حيث انزلقت طائرة تابعة لشركة الطيران "بيغاسوس"، عن مسارها المحدد بالمدرّج في مطار طرابزون الساحلي، لينتهي بها المطاف إلى منحدر على البحر الأسود. ولكن لم يصب أيّ من الركاب ولا الطاقم بأذى.
الحادث وقع مساء يوم السبت الماضي 13 يناير/كانون الثاني الجاري، في مطار طرابزون شمال شرقيّ تركيا، كما أظهرت الصور من موقع الحادث طرفَ الطائرة الأمامي وهو قريب من حافة البحر.
عقب الحادثة اصدرت شركة "بيغاسوس" للطيران، بيانًا ذكرت فيه "أنّ الطائرة من طراز (بوينج 737-800) التي كانت في رحلة قادمة من العاصمة أنقرة إلى طرابزون؛ تعرّضت لحادث انحراف عن المدرّج لدى هبوطها، وأنّ فرق الإسعاف التركية تمكنت من إنقاذ ركاب الطائرة وأفراد طاقمها الستة من دون وقوع إصابات".
وكانت أولى الإفادات التي أدلى بها طيّار الطائرة المنزلقة هي أنّ "محرّك الطائرة الأيمن تسارع فجأة" .
وفتح مكتب المدعي العام في مدينة طرابزون ملف التحقيق في الحادث، استمع فيه إلى الطيّارين وطاقم الطائرة. حيث أفادوا "أنّه في اللحظة التي هّم فيها قائد الطائرة ومساعد الطيّار في الهبوط على الجانب الأيمن، تسارع المحرّك اليسار للطائرة بشكل مفاجئ، ممّا أدّى إلى تأرجح الطائرة نحو اليسار" على حدّ تأكيدهم.
كما أفاد قائد الطائرة "إندر بايركتار" والذي كشف أنّه عمل لمدّة 41 عامًا في مجال الطيران، أنّ "المسار كان مفتوحًا، وانتقلنا إلى الهبوط، ورغم أنّ الطيار الثاني بدأ بالهبوط بالفعل، إلا أنّ الطائرة لم تتوقف. عند ذلك قمت بأخذ السيطرة، ضغطت على مفتاح الكبح، وتحوّلت الطائرة إلى ناحية اليسار، وهنا بدأت السيطرة تخرج منّي، وبعد انحراف الطائرة عن المسار توقف المحرّك، وحطت الطائرة لفترة من الوقت على سطح الأرض".
وقال الطيار الثاني "عرفان يافوز"، الذي نجح في إنزال الطائرة إلى طرابزون: "الطقس كان ممطرًا، والمسار رطب. لكنّ الطائرة لم تبطئ بعد إنزال العجلات على المسار. بل انحرفت نحو البحر، وخرجت السيطرة عنّي،ولنجد أنّ المحرّك اليمين قد تعطّل تمامًا".
يجدر بالذكر أنّ كابتن طائرة من ذوي الخبرة قام بالعديد من الرحلات الجوية إلى طرابزون، (رفض الكشف عن اسمه)، ذكر لصحيفة "خبر تورك" التركية "أنّ التوجه العكسي للمحرّك هو قوّة التوقف التي تستخدم لإيقاف الطائرات أثناء الهبوط، لقد شهدت طائرة تركية من قبل في نيويورك نفس الحادثة، حيث خرجت الطائرة عن المسار نتيجة للانزلاق، وهو خطأ غير مقصود من قائد الطائرة، يتمثل الخطأ في الضغط على زر الفرامل للأمام وهو يقصد إغلاق زر التوجيه العكسي. ومن المحتمل أن يكون قد حدث لطائرة طرابزون نفس الأمر.
واستمرّ بالقول "لا يوجد إطلاقًا محرّك يضغط على فرامل الطائرة بنفسه، قد يكون حدث عطل في مفتاح "التوجيه العكسي" كذلك".
وأردف الطيار بقوله "أنّ مطار طرابزون واحد من المطارات الخطيرة حول العالم، الطقس في الغالب يكون ممطرًا وغائمًا. لذلك تضطر الطائرة في أحايين كثيرة إلى الانحدار وسط رياح خلفية وجانبية قوية. كما أنّ المدرج قصير، ولا توجد منطقة وقائية حولها، ويحتاج بالفعل إلى توسعة مسار هبوط الطائرات".
