|

خبير يهودي أمريكي: الأمم المتحدة "ضعيفة" أكثر منها "منحازة"

المقرر الخاص الأسبق المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأعد تقريرا يتهم فيه إسرائيل بـ "ممارسة سياسة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين"

Ersin Çelik
12:26 - 21/08/2017 Pazartesi
تحديث: 12:28 - 21/08/2017 Pazartesi
الأناضول
خبير يهودي أمريكي: الأمم المتحدة "ضعيفة" أكثر منها "منحازة"
خبير يهودي أمريكي: الأمم المتحدة "ضعيفة" أكثر منها "منحازة"

قال خبير أمريكي في القانون الدولي وحقوق الإنسان إن الأمم المتحدة "ضعيفة" بشأن قضايا النزاهة القانونية والأخلاقية، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني أكثر من كونها "منحازة".

وحدّد ريتشارد فولك، من أصل يهودي، 3 عوامل وراء ضعف الأمم المتحدة؛ وهي الواقع الجيوسياسي، واعتمادها على الدعم الأمريكي، إضافة لتمتع خمسة أعضاء دائمين في مجلس الأمن بحق النقض (فيتو)، واستخدامه لخدمة مصالحها.

جاء ذلك خلال حديثه على هامش محاضرة بعنوان "فلسطين، والفصل العنصري، والمستقبل" ألقاها فولك، في جامعة صباح الدين زعيم (غير حكومية) بإسطنبول.

كما استبعد فولك، المقرر الخاص الأسبق المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام1967 (2008- 2014)، نجاح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حل القضية الفلسطينية خلال ولايته.

وفي معرض ردّه على سؤال حول ما إذا كانت الأمم المتحدة منحازة لإسرائيل، بعد طلب الأمين العام أنطونيو غوتيريش من لجنة "إيسكوا" سحب تقرير لفولك، يتهم إسرائيل بـ "ممارسة سياسة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين"، اعتبر أن ذلك ينمّ عن "ضعف الأمم المتحدة أكثر من أنها منحازة".

وعزا الخبير القانوني ذلك إلى الضغط الأمريكي على الأمم المتحدة، واعتماد الأخيرة على تمويل واشنطن وعلى الدعم الجيوسياسي.

وأضاف فولك "على سبيل المثال في مجلس الأمن يتمتع الأعضاء الخمسة الدائمون بحق النقض، مما يعني أنهم غير ملزمين بالامتثال للقانون الدولي إلا إذا شعروا أنه يخدم مصالحهم".

وتعتبر أمريكا أكبر مساهم في ميزانية الأمم المتحدة وهي تقدم حوالي 27% من إجمالي الميزانية، بلغ العام 2015، 3.4 مليار دولار، بحسب تقديرات رسمية.

وسبق أن اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخفيض التمويل عن الأمم المتحدة، مادفع الأخيرة للسعي لثني ترامب عن قراره.

في السياق تابع الخبير الأمريكي " ليس هناك شك في أن ضعف الأمم المتحدة فيما يتعلق بقضايا النزاهة الأخلاقية والقانونية قد أضعف مصداقيتها".

واعتبر فولك أن" ضعف الأمم المتحدة يرتبط ارتباطاً مباشراً بالطريقة التي يتم بها التلاعب بالجغرافيا السياسية".

ومضى قائلًا "على سبيل المثال في 2013، كانت الأمم المتحدة أقوى مما ينبغي، فيما يتعلق بليبيا (...) لأن العوامل الجيوسياسية فضّلت تدخل الناتو".

وأوضح أن الأمم المتحدة آنذاك أذنت بالتدخل لتغيير النظام، الأمر الذي تعارض مع الحقوق السيادية للشعب الليبي.

ويتكون مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من 15 عضوًا، بينهم 5 دائمون هم الصين، فرنسا، روسيا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، وتتمتع الدول الخمسة بحق النقض (فيتو) ما يعني أن اعتراض أي من تلك الدول على قرار ما يحول من دون إصداره.

يذكر أنه في 17 مارس/آذار الماضي أعلنت ريما خلف الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "إسكوا"، استقالتها من منصبها؛ رداً على طلب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، سحب تقرير وصف إسرائيل بـ"دولة الفصل العنصري"، وحذفه من موقع اللجنة الإلكتروني.

وبشأن التقرير، الذي لاقى اهتمامًا وأغضب أمريكا وإسرائيل، قال فولك، إن التقرير "لا يزال يحظى بتأييد "إيسكوا" وتأييد 18 وزيرًا للخارجية ممّن يمثلون 18 بلدًا عربيًا، أوصوا أيضًا باعتماد التقرير في أجزاء أخرى من منظومة الأمم المتحدة.

وأكّد فولك أن هناك إداركاً متزايداً بأن إسرائيل انتهكت الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.

وفي معرض ردّه على ما إذا كانت سياسة الفصل العنصري لإسرائيل ستعرقل حل الدولتين؛ قال الخبير الأمريكي "أعتقد أن إسرائيل لا تريد أبدًا حل الدولتين، لأن ما تريده هو التوسع حتى (السيطرة على) كامل فلسطين (التاريخية)".

وأضاف فولك أن الاسرائيليين "مستعدون للحديث عن موضوع حل الدولتين، لكنهم لا يريدونه بالفعل، وهم يستغلون الدبلوماسية من أجل توسيع مستوطناتهم للتعدي على المزيد والمزيد من الأراضي الفلسطينية".

واعتبر أن " المشروع الصهيوني يكون قد اكتمل بمجرد السيطرة على كامل فلسطين (التاريخية)، وبعدها يمكنهم إعلان النصر، إذ أن الحل بالنسبة لهم هو فكرة الدولة الواحدة، وهي إسرائيل".

هل بيد ترامب مفاتيح حل الصراع في فلسطين؟

وبشأن ما إذا كان ترامب سيساهم في إيجاد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، استبعد فولك ذلك، وقال "لا أرى أي احتمال واقعي بأن ترامب يمكنه أي يفعل شيئاً بنّاءً فيما يتعلق بهذا الصراع".

وأوضح أن ترامب تم وضعه في مواقف مسؤولة من قبل السفراء الأمريكيين، والمسؤوليين المؤيديين بشدة لإسرائيل الذين هم (حتى من وجهة نظر الإسرائيليين) محسوبين على اليمين المتطرف، وهذا يخلق نوعاُ من عدم التوازن في الدبلوماسية، حتى السلطة الفلسطينية الضعيفة لايمكنها تقبله.

وأضاف أن "كل ما يمكنهم (الأمريكيين) فعله هو مواصلة دعم فكرة الدولتين".

ولفت أن "الولايات المتحدة لم تتمكن من التوصل إلى تفاهم حول ما ينبغي القيام به مع نصف مليون مستوطن، أو ما يجب القيام به مع حوالي 5 ملايين لاجئ".

وأشار أنه "مالم يتم معالجة هذه المشاكل فلن يكون هناك حل للصراع".

وحول سبب صمت دول الخليج العربي على الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى مؤخرًا، رأى فولك "أن هناك" أولويات أخرى بالنسبة لتلك الدول، منها مشاكلهم الداخلية، وصراعاتهم مع إيران".

وبحسب فولك فإن تلك الدول تخشى من الحركات الديمقراطية الفلسطينية لأنها حركات انطلقت من "الأسفل"(الشعب)، وهم لا يريدون نجاحها لأنها تهدّد سلالاتهم الحاكمة".

وأضاف فولك أن "السعوديين وآخرين دعموا قمع الإخوان المسلمين في مصر لأنه كان شكلًا ديمقراطيًا للإسلام السياسي".

وبحسب فولك فإن "أي حركة ديمقراطية سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية تنقل رسالة مفادها أن حكومة بلد ما يجب أن يحددها الشعب وليس القادة المتوارثون".

تجدر الإشارة إلى أن ريتشارد فولك، أستاذ فخري للقانون الدولي في جامعة برنستون،بولاية نيو جيرسي الأمريكية.

كما أنه مقرر سابق للأمم المتحدة معني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، عرف بمواقفه المناهضة للسياسات الإسرائيلية، والمؤيدة للحقوق الفلسطينية.

وتعتبره الخارجية الإسرائيلية "شخص غير مرحب به ".

#إسرائيل
#الأمم المتحدة
#الفصل العنصري
#القدس
#ترامب
#خبير يهودي أمريكي
#ريتشارد فولك
#فلسطين
#مجلس الأمن
7 yıl önce