جرت، أمس الأربعاء، مصالحة بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، أبرز الأقطاب المسيحية المارونية بالبلاد، عقب 40 عاما من الخصام.
ووفق مراسلة الأناضول، جرى لقاء المصالحة التي تعتبر "تاريخية"، وفق مراقبين، بمباركة من البطريرك الراعي مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في "بكركي" الواقعة على بعد 25 كم شمال العاصمة بيروت.
وأكد الراعي، خلال لقاء المصالحة، على أن هذا "الاجتماع هو انطلاقة لوحدتنا الوطنية الجامعة".
وأضاف: "في بكركي، نحن ضد الثنائيات والثلاثيات، نحن مع الشعب ومؤسسات الدولة وهناك ثنائية واحدة هي لبنان ذو جناحين متساويين متكاملين هما الاسلام والمسيحية، وهذا هو سر لبنان بخصوصيته ودوره ورسالته".
وبعد لقاء ثلاثي بين جعجع وفرنجية والراعي، تلا المطران جوزيف نفاع، بياناً ختامياً مشتركاً متفق عليه بين الطرفين (القوات والمردة)، أعلنا من خلاله إرادتهما المشتركة "لطيّ صفحة الماضي الأليم مع التأكيد على ضرورة حلّ الخلافات والتوجّه إلى أفق جديد".
ومن أبرز ما جاء في البيان المشترك، أن اللقاء يأتي "ترسيخاً لخيار المصالحة الثابت والجامع، ولن يتخطى المسيحيون الواقع السلبي إلا إذا نجحوا في طي صفحة الماضي الأليم، والالتزام بالقواعد الديمقراطية في علاقاتهم السياسية، والتأكيد على ضرورة حلّ الخلافات بالحوار الهادف".
وأوضح البيان أن هذه الوثيقة "لم تأتِ من فراغ، فالتلاقي بين المسيحيين والابتعاد عن منطق الإلغاء يشكّلان عامل قوة للبنان والتنوع والعيش المشترك فيه، وزمن العداوات بين القوات والمردة قد ولى وجاء زمن التفاهم".
واعتبر الطرفان أن "اللقاء ينطلق من قاعدة تمسك كل طرف بقناعاته وثوابته السياسية، ولا تحمل التزامات محددة، بل هي قرار لتخطي مرحلة أليمة ووضع أسس حوار مستمرّ".
ومهّد لهذه المصالحة، اللقاء الرباعي الذي رعاه البطريرك الراعي في 2011، والذي جمع بين الزعماء الموارنة الأربعة، رئيس التيار الوطني الحر آنذاك والرئيس الحالي للبلاد ميشال عون، ورئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل، وجعجع، وفرنجية.
واعتبر اللقاء سابقة استطاع البطريرك الماروني تسجيلها في بداية عهده البطريركي، حرصاً على التوازن والعيش المشترك.