جاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان، أمس الأحد، خلال حضوره مؤتمر فرع حزب العدالة والتنمية في ولاية سيواس (وسط).
وأضاف "لن نترك القدس لمصيرها أمام دولة لا تمتلك أي قيمٍ غير الاحتلال والنهب، وسنواصل نضالنا في إطار القانون وقيم الديمقراطية".
وأوضح أردوغان، أنّ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، "منعدم الأثر".
وقال في هذا السياق: "اعترافكم (بالقدس) عاصمة (لإسرائيل) ونقل سفارتكم إليها لا قيمة له بالنسبة لنا".
وأشار الرئيس التركي، إلى أنّ بلاده "ستحتضن قمة لمنظمة التعاون الإسلامي، الأربعاء المقبل، لبحث تداعيات قرار ترامب بشأن القدس".
وأردف: "من خلال خارطة الطريق التي ستحددها قمة منظمة التعاون الإسلامي (تعقد في إسطنبول)، سنظهر للعالم أنّ تطبيق قرار ترامب بشأن القدس، لن يكون سهلًا على الإطلاق".
وأشار أردوغان، إلى أنّ "بعض الجهات تسعى لخلق أزمات جديدة في المنطقة، في وقت تبذل فيه تركيا جهوداً مضاعفة لإنهاء الأزمة السورية المستمرة منذ نحو 7 أعوام".
ولفت إلى أنّ "الأحداث المؤلمة التي تحصل في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، تشير إلى صعوبة الامتحان الذي تخوضه تركيا والعالم الإسلامي".
وأضاف أردوغان، أنّ "منطقة الشرق الأوسط، شهدت أفظع الجرائم خلال السنوات السبعة الأخيرة، وتقوضت خلال هذه الفترة معظم القوانين الدولية، وانتهكت حقوق الإنسان وجميع القيم والمبادئ بشكل صارخ".
وتابع: "الذين يدّعون بأنهم مهد الديمقراطية، يقومون بانتهاك حقوق الإنسان ويقضون على الحريات الشخصية، وبالتالي لا ينتظر أحد منّا السكوت على هذا الأمر".
وجدّد أردوغان، تأكيده على أن بلاده ستستمر في الوقوف إلى جانب المظلومين في المنطقة والعالم، وأنه يواصل في هذا السياق جهوده الدبلوماسية مع قادة وزعماء العالم بشأن قرار ترامب حول القدس.
من جهة أخرى، قال الرئيس التركي إنه سيبحث قضية القدس إلى جانب الملف السوري، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، المقرر أن يجري زيارة رسمية إلى تركيا، غدًا الإثنين.
وأعرب أردوغان عن أمله في أن تعود الجهود التركية بالفائدة والخير على العالم الإسلامي، وخاصة على الشعب الفلسطيني.
استنكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدّة اعتقال جنود إسرائيليين بصورة وحشية للطفل الفلسطيني فوزي الجنیدي (14 عاما)، بمدينة الخلیل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، أثناء احتجاجه على قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ومعلقا على تلك الصورة المؤثرة، قال أردوغان، في كلمة خلال مؤتمر لحزب "العدالة والتنمية" بولاية "سيواس" (وسط تركيا): "انظروا كيف يجرّ هؤلاء الإرهابيون طفلًا يبلغ من العمر 14 عامًا، وهو معصوب العينين".
وقال أردوغان خلال خطابه؛ إنّ "إسرائيل دولة احتلال وإرهاب".
وذكر أردوغان، أن "إسرائيل تحتل الأراضي الفلسطينية منذ عام 1947".
وشدّد الرئيس التركي، على أن "قرار مجلس الأمن رقم 478 الصادر عام 1980، والذي وقعت عليه الولايات، يبطل إعلان إسرائيل القدس عاصمة لها".
وأكّد أردوغان، على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير مخول بإلغاء القرار الأممي المذكور والذي يؤكد مجددًا على عدم مشروعة الاستيلاء على الأرض بالقوة.
وتساءل قائلًا: "ترامب كيف لك أن تلغي هذا القرار لوحدك؟ هل تملك هذه الصلاحية؟".
وجدّد أردوغان، تأكيده بأن "القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين"، مبينا أن بلاده "لن تسمح بتنفيذ مخططات تستهدف القدس".
وأشار إلى أن "إعلان أمريكا القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس هو آخر نموذج عن هذه المخططات".
واعتبر أردوغان، أن "اتخاذ هذا القرار بالرغم من إدراك مدى حساسية العالم الإسلامي تجاه القدس، يعدّ تحريضا ضد سلام وطمأنينة وأمن المنطقة المتعثرة".