|

إندونيسيا.. نحو نقل عاصمتها من جاكرتا

دراسات جدوى تجريها وزارات منذ 2018 شارفت على الانتهاء من أجل تفعيل فكرة تفرضها عدة أسباب على رأسها الازدحام والتلوث ومخاطر الغرق

11:03 - 22/08/2019 الخميس
تحديث: 11:09 - 22/08/2019 الخميس
الأناضول
إندونيسيا.. نحو نقل عاصمتها من جاكرتا
إندونيسيا.. نحو نقل عاصمتها من جاكرتا
تخطط إندونيسيا لنقل عاصمتها جاكرتا الغارقة والمكتظة مرورياً، في فكرة تعود لعقود من الزمن، وتنحو نحو التجسد بشكل متسارع.

فكرة طرحتها الإشكالات الهائلة التي تعاني منها عاصمة بدأت تختنق جراء الكثافة السكانية المتزايدة، والاختناق المروري، والتلوث البيئي، فضلًا عن تداعيات التنمية العشوائية فيها.

أحمد سوكارنو، أول رئيس للبلاد عقب استقلالها العام 1945، كان أيضا أول من طرح فكرة نقل عاصمة البلاد لمكان آخر، وذلك عام 1957.

وفي العام 2017، أعاد الرئيس الإندونيسي الحالي، جوكو ويدودو، طرح نفس الفكرة التي اقتربت من تحويلها إلى حقيقة ملموسة.

ومنذ 2018 وحتى الآن، تجري عدة وزارات ومسؤولون دراسات جدوى حول خطة نقل العاصمة الواقعة على جزيرة جاوه، ولقد شارفت هذه الدراسات على الانتهاء.

والأسبوع الماضي، طلب الرئيس الإندونيسي ويدودو من البرلمان المصادقة على الخطة المذكورة، مشددًا على عزمهم نقل العاصمة، وطلب في الوقت ذاته الدعم اللازم من المواطنين.

** الأسباب

هناك العديد من الأسباب التي أجبرت النظام الإندونيسي على اتخاذ قرار تغيير مكان العاصمة جاكرتا، وهي الاكتظاظ المروري الذي بدأ يظهر خصوصا خلال السنوات الأخيرة، فضلًا عن تلوث الهواء، ومشكلة مياه الشرب، وعدم كفاءة البينة التحتية، والكثافة السكانية المتزايدة، ومخاطر الغرق.

وبحسب إحدى الدراسات، فإنّ 40 في المئة من العاصمة تحت مستوى البحر، وبالتالي فإنه من المحتمل بشكل كبير أن يغرق ثلث جاكرتا بالماء بحلول العام 2050.

وفي العاصمة الإندونيسية، تتم معالجة 4 في المئة فقط من مياه الصرف الصحي، كما أن عدم وجود بنية أساسية كافية لتوزيع المياه النظيفة، جعل غالبية الناس في المدينة يتجهون إلى سحب المياه الجوفية والاعتماد عليها، ما أدى إلى انهيار طبقة التربة في مساحات كبيرة.

كما أن أزمة المرور في العاصمة الإندونيسية، تكلف خزينة الدولة سنويًا خسائر تقدر بملايين الدولارات.

** منطقة غابات في "كالمنتان"

العديد من الأسماء طرحت بديلا عن جاكرتا، لكن يبقى الخيار الأبرز هو مدينة بالانجكارايا عاصمة مقاطعة كالمنتان الوسطى الواقعة على جزيرة بورنيو.

وتبعا لذلك، يرجح بقوة أن تصبح منطقة "كالمنتان" المكان الأنسب لإنشاء العاصمة الجديدة، نظرا لوقوعها عند نقطة بعيدة عن البراكين، وخطوط الزلازل، والأنهار؛ وذلك على اعتبار أن هذه المنطقة أقل عرضة للكوارث الطبيعية.

ومن المنتظر أن يعلن في وقت لاحق من 2019، عن اختيار هذه المنطقة لتضم العاصمة الجديدة للبلاد.

كما من المتوقع أن تبدأ أعمال إنشاء العاصمة الإندونيسية الجديدة عام 2021، على أن تبدأ أولى عمليات النقل من العاصمة القديمة للجديدة في العام 2024.

وتشير التوقعات كذلك إلى أن التكلفة الإجمالية لإنشاء العاصمة الجديدة قد تصل إلى 33 مليار دولار.

** لا مشاكل بالبنية التحتية

تريد الحكومة الإندونيسية بناء عاصمة جديدة لا تعاني من مشاكل في البنية التحتية على غرار العاصمة القديمة، وأن تقدم الخدمات للحكومة المركزية فحسب.

كما أن الحكومة تسعى لتخطيط العاصمة الجديدة بشكل جيد؛ حتى لا تكون نسخة مكررة من جاكرتا بمشاكلها الحالية، وذلك في بلد يحتل المركز الرابع على مستوى العالم من حيث الازدحام، حيث يتجاوز عدد سكانه 260 مليون نسمة.
#إندونيسيا
#العاصمة
٪d سنوات قبل