قال رئيس البرلمان الأوكراني، أندريه باروبي، إن تركيا أحد أهم الشركاء الاستراتيجيين لبلاده، مشيراً إلى أن حجم التجارة بلغ 4 مليارات دولار في العام الماضي.
وأشار باروبي في حديث للأناضول، إلى أن البلدين سجلاً تقدما سريعا وديناميكيا في مجالات كثيرة وعلى رأسها القطاع السياحي من خلال إعفاء مواطني البلدين بشكل متبادل من تأشيرة الدخول.
وفي حديث له مع الأناضول، أكد رئيس البرلمان الأوكراني، أن تعاون البلدين في مجال الصناعات الدفاعية سيرفع علاقتهما إلى مستويات رفيعة.
ولفت باروبي إلى أن أوكرانيا وتركيا تمتلكان علاقات تاريخية من الناحية الجيوسياسية والاقتصادية، فضلاً عن علاقات الجانبين فيما يخص شبه جزيرة القرم، وأضاف أن تركيا من بين أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أوكرانيا عام 1918.
وأضاف: "في هذه الأيام أيضاً التي تستكمل فيها أوكرانيا استقلالها، جاءت تركيا من بين الدول الأولى التي اعترفت باستقلالها ووحدة أراضيها، واعتبارا من هذا اليوم غدت تركيا إحدى أهم الشركاء الاستراتيجيين لأوكرانيا".
وأردف: "أنا واثق من أن إمكانيات علاقات بلادنا هي أكبر من تلك الموجودة في الوقت الراهن".
وأكد أن عدد السياح الأوكرانيين في تركيا بلغ العام الماضي أكثر من مليون سائح، بفضل اتفاقية حرية التنقل المتبادلة بين البلدين، وأضاف أن تركيا غدت البلد الأول الذي يفضله الأوكرانيون.
جدير بالذكر أن تركيا وأكرانيا أبرمتا اتفاقية في 14 آذار/ مارس الماضي، بخصوص السماح لمواطني البلدين بزيارة الآخر بالهويات الشخصية، ودخلت حيز التنفيذ مطلع يونيو/ حزيران المنصرم.
وأعرب باروبي عن ثقته بأن علاقات البلدين لن تقتصر على المجال السياحي فقط، وإنما ستتوسع لتشمل كافة المجالات.
وتابع: "لدينا حاليا هدف هام للغاية، ألا وهو توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، وأنا متقين من أن هذه الاتفاقية سترفع العلاقات إلى مستويات أفضل".
وشدد باروبي على أن أهمية التعاون في مجال الصناعات الدفاعية، مبينا أن البلدان يمتلكان سلسلة مشاريع في هذا الإطار.
وفيما يتعلق بسعي تركيا للانضمام للاتحاد الأوربي، أكد باروبي أن أوكرانيا تدعم عضوية تركيا في الاتحاد.
ولفت إلى أن عضوية تركيا وأكرانيا في الاتحاد، مسألة وقت، وقال إن التنمية الاقتصادية والإصلاحات من شأنها أن تكسب مسيرة عضوية تركيا في الاتحاد سرعة أكبر.
وأكد أن أوكرانيا وتركيا ستدعمان بعضهما حيال عضويتهما في الاتحاد الأوروبي.
وأضاف: "نقدم الدعم الكامل لتركيا حيال عضويتها في الاتحاد الأوروبي، وأعتقد ان عضوية كلا البلدين مسألة وقت، فهنالك مسافة يتوجب قطعها أولاً، ولدى قطعها واثق من أن كلا البلدين ستكونان عضوتان في الاتحاد".
ومضى قائلاً: "أوكرانيا تقدمت بطلب الانضمام للاتحاد الأوروبي حديثاً، لا شك وأنها ستكون مرحلة صعبة، ولكننا سنقوم بالإصلاحات اللازمة".
وعن تطور العلاقات التركية الروسية، قال باروبي إن العلاقات الإيجابية بين تركيا وروسيا "ضرورة" من ناحية القانون الدولي.
وأكد أن تركيا لم تتناقض في تصرفاتها تجاه وحدة التراب الأوكراني وقضية شبه جزيرة القرم، وأنها وقفت إلى جانب اوكرانيا في المحافل الدولية.
وحول طرد ما يسمى بـ "النائب الروسي عن القرم" من قاعة الاجتماع للجمعية البرلمانية لمنظمة التعاون الاقتصادي لدول البحر الأسود بإسطنبول، وصف باروبي تلك الخطوة بـ "المهمة" و"يشير إلى علاقات الصداقة بين البلدين (تركيا وأوكرانيا)".
وأضاف "تركيا اعترفت بسيادة أوكرانيا ووحدة ترابها، وأدانت العدوان الروسي ولم تعترف بضم القرم إلى روسيا".
ولفت إلى أن تركيا أظهرت مرارا أنها شريك يمكن الوثوق به، وأثبت ذلك بالأفعال وليس بالأقوال فحسب.
وحول عضوية بلاده في حلف شمال الأطلسب "ناتو"، قال إن عضوية أوكرانيا في الناتو مهمة جدا بالنسبة لبلاده، "لأن الناتو المنظمة الدولية الوحيدة التي يمكن لها وضع حد للسياسات العدوانية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وتابع "البرلمان الأوكراني أقر مشروع قانون يعتبر الانضمام إلى الناتو أولوية في السياسة الخارجية للبلاد".
وأردف "تركيا تدعمنا في موضوع عضوية الناتو، وبالتالي سيصبح تعاوننا مع تركيا أكثر أهمية، وسنقيم علاقات قوية معها في مجال الدفاع أيضا إلى جانب العلاقات السياسية".
وأشار إلى وجود تعاون بين بلاده وتركيا في مجال الأمن والتكنولوجيا والتقنيات العسكرية.
واختتم حديثه بتقديم الشكر إلى تركيا لـ "وقوفها إلى جانب بلاده خلال مواجهتها للعدوان الروسي"
