|
الكذبة الهوليوودية في مقتل أسامة بن لادن

تامر كوركماز | يني شفق

قبل عام ونصف انطلت على العالم كذبة كبيرة، لم تكن الكذبة تستهدف الشعب الأمريكي فحسب بل العالم أجمع. كانت الكذبة على لسان أوباما إذ قال: "لقد قتلنا ابن لادن خلال عملية عسكرة في بيته بباكستان".

ومن ثم بدأت حركة لتثبيت هذه الكذبة كحقيقة في أذهان الناس. فمثلاً تم إصدار كتاب عن العملية. الكاتب "مات بيسونيت" الذي كان عضوا في قوات الكوماندوز في فريق "سيل6" الذي يقال إنه منفذ العملية العسكرية، فقد أصدر كتابه تحت عنوان: "لم يكن يوماً سهلاً".

وقد أوضح أن قوات الكوماندوز تلك التي كان جزءاً منها هي التي قتلت أسامة بن لادن، وأنه من غير المعروف من كان صاحب الطلقة الأولى.

وقد انطلت هذه الكذبة على كل من لا يجرؤ على التفكير ملياً في كذبات "العام سام".

وهناك أمثلة أخرى صادمة، سوف أذكر آخرها من دون إطالة.

فقد ظهر جندي من فريق "سيل" في الكوماندوز، وهو قناص اسمه "روبرت أو نيل"، وصرح لصحيفة " ديلي ميل" البريطانية قائلاً: "أنا من قتل أسامة بن لادن". هل هذا خبر مفاجئ؟ كلا بالطبع.!

لقد نسينا أن نذكر الولايات المتحدة، صاحبة القوة المركزية على العالم، والتي يمكن أن نسميها قوة "العلاقات مع الجماهير" .

يجب أن نقدر هذه القوة. أليس كذلك؟

فهي بالنهاية رمية حرة.

في الثاني من مارس عام 2011. قادة الولايات المتحدة الحقيقيون أجبروا الرئيس أوباما على هذه الكذبة.

نتابع المزيد من الأخبار الصادرة حول القناص "أو نيل" والتي يسعى من خلالها لتعزيز كذبة مقتل إبن لادن في نهاية العملية العسكرية، فنجد خبراً ينفي ما قال "روبرت أونيل" ويفيد بأن أحد القناصة في الفريق "سيل 6" قد قضى على بن لادن، وبعدها قام "أو نيل" بإطلاق الرصاص عليه.

هذا نفي للخبر، إلا أنه في الحقيقة يفيد في ترسيخ الكذبة الأصلية.

ومع هذا فإنني لا زلت أتساءل، لماذا لم تظهر أي صورة لأسامة بن لادن الذي يدَّعون أنه قتل في العملية العسكرية بباكستان حتى بعد مرور ثلاث سنوات ونصف على مقتله؟

إنهم قادة هوليوود.

لقد كان بإمكانهم أن يقدموا حكاية أسهل تصديقاً لو أنهم صنعوا فلماً بسيطاً يظهر العملية مع بعض التظليل على جسد إبن لادن.

كان من المتوقع أن يفعلوا ذلك، لكنهم لم يفعلوا.

هل من الممكن أن يجربوا ذلك بعد مرور كل هذا الوقت؟ لا أعرف.

فالسبب الذي منعهم من ذلك هو خوفهم من تسرب المشاهد الحقيقية التي تظهر وفاة بن لادن بسبب الفشل الكلوي في 20/شباط/2007 في مسكنه تحت الأرض.

فليتفضل "جو بايدن" مساعد الرئيس الأمريكي -والمصحح من خلفه- لتقديم جواب على هذا.

أسامة بن لادن الذي توفي في 20/شباط/2007 سريعاً في غير الموعد المناسب (20 شهر قبل موعد الانتخابات الأمريكية التي سيدخلها أوباما من جديد)، لا يستطيع أن يموت مرة أخرى في 2/مارس/2011 على يد الكوماندوز الأمريكي.

الذين سيسمون هذه الحقائق التي لا يمكن الهروب منها "نظرية المؤامرة" هم المكلفون بطمس حقيقة الواقع.

إن مسرحية "أنا من قتل بن لادن" سوف تستمر كغيرها من الأمثلة التي ما زالت تهزأ وتستخف بعقولنا.

لا داعي لأن نستخدم عقولنا في مواجهة القصص الأمريكية المختلقة، فلنأكل المقلب ونبتلع طعم هذا الوهم العالمي، وصحة وعافية!


9 years ago
الكذبة الهوليوودية في مقتل أسامة بن لادن
إبادة غزة.. المهمة الحضارية الجديدة لبريطانيا والولايات المتحدة
هل رؤية حزب الشعب الجمهوري للجامعات تتفق مع رؤية تانجو أوزجان؟
أولياء بخارى
المجلس السياسي لحزب العدالة والتنمية لربع قرن
دروس وعبر من الانتخابات