|

لوحات فنان تركي تحوّل لوحات العربية إلى ورود

نظم معرضاً في الدوحة وعشرات المعارض في تركيا نالت إعجاباً واسعاً، ويخطط لمعارض بعدة دول عربية

Ersin Çelik
11:48 - 23/05/2017 Tuesday
تحديث: 14:18 - 23/05/2017 Tuesday
الأناضول
مع لوحات التركي "بلال آك كايا" .. الحروف العربية تتحول لورود
مع لوحات التركي "بلال آك كايا" .. الحروف العربية تتحول لورود
حظيت اللغة العربية باهتمام كبير في العصر العثماني، وكانت اللغة الرسمية العثمانية تكتب بالعربية، كما اهتم السلاطين العثمانيون بهاً كثيرا.

وفي الوقت الحالي، حوّل الخطاط التركي بلال آك كايا، عشقه للخط العربي، إلى أعمال فنية لاقت استحسان العرب والأتراك.

وفي معرض نظمه الفنان التركي، في العاصمة القطرية الدوحة، قبل نحو شهرين، أدهشت لوحاته الزائرين، لرؤيتهم الخط العربي المعاصر، بكتابات تشبه الورود، أو إمكانية القراءة من اليمين لليسار، أو على شكل هلال.

ويقول " آك كايا"، إنه "تخرج من الثانوية العامة العام ١٩٨٤، وبعدها بدأ يتعلم الخط العربي عبر المدرسين والخطاطين، والإنسان عندما يشب يرى الجمال، ويكسب الناس، فبدأت هكذا ليدرس الخط العربي على مدار ٦ سنوات، درس في تركيا حتى حصوله على الإجازة (الشهادة)".

ويضيف "تعلمت اللغة العربية في سوريا، فهي لغة أهل الجنة، وليست لإخواننا العرب فقط، بل لكل المسلمين، وعندما تعلمت الخط العربي لم أكن أعرف العربية، وبفضل الخط تعرفت على أحد السوريين، وبعدها بدأت حكاية دمشق، وببركة الخط تعلمت العربية وهذا في العام ١٩٨٥".

وأوضح أيضا "عندما بدأت بالدراسة كانوا يعطوننا واجبات منزلية، وكلما أكتب كلمة يقولون لي أحسنت، وأنا أقول لا أريد ذلك فأنا جديد، ليقولوا هذه الكتابة لا تحمل خطأ".

الخطاط التركي يروي أن أحد السوريين شاهد خطه، فطلب منه تعليمه فن الخط بالعربي، والمفاجأة أن الأخير درس في قسم الخط بجامعة دمشق، فرد عليه "آك كايا"، أن عليه تعلم العربية منه، وخلال ٦ أشهر درسا سوياً الخط العربي.

ويضيف الخطاط التركي: عندما بدأنا دراسة الخط العربي لم تكن هناك رغبة عامة، سمعنا من أساتذتنا أن السلاطين العثمانيين كانوا يهتمون بالخط العربي، لأن في عهد الدولة العثمانية، في المباني والمقابر وفي المكاتب، وفي كل الحياة كان الخط موجوداً.

أما فيما يخص التقنيات، التي يستخدمها في كتابته للخط، فأوضح: الخط هندسة ويبنى على النقطة، ولهذا عندما يأتي لي أي طالب أعلمه النقطة، فإن كتبها بشكل صحيح فذلك يعني أن كل الحروف تبنى على حجم النقطة والمسافة تبين بالنقاط، والنقاط أهم شيء، ولهذا الخط كل شيء فيه مسافات بالقياس، وخاصة في الكتابة التقليدية يتم الاعتماد على النقطة.

وأردف أن أكثر ما يشكل أساس الفن هي الخبرة، ولدي خبرة من ٤٠ عاماً، ولذا الأهم هو التصميم بشكل جيد، وتطبيقه بشكل مختلف ربما عبر الأحبار.

وتقنيا يعتمد " آك كايا" على قلم رأسه مسنن، وهناك خطوط تعتمد على المساطر فأي تصميم أضع بداية مخططه على دفتر خاص، ثم عبر الحاسوب أحاول الوصول بها إلى الكمال.

ويربط الخطاط التركي بين فن الخط والفكرة، ويقول إن المهم حكاية العمل والتصميم، الذي يحمل فكرة ما، مضيفاً: "اعتمد على قيم الإسلام في تجسيد اسم الله عز وجل".

ويضرب مثلاً على تحويل الفكرة إلى فن بالقول: الهلال يمثل الإسلام، ومن خلالها كتبت اسم الله على شكل الهلال، وبما أن الله هو رب الكون كتبت لوحة تقرأ من اليمن الله ومن اليسار GOD.

وهناك تصميم لا إله إلا الله بشكل أفقي، فيما وضعت إلا الله بشكل عمودي، وفق الخطاط.

وبين أن "هناك لوحة فيها كلمتي (الله محمد) قارب فيها حرف الحاء في محمد حبيب الله، بشكل متناسب مع الألف واللام، فخرجت لوحة جميلة.

وهناك شجرة النخيل التي تمثل الشرق الأوسط ومنطقة نزول الوحي، فرسمها بـ٣٣ كلمة الله، فكل عمل يكون له حكاية مختلفة تظهره.

وعاد الفنان التركي للحديث عن معرضه بالدوحة، مشيراً إلى أنه رسم علمي قطر وتركيا، بتصميم منسجم، فزين العلم القطري بكلمة الله، وفي علم تركيا النجمة كانت مكونة من ٥ كلمات الله، متناسبة مع الهلال، وهناك مجموعات من الخطوط منها خطوط لأسماء الله الحسنى.

وحول ردود الأفعال على أعماله، يوضح أنه سمع رأياً يتكرر وهو أنهم لم يشاهدوا من قبل مثل هذه الكتابات.

الخطاط التركي يحرص على عادة ما مشاهدة الدهشة على وجوه زوار معارضه، خاصة العرب.

ويقول: "مع تقوية العلاقات التركية والعربية، بدأوا (العرب) بمعرفة أن الشعب التركي مسلم يقرأ القرآن، وعبر الفن سنكون جسراً للتواصل بين الجانبين وهو أمر يسرنا جميعا".

وكشف أنه يخطط لإقامة مزيد من المعارض في المستقبل، وهناك عروض من مناطق مختلفة، بينها قطر ، الإمارات، والسعودية.
#تركيا
#خطاط
7 years ago