|

بـ"تصوير حديثي الولادة".. فلسطينية تتغلب على المعاناة

ـ دعاء اشتية متخصصة بتصوير حديثي الولادة وأصبحت من أشهر مصوري مدينة نابلسـ معاناتها المتمثلة باعتقال زوجها وإصابة طفلها بالتوحد، حولتها إلى قصة نجاحـ منتدى سيدات الأعمال برام الله منحها لقب "امرأة العام" في 2019، كونها "مثالا على المرأة الفلسطينية الناجحة رغم الصعوبات"

09:39 - 31/03/2020 الثلاثاء
تحديث: 09:42 - 31/03/2020 الثلاثاء
الأناضول
بـ"تصوير حديثي الولادة".. فلسطينية تتغلب على المعاناة
بـ"تصوير حديثي الولادة".. فلسطينية تتغلب على المعاناة

من أجل التقاط عدة صور لطفل لم ينهِ ربيعه الأول، تحتاج السيدة الفلسطينية دعاء اشتية، إلى ما لا يقل عن ساعتين.

وبصبر وحلم، ودون ملل، تداعب "اشتية" الطفل، هادفة إلى انتزاع بسمات، وردّة فعل، تصلح لالتقاط بعض الصور له.

وتمتلك اشتية، استديو مختصا بتصوير الأطفال حديثي الولادة، وحققت نجاحا كبيرا في هذا المجال، حيث أصبحت من أشهر مصوري مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية.

لكن هذا النجاح يخفي كثيرا من الألم، فزوجها معتقل لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فيما يعاني طفلها مرض "التوحّد".

وتقول اشتية، للأناضول، عقب انتهاء جلسة تصوير لطفل حديث الولادة، في استوديو افتتحته قبل بضعة أشهر بمدينة نابلس، إن معاناتها الشخصية، كانت دافعا لها لتحقيق النجاح.

وتضيف أنها "لم تسمح للمعاناة أن تدفعها نحو اليأس والإحباط، بل استثمرتها، وحولتها إلى قصة نجاح".

وتوضح "بعد زواجي، خصصت وقتي للعناية بعائلتي، لكن اعتقال زوجي من قبل إسرائيل، وهو معيل البيت، ووجود نفقات عالية لعلاج طفلي المصاب بالتوحد، قررت البدء بمشروع التصوير".

ومنذ 3 سنوات، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي زوج اشتية، وما زال موقوفا على ذمة التحقيق، دون أن يصدر بحقه أي حكم.

ودرست اشتية، الكيمياء التطبيقية، وكانت تأمل الحصول على وظيفة في تخصصها، لكن موهبتها في مجال التصوير، دفعتها إلى خوض غمار هذا المجال.

وعام 2016، بدأت مشروعها الخاص، بعد أن حصلت على دبلوم "وسائط متعددة" في مركز بمدينة نابلس، وبدأت عملها المتخصص في تصوير الأطفال حديثي الولادة.

ومع العمل الشاق والدؤوب، تمكنت من تحقيق كثير من النجاحات، حيث أصبحت مشهورة في تخصصها.

وفي 2019، كرّم منتدى سيدات الأعمال بمدينة رام الله، "اشتية" ومنحها لقب "امرأة العام"، كونها "مثالا على المرأة الفلسطينية الناجحة رغم الصعوبات".

وتقول اشتية: "تعبت كثيرا لتحقيق النجاح، واصلت العمل والتدريب، وحتى حينما أنهي عملي وأعود لبيتي، لا يوجد راحة، فزوجي غائب ولدي طفلان أحدهما مصاب بالتوحد، وهو بحاجة إلى عناية خاصة".

وتضيف أن مشروعها بدأ بخطوات بسيطة، حتى بات لديها اليوم "طاقم تصوير مناسبات، واستوديو متخصص لتصوير حديثي الولادة".

وعن مجال تخصصها، توضح اشتية، أنه صعب للغاية، حيث إنه ليس من السهل التعامل مع حديثي الولادة.

وتضيف "أظنه أصعب تخصص في مجال التصوير، حيث نتعامل مع حديثي الولادة، نغيّر ملابسهم، ونحتاج وقتا طويلا لنصنع بسمة ومشاهد جميلة لهم".

وتعرب اشتية، عن حبها للأطفال، وأن "لديها قدرة خاصة على التواصل معهم بشكل مختلف".

وتبيّن "طفل التوحّد بحاجة إلى عناية خاصة، وطول بال، تعلمت من طفلي (إسلام) خصائص استثمرتها في مسيرتي المهنية".

وتطمح اشتية، إلى تطوير مشروعها ليصبح أكثر تخصصا "بالحصول على دورات متقدمة دولية في مجال تصوير الأطفال".

وتشير إلى أن ثقافة تصوير حديثي الولادة في المجتمع الفلسطيني غير منتشرة.

ويحتوي استوديو "اشتية" على ديكورات تتغير باستمرار، وحول هذا تقول "دوما أسعى إلى تصوير الأطفال بطريقة جديدة، لذلك أصنع زوايا جديدة بين الحين والآخر".

وتدعو السيدة الفلسطينية، النساء اللواتي يتعرضن لمواقف صعبة، إلى عدم اليأس، ومواجهة مشاكل الحياة بقوة، بهدف تجاوزها.

وتختم حديثها قائلة "كل سيدة معرضة أن تصبح بلا معيل، فعليها أن تبادر وأن تكون لديها الإرادة لتحدي الظروف، والتغلب عليها".

#حديثي الولادة
#حكايتي
#دعاء اشتية
#فلسطين
#قصة نجاح
#نابلس
٪d سنوات قبل