|

كيف تحول بائع متجول إلى مسؤول بنادي المريخ؟

لم تكن المصادفة وحدها من نقلت سليمان بشير (42 عاما) من عامل خدمات بسيط بأحد أندية كرة القدم الكبيرة فيبلاده السودان إلى مترجم في النادي ذاته وأستاذ جامعي في عدد من الجامعات في الخرطوم.

Ersin Çelik
16:15 - 13/12/2018 Perşembe
تحديث: 16:18 - 13/12/2018 Perşembe
أخرى
كيف تحول بائع متجول إلى مسؤول بنادي المريخ؟
كيف تحول بائع متجول إلى مسؤول بنادي المريخ؟

حياة ريفية بسيطة عاشها بشير بمسقط رأسه بولاية القضارف شرقي السودان، عجز معها عن إكمال دراستهالجامعية، ليتوقف عن الدراسة لعشرة أعوام متتالية، رغم إحرازه درجة متقدمة في امتحانات الشهادة الثانويةتمكنه من دخول الجامعة بسهوله.

دخل الرجل إلى سوق العمل في سن مُبكرة لمشاركة والده في مواجهة متطلبات الحياة، فعمل بائعا للمشروباتالباردة لجماهير كرة القدم في منطقته والمناطق المجاورة لها، قبل أن ينتقل إلى الخرطوم ويعمل في مطبخ نادي المريخلكرة القدم.

ثلاثة أشهر فقط قضاها بشير في مطبخ المريخ لينتقل بإيعاز من مدرب المريخ الروسي وقتها كريسو للعمل في الملعب،لتكون تلك نقطة انطلاقته، حيث ساعدته لغته الإنجليزية في التواصل مع المدرب الأجنبي وتلبية احتياجاته في اكتشافقدراته.

كثيرون أسهموا في تغيير حياة سليمان بشير ومثلو نقطة بيضاء في مسيرته فساعدوه ماديا ومعنويا في إكمال دراستهالجامعية، جنبا إلى جنب مع عمله في النادي، حيث تدرج فيه إلى أن وصل لمنصب مسؤول المعدات، فضلا عن كونهحلقة وصل بين المدربين واللاعبين الأجانب المنضمين للفريق.


سليمان مع زميله في مقر التدريب

يقول بشير للجزيرة نت "الحياة القاسية بمسقط رأسي والبحث عن وضع أفضل جعلني أنتقل إلى الخرطوم عام1997، وبالمصادفة انتقلت إلى العمل في فريق المريخ الذي أعشقه، حيث عملت بديلا مؤقتا لزميل، وبعدها عملتدون عقد رسمي، لتبدأ رحلتي مع الفريق حتى اليوم".

ويذكر بشير أن مدرب فريق المريخ لأعوام سابقة والمحاضر حاليا باتحاد كرة القدم الدولي (الفيفا) أوتو فستر نصحهباستكمال تعليمه الجامعي ليحوز على التطور لما لمسه من اجتهاد فيه وإلمام باللغة الإنجليزية.

وأوضح "بالفعل عملت بنصيحته وانتسبت لجامعة النيلين كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وتخرجت منها بتقديرجيد جدا، ومنحني التفوق فرصة لنيل الماجستير بالتقدير نفسه، والآن أستعد لمناقشة الدكتوراه".

وأكد أن عمله في المريخ لم يمنعه من دراسته الجامعية وظل يلاحق الاثنين دون أن يؤثر أحدهما على الآخر "كنتمرافقا للمريخ في كل سفرياته الخارجية وتفكيري في قاعة الدرس وما أن أنهي مهامي الوظيفية حتى أتابع دروسي عبرالإنترنت، مع المتابعة اللصيقة مع زملائي".

ويرى بشير أن انتقاله للعمل مع فريق المريخ غير كثيرا في حياته "لو لم أكن معهم لما كنت على ما أنا علية اليوم".

طموحات بشير وعصاميته وتفوقه على نفسه جعلت منه مثالا يحتذى به ومضربا للتمرد على الذات وتحدي صعوباتالحياة.

ويقول المدير التنفيذي الأسبق لنادي المريخ العقيد صديق علي صالح للجزيرة نت إن "تجربة سليمان كان الأساس فيهاتربيته ونشأته فضلا عن البيئة التي تربي فيها، فقليل ممن يعيشون ظروفه يستطيعون العبور بسلام".

وأضاف أن الصعوبة التي واجهت سليمان في حياته زادته عزيمة، فجاء صغيرا إلى نادي المريخ محتفظا بقيمه منصدق وأمانة وشفافية، وظل محتفظا بها حتى الآن.

المصدر : الجزيرة

#المريخ
#محتفظا
#صالح
5 yıl önce