قال وزير التعليم السنغالي الأسبق، والمؤرخ، إيبا دير تيام، إن الفضل في تخلص فرنسا من احتلال النازيين الألمان، أثناء الحرب العالمية الثانية، يعود للجنود الأفارقة المنضّمين للجيش الفرنسي.
وأوضح "تيام"، في حديث، أن "فرنسا شكلت اتحادا لمستعمراتها (عام 1895)، تحت اسم غرب إفريقيا الفرنسية، وجعلت مدينة سانت لويس (شمال غربي السنغال) عاصمة للاتحاد".
وتابع "وبعد فترة من تلك الخطوة، اندلعت الحرب العالمية الأولى، ودعت فرنسا دول غرب إفريقيا الفرنسية للمشاركة في الحرب تحت رايتها".
وأضاف المؤرخ السنغالي، أن البيانات الرسمية تشير إلى مشاركة 200 ألف شخص من بلاده وحدها، تحت العلم الفرنسي، في فترة الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918).
وقال: "دور الجنود السنغاليين في تلك الحرب كان كبيراً للغاية، ويمكننا القول إن فرنسا خرجت من الحرب منتصرة بفضل الوحدات الإفريقية".
وفي الحرب العالمية الثانية، تأسس في فرنسا حكومة "فيشي" الموالية لألمانيا النازية (تشكلت بعد اقتحام النازيين الأراضي الفرنسية في 1940 واستمرت حتى 1944)، والتي لعب الأفارقة دوراً كبيراً في الإطاحة بها وإخراج النازيين من البلاد.
ولفت "تيام" إلى أن "شارل ديغول (الرئيس الفرنسي آنذاك)، قال في خطاب وجهه إلى الأمة، يوم 18 يونيو/حزيران عام 1940، إن فرنسا ليست وحدها، فهناك إمبراطورية تقف وراءها، في إشارة إلى إفريقيا والجنود الأفارقة".
وأضاف أن الكتب التاريخية الفرنسية أغفلت دور الجنود الأفارقة في تلك المرحلة.
وتابع "كتب التاريخ تروي أن جنوداً أمريكيين وفرنسيين سيطروا على مرسيليا وتولون خلال عملية دراغون (عملية لقوات الحلفاء بهدف تحرير السواحل الجنوبية الشرقية لفرنسا في 15 أغسطس 1944)، إلا أنه في الحقيقة جرى تحرير المدينتين من قبل الجنود الأفارقة".
ونالت السنغال استقلالها عن فرنسا عام 1960، وتعد من أكثر الدول استقراراً في القارة السمراء.
ويبلغ عدد سكان السنغال حوالي 14 مليون نسمة، وتجاورها كل من موريتانيا، وغينيا، وغينيا بيساو، وغامبيا، ومالي.
ويشكل المسلمون 95% من إجمالي السكان، و5% من أتباع الديانات الأخرى بما فيها المسيحية.
