على الموقع الذي تحتله روسيا في المسألة.

إن توقعات روسيا أكبر من توقعات الولايات المتحدة. فروسيا تأمل في استكمال أبعاد علاقاتها الاستراتيجية مع إيران في أعقاب العقوبات الدولية.

تركيا لم تستطيع أن تتخلص من هموم قضايا الداخل والمنطقة والنظر في لقاءات "أبيك" المعقودة في بكين. إلا أن أحد اللقاءات المهمة التي عقدت على عجل بخصوص المسألة الإيرانية (عفوا أقصد الثلاثة التي نظمت في نفس اليوم) كانت بين أوباما وبوتين!


٪d سنوات قبل
الخطة السعودية الإسرائيلية، والاتفاق الإيراني الأمريكي
وسائل التواصل الاجتماعي تُساهم في إنقاذ ترامب
من سيحل محل هتلر في الرواية الصهيونية القادمة؟
نداء لأغنياء المسلمين
مجلة "ذا أمريكان كونسيرفاتيف": تنظيم "واي بي جي" الإرهابي يشكل تهديدًا لتركيا وحلف الناتو
غزة.. نقطة تحول تاريخية