في واقعة أثارت ردّة فعل السعوديين قبل العرب عامة، تداول ناشطون بتويتر صوراً نشرها الكاتب والمدون الإسرائيلي في موقع "ذا تايمز أوف إسرائيل"،بن تزيون ، عبر حسابه الشخصي بـ”توتر” حيث ظهر داخل المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، وفي يده حقيبة يد مكتوب عليها باللغة العبرية، ليؤكد المدوّن لمتابعيه أنّ الصور التي نشرها على حسابه غير مفبركة.
ففي الوقت الذي تضع فيه السلطات السعودية صعوبات على المواطنين والمقيمين في قطر خلال أدائهم لمناسك العمرة بالمملكة تفتح الأخيرة ذراعيها للمسؤولين والناشطين الإسرائيليين لدخول أراضيها خفية في مشاهد اعتبرها كثير ممّن شاهدها مستفذة.
حيث كتب "بن تزيون"، في تدوينة له على تويتر وإنستغرام تحت إحدى الصور: "عندما يزور يهودي ثاني أقدس مسجد للديانة الإسلامية بعد الحرم في مكة".
وبالتالي فإنّ حدوث مثل هذا الأمر والذي كان من المستحيلات قبل ذلك، ناتج عن سياسة التطبيع التي ينتهجها النظام السعودي مع إسرائيل. كما يعتبر أسلوب تعويد للمواطنين السعوديين على التواجد الإسرائيلي معهم.
إذاً لم يعُد يخفى على أحد العلاقة السرية والاتفاق بين المملكة السعودية وإسرائيل، وصارت تخرج إلى السطح تارة في أخبار وصور زيارات سرية أو تصريحات مسؤولين إسرائيليّين كبار مثل ما صدر عن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتز ، والذي أقرّ الأحد الماضي، أن بلاده "تجري اتصالات سرية" مع السعودية وسط مخاوف مشتركة من إيران، في أول تصريح يصدر عن مسؤول رفيع المستوى في تل أبيب بشأن هذه الاتصالات.
ففي رده خلال مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي عن سبب إخفاء إسرائيل علاقاتها مع السعودية، قال شتاينتز: "لدينا علاقات مع دول إسلامية وعربية، جانب منها سري بالفعل، ولسنا عادة الطرف الذي يخجل منها"، حسب صحيفة "جورساليم بوست" العبرية.
وأضاف: "الطرف الآخر هو المهتم بالتكتم على العلاقات. أما بالنسبة إلينا فلا توجد مشكلة عادة، لكننا نحترم رغبة الطرف الآخر عندما تتطور العلاقات، سواء مع السعودية أو مع دول عربية أو إسلامية أخرى، وهناك (علاقات) أكبر كثيراً (…) نُبقيها سراً".
والجدير بالذكر أنه الأسبوع الماضي، أجرت صحيفة "إيلاف" السعودية مقابلة غير مسبوقة مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال غادي ايسنكوت، والتي وصف فيها إيران بأنها "أكبر تهديد حقيقي للمنطقة".
