وحسب مصادر دبلوماسية فإنّ هذا أوضح تهديد ويحمل رسائل توعّد جديّة للغاية في حال أصرّ بارزاني على إجراء الاستفتاء.
وينعقد غدّا الجمعة اجتماع مرتقب لمجلس الأمن القوميّ التركيّ، وسيتمّ طرح استفتاء الانفصال عن العراق خلال الاجتماع وما سيترتب على ذلك لو تمّ، كما من المتوقع أن تفرض تركيا عقوبات على الإقليم لو تمّ الاستفتاء.
من جهة أخرى صرّح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأنّ الوقت ما زال في صالح بارزاني كي ينقذ نفسه من هذا الموقف.
وحسب مراقبين فإنّ تلك التصريحات من المسؤولين الأتراك تجاه حكومة إقليم شمال العراق وزعيمه بارزاني تعني أنّ تركيا تتعامل مع الإقليم على مبدأ الوعد والوعيد، فهي لم تقطع علاقاتها تمامًا بل تركت الباب مفتوحًا وبنفس الوقت بعثت برسائل تحذير وصل بعضها لدرجة التهديد.
تتناقش تركيا فيما بينها عن العقوبات الاقتصادية والعسكرية التي سيتمّ فرضها على الإقليم في حال أصرّ بارزاني على إجراء الاستفتاء، إلا أنّ النتائج السياسية بكلّ حال ستكون صعبة ومكلّفة للغاية على بارزاني والإقليم. وترى تركيا أن النفط الذي كان يصدّره بارزاني إلى تركيا أسهم بشكل كبير في انتعاش الإقليم وكان يعلم أن الفضل لتركيا، إلا أنّ الاستفتاء من شأنه أن يغيّر كلّ تلك المعادلات وتُخسره ما بيده حسبما أشار أردوغان.
هذا الاستفتاء الذي من المفترض أن يجري الاثنين القادم 25 سبتمر/أيلول الجاري من شأنه أن يشكّل خطرًا على الإقليم ذاته، حيث من المحتمل أن يضع بارزاني في مواجهة عسكرية مع سلطة بغداد المتمثلة بالجيش العراقيّ وهذا سيجلب ويلات على الإقليم. ومن الناحية الاقتصادية فإن احتمال فرض تركيا حصارًا على الإقليم سيُفقده الكثير ولن تتحق الرفاهية التي وعد بارزاني شعبه بها.
يعتبر الاستفتاء عبارة عن قنبلة موقوتة صنعتها إسرائيل بقلب العراق، فمن مصلحة إسرائيل أن يتفاقم الوضع في العراق، ويرى البعض أنّ هذه القنبلة هي التي من شأنها نشوب حرب بين إيران والولايات المتحدة وهذا ما تسعى إليه إسرائيل منذ أن تولى ترامب الحكم، عدا أنّ العراق أضحى ساحة لتواجد القوى الإقليمية وبطبيعة الاستفتاء بالوقت الحالي أن يحوّل العراق إلى حال أسوء بكثير من الآن.
