|

العرب في الذكرى الـ41 لـ"يوم الأرض": التصعيد الإسرائيلي غير مسبوق

Ersin Çelik
06:39 - 29/03/2017 الأربعاء
تحديث: 06:41 - 29/03/2017 الأربعاء
الأناضول
العرب في الذكرى الـ41 لـ"يوم الأرض": التصعيد الإسرائيلي غير مسبوق
العرب في الذكرى الـ41 لـ"يوم الأرض": التصعيد الإسرائيلي غير مسبوق

تحل الذكرى السنوية الـ "41" ليوم الأرض هذا العام، في وقت يقول فيه قادة المواطنين العرب في إسرائيل، إن التصعيد الإسرائيلي ضدهم غير مسبوق.



ومنذ العام 1976، يحيى المواطنون العرب في إسرائيل في الثلاثين من مارس/آذار من كل عام ذكرى يوم الأرض، من خلال المسيرات الشعبية والندوات.



ففي ذلك العام صادرت السلطات الإسرائيلية مساحات كبيرة من أراض المواطنين العرب، ما فجر مواجهات قتل على أثرها 6 فلسطينيين وأصيب واعتقل المئات.



ويرى قادة المواطنون العرب أن الذكرى تحل هذا العام "وسط تصعيد إسرائيلي غير مسبوق".



وقال محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية (أعلى هيئة تمثيل للعرب في إسرائيل) إن ذكرى يوم الأرض تحل هذا العام في ظل "تغوّل غير مسبوق لإسرائيل وأجهزتها ضد الإنسان العربي".



وقال بركة لوكالة الأناضول:" إنهم يستهدف الحجر والبشر".



وأضاف:" إلى جانب الفكر العنصري المتأصل بالصهيونية، فإن المؤسسة الحاكمة في إسرائيل تعتقد أن تصعيد القمع ضد شعبنا هو أمر مربح سياسيا وحزبيا ".



وتابع بركة:" لذلك نرى أنه يقف على رأس جوقة المحرضين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو شخصيا، وبما أنه يواجه شبهات فساد شخصي، فإنه ليس من المستبعد أن يكون التصعيد أكبر من أجل التملص من استحقاقات التحقيقات".



وعادة ما كانت تشهد المدن والقرى والبلدات العربية في إسرائيل إضرابا عاما لمناسبة يوم الأرض، ولكن ليس هذا العام.



وقال بركة:" لقد تم إعلان الإضراب مرتين خلال الشهرين الماضيين ومع ذلك فإنه سيتم إحياء المناسبة بما يليق بها في الجليل (شمال) والنقب (جنوب) يومي الخميس والجمعة وأيضا، من خلال تخصيص حصتين حول يوم الأرض في المدارس".



ويتفق الشيخ كمال خطيب، رئيس فرع "الحريات"، في لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، مع بركة، في أن الذكرى السنوية تحل هذا العام في ظل تصعيد غير مسبوق من قبل المؤسسة الإسرائيلية.



ولفت في حوار مع وكالة الأناضول إلى أن تلمس ملامح هذا التصعيد الإسرائيلي يمكن من خلال تصعيد هدم المنازل في وقت يتهدد الهدم أكثر من 50 ألف منزل لمواطنين عرب بحجة البناء غير المرخص، مع استمرار مصادرة الأرض واستهداف المؤسسات والأحزاب.



وقال الشيخ خطيب:" يوازي ذلك استهداف التراث والمقدسات، ومن بينها مقبرة القسام في حيفا التي يجري التخطيط لإقامة شركات إسرائيلية عليها".



وأضاف:" ليس ببعيد عنها، يتم استهداف المسجد الأقصى المبارك من خلال الاقتحامات اليومية وإعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قراره السماح للوزراء والنواب الإسرائيليين باقتحام المسجد بعد شهر رمضان ".



وتابع الشيخ خطيب:" هذا كله يشير إلى المرحلة الصعبة التي نعيشها ".



وحذر الشيخ خطيب من أن التحريض والعنصرية في إسرائيل تحمل في طياتها تصعيدا في هذه الأوضاع.



وقال:" إن المؤسسة الإسرائيلية وعبر التربية التي ربت بها عناصر الشرطة بالكراهية والحقد على المواطنين العرب تجعل احتمال التصعيد واردا في أي لحظة وهم من يبادرون اليه كما جرى في أم الحيران، حينما تم قتل يعقوب ابو القيعان وفي مدينة القدس حينما اعتدى شرطي سائق شاحنة وغيرها الكثير من الحوادث المشابهة".



وطبقا لمعطيات مكتب الإحصاء الإسرائيلي فإنه يعيش نحو مليون و400 ألف عربي في إسرائيل ويشكلون 20% من عدد السكان البالغ 8 ملايين ونصف المليون نسمة.



وبحسب مؤسسة التأمين الوطني في إسرائيل، فإن 53% من العائلات العربية داخل إسرائيل يعيشون تحت خط الفقر.



ويقول المواطنون العرب ومؤسسات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية ودولية إن إسرائيل تمارس التمييز في سياساتها ضد المواطنين العرب.



وقد لفت المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل "عدالة" في سلسلة تقارير إلى سياسة التمييز التي تمارسها دائرة أراضي إسرائيل(حكومية) في مجالات الأراضي والمسكن.



وذكر بهذا الشأن إن الدائرة نشرت على مدى سنوات مناقصات لبناء عشرات آلاف المساكن للمواطنين اليهود بمقابل أعداد قليلة من المساكن للمواطنين العرب.



كما أشار إلى قيام الدائرة ببيع المئات من أملاك اللاجئين الفلسطينيين في إسرائيل وهو ما يشكل انتهاكا صارخا ونهائيا لحقوق الملكية للاجئين الفلسطينيين وتصفية لحقهم التاريخي على هذه الأملاك".



وفي هذا الصدد، قالت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في تصريح مكتوب وصلت نسخة منه لوكالة الأناضول:" تحل الذكرى الـ 41 ليوم الأرض الخالد، في ظل تغوّل سياسة الاقتلاع ونهب الأرض، والتضييق على مسطحات البناء، والسعي لتسريع تدمير آلاف البيوت العربية".



وأضافت:" ما من شك، أننا مقبلون على ما هو أخطر، من سياسات الاقتلاع والتدمير، بموازاة استمرار الحصار على شعبنا في قطاع غزة والضفة والقدس المحتلة، وهذا ما يستوجب منا وقفة جماهيرية حاشدة، تطلق صرختها في وجه حاكم معتدٍ ظالم".



ولا تقتصر فعاليات الاحتفال بيوم الأرض على العرب داخل إسرائيل، حيث يُحيي الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية وفلسطينيو الشتات الذكرى.



وتعتبر ذكرى "يوم الأرض"، رمزاً للصمود لدى الفلسطينيين، إذ أنها تروي قصة الصراع العربي مع إسرائيل، والمتمثّل بـ"الأرض".



وتعود الجذور التاريخية لـ"يوم الأرض"، وفق مؤرخون، إلى عام 1948، عام تأسيس الدولة الإسرائيلية، وهو ما يُعرف بـ"النكبة الفلسطينية".



إذ أجبرت المنظمات الصهيونية مئات الآلاف من الفلسطينية على الهجرة.



لكن نحو (156) ألف فلسطيني، بقوا داخل حدود فلسطين الداخلية (إسرائيل حاليا).



واستمرت سياسات التضييق الإسرائيلي على أولئك الفلسطينيين، بهدف دفعهم لمغادرة البلاد؛ ومن ثم مصادرة أراضيهم وأملاكهم.



وشهد عام 1976، مصادرة الحكومة الإسرائيلية لمساحات واسعة من أراضي العرب الفلسطينيين الواقعة في نطاق حدود مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينية مطلقة، وخاصّة في منطقة الجليل (شمال).



وعلى إثرها، أعلن العرب الفلسطينيون "إضراباً شاملاً"، احتجاجاً على سياسة "مصادرة أراضهم".



واعتبرت هذه الخطوة، بحسب المؤرخون، أول تصعيد من قبل الأقلية الفلسطينية ضد السلطات الإسرائيلية؛ منذ تأسيس إسرائيل عام 1948.



وحاولت القوات الإسرائيلية التصّدي لهذا الإضراب، فدخلت بآلياتها العسكرية ودباباتها إلى القرى الفلسطينية، مما أدى إلى اندلاع تظاهرات في صفوف الفلسطينيين رفضاً لسياسات القمع الإسرائيلي.



وبدأت شرارة مظاهرات يوم الأرض يوم 29 مارس/ آذار 1976 بمظاهرة شعبية في بلدة دير حنّا، تعرضت "للقمع" الشديد من الشرطة، تلتها تظاهرة أخرى في بلدة عرّابة، وكان "القمع" أقوى، حيث سقط خلالها قتيل وعشرات الجرحى.



وأدى خبر مقتل المتظاهر إلى اتساع دائرة المظاهرات والاحتجاج في كافة المناطق العربية في اليوم التالي.



وخلال المواجهات في اليوم الأول والثاني (29-30 مارس/ آذار) سقط 6 قتلى، ليتم إطلاق "يوم الأرض" على 30 مارس/ آذار من كل عام.



ورغم أن القتلى يحملون الجنسية الإسرائيلية، لكنّ السلطات رفضت مطالب بتشكيل لجنة للتحقيق في ظروف مقتلهم.



ورغم مرور 41 عاماً على أحداث يوم "الأرض"، إلا أن معركة "الأرض" ما زالت مستمرة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، بكافة أشكالها.



ويرى عبد الهادي حنتش، خبير الاستيطان في الضفة الغربية، أن إسرائيل تواصل سعيها لـ"تهويد الأرض الفلسطينية، كي توجد غلبة سكانية يهودية فيها، من خلال تشجيعهم على السكن في المستوطنات؛ مستخدمة الدين والامتيازات المادية والتسهيلات الحياتية لهم".



وقال حنتش لوكالة "الأناضول":" إلى جانب مصادرة أراضي العرب داخل إسرائيل، فإن السلطات الإسرائيلية تواصل تنفيذ مخططاتها للاستيلاء على أراضي الضفة الغربية، أبرزها تقسيم الضفة إلى 15 جزء، بحيث يكون للفلسطينيين 8 كنتونات معزولة عبر تجمعات استيطانية وشوارع التفافية وأنفاق".



وختم قائلا: سياسة الاستيطان "التهمت الجزء الأكبر من الأرض الفلسطينية، ومن الجانب الفعلي لم يتبقى أرض يقام عليها دولة فلسطينية".





#إسرائيل
#فلسطين
#يوم الأرض
٪d سنوات قبل