|

الصيد بالصقور في الخليج.. تراث ورياضة وتجارة

يفختر بها الخليجيون ويولونها عناية كبيرة وتتعدد أنواعها وأسعارها حتى أن صقرا يبلغ ثمنه مليون ريال

Ersin Çelik
11:47 - 19/01/2017 Perşembe
تحديث: 11:50 - 19/01/2017 Perşembe
الأناضول

تُعد الصقور من أهم رموز التراث الثقافي في دول الخليج، فالصقر يرتبط بمعاني التحدي والقوة والمنعة لدى أبناء الخليج، حتى أن الأبناء يتناقلون عن آبائهم وأجدادهم تربية واقتناء الصقور، التي باتت اليوم أيضا رياضة وتجارة مربحة.



في يوم من الأيام كان الصقر أداة للصيد، فالعرب الخليجيين هم من أبرع من عرفوا الصيد بالصقور، وعرفت عندهم بـ"هواية الملوك"، لكنه تحول اليوم إلى هواية ورياضة وتجارة تكاد تبلغ العالمية.



الأجداد في الخليج كانوا منذ زمن بعيد يستخدمون الصقور، المعروفة بقوتها، لصيد الأرانب وطيور الحبار والحمام والحيوانات، لاستخدامها في توفير طعامهم، أو بيع ما يصيدونه، فكانت تمثل أيضا مصدر رزق لأصحابها.



ومع تطور الحياة في الخليج، تحول الصقر من مهمته الأساسية المرتبطة بالحياة الصعبة في الصحراء، إلى رمز من رموز منطقة الخليج العربي، وهواية ورياضة وتجارة يمارسها الناس من مختلف الأعمار والمستويات، حتى أن غالبية أمراء الخليج يشتهرون بامتلاكهم أفضل وأغلى أنواع الصقور.





بين التجارة والهواية


في العاصمة القطرية الدوحة توجد عشرات المحلات والدكاكين المتخصصة في بيع الصقور وكل ما يخصها من مستلزمات، ضمن منطقة بيع الطيور في سوق "واقف" الشهير، حيث تجارة الصقور من أربح التجارات.



محمد بن راشد النعيمي، أحد الصقارين المعروفين في قطر؛ قال إن "الصقور تربتط بثقافة وتكوين الشخصية الخليجية.. والحكومة في قطر تدعم هذا المجال لربط الأجيال بثقافتها الأصيلة".



النعيمي تابع، في حديث للأناضول، أنه "على مدار العام في قطر، يتم تنظيم مجموعة من الفعاليات والمهرجانات لتشجيع المواطنين عل اقتناء الصقور القوية وتربيتها.. وسوق الصقور من أغلى الأسواق، حيث توجد أنواع كثيرة للصقور، على رأسها الحر، الشاهين، الوكري، الهيثم، المعرجي، القطامي، الأسعف، الزهدم".



وموضحا أضاف الصقار القطري أن "أسعار كل صقر تختلف عن الآخر، حسب نوعه وقوته وسلالته ومهارته.. بعض الصقور يبلغ ثمنها ٥٠٠ ألف ريال قطري (قرابة 137 ألف و350 دولار) وأنواع أخرى نادرة يصل سعرها إلى مليون ريال قطري (نحم 274 ألف و700 دولار).. وصقور الشاهين المصرية هي الأغلى سعرا في المنطقة".



النعيمي أوضح أن "سوق بيع الصقور ينشط مع بداية موسم الصيد بالصقور في فصل الخريف، ويستمر طوال الشتاء حتى شهر مارس (أذار من كل عام)"، مشددا على أن "الصقار الماهر يحتل مكانة كبيرة في المجتمع".



اسم لكل صقر


بينما يتجول في سوق "واقف" حاملا صقرا، قال أحد الهواة الشباب للأناضول إن "سعر هذا الصقر ١٠٠ ألف ريال قطري (27 ألف و470 دولار)".



الشاب القطري مضى قائلا إن "نصف الشباب القطري يملكون صقورا خاصة بهم.. وكل شاب يسمي صقره اسما يليق به، ويتنافسون فيما بينهم بصقورهم".



وعن مصدر معظم الصقور في السوق القطري، قال أحد الباعة للأناضول إن "قطر وبقية دول الخليج تستورد الصقور من العديد من الدول، منها كازاخستان وإيران وأفغانتسان والولايات المتحدة الأمريكية ومصر وألمانيا وبريطانيا".



وفي دول الخليج، توجد مهرجانات ومسابقات يتنافس فيهاا الصقارون، وتبلغ جوائزها ملايين الريالات، إحياء لذلك الموروث الشعبي، الذي أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي غير المادي، في أكثر من 10 دول، منها الإمارات والمغرب وقطر والسعودية وسوريا.



مستشفى وجواز سفر


وسط سوق الطيور في الدوحة يوجد مبنى كبير مكتوب عليه "مستشفى الصقور"، يتوافد عليه أصحاب ومربي الصقور لمعاجلة والاطمئنان على صقورهم.



والإمارات هي أول دولة خليجية تُنشأ مستشفى خصا للصقور عام 1983 في إمارة دبي.



وهي أيضا أول دولة تصدر جوازات سفر خاصة بالصقور؛ حيث لا يستطيع الصقر مغادرة البلد إلا بهويته، حتى ولو كان برفقة صاحبه، وذلك حماية لتلك الصقور من الانقراض والتجارة غير القانونية.



ويعرف أن الصيد بالصقور كان على رأس هوايات واهتمامات مؤسس دولة الإمارات، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حتى أنه ألف كتابا سماه "رياضة الصيد بالصقور".





#الخليج
#الصقور
#الصيد
7 yıl önce