|

منذ محاولتهم الفاشلة بتركيا.. ألمانيا لا تزال ملاذا للانقلابيين

ألمانيا مستمرة في توفير تسهيلات عديدة لأبرز قيادات تنظيم "غولن" الإرهابي رافضة تسليمهم إلى تركيا على خلفية مشاركتهم في المحاولة الانقلابية الفاشلة قبل 4 سنوات

10:04 - 15/07/2020 Çarşamba
تحديث: 10:05 - 15/07/2020 Çarşamba
الأناضول
منذ محاولتهم الفاشلة بتركيا.. ألمانيا لا تزال ملاذا للانقلابيين
منذ محاولتهم الفاشلة بتركيا.. ألمانيا لا تزال ملاذا للانقلابيين

مرت أربع سنوات على المحاولة الانقلابية الفاشلة، التي نفذها في تركيا تنظيم "غولن" الإرهابي، ليلة 15 يوليو/ تموز 2016، ورغم ذلك لا تزال ألمانيا تشكل ملاذا أمنا لأعضاء التنظيم، وترفض إعادتهم.

بعد المحاولة الفاشلة، فر العديد من أعضاء التنظيم إلى دول مختلفة، خاصة الأوروبية منها، والولايات المتحدة.

وأصبحت مكافحة التنظيمات الإرهابية إحدى أولويات السياسة الخارجية التركية، خلال السنوات الأربع الماضية، وشغلت مكانة مهمة على أجندة العلاقات بين أنقرة وبرلين.

ورغم تأكيد تركيا ضرورة متابعة أعضاء تنظيم "غولن" من جانب السلطات الأمنية الألمانية، واتخاذ إجراءات ضدهم، إلا أن برلين فضلت السير في اتجاه معاكس.

وتواصل سلطات برلين تقديم الدعم لأعضاء تنظيم "غولن"، وهم يعملون تحت ستار التعليم والثقافة والعلوم والحوار بين الأديان في ألمانيا، التي تحولت إلى ملاذ آمن لأعضاء التنظيم، بما لا يتوافق مع الصداقة والتحالف بين البلدين.

وتوفر السلطات الألمانية حماية لأعضاء تنظيم "غولن"، وتمنحهم حق الإقامة واللجوء عند وصولهم إلى البلاد، كما توفر لهم الأجواء المناسبة لمواصلة أنشطتهم بسهولة.

وبعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، تقدم حوالي 1200 شخص بطلبات لجوء في ألمانيا، وهم يحملون جوازات سفر دبلوماسية أو جوازات سفر خدمة (تمنحها الدولة لمن ترسلهم إلى الخارج لأداء مهمة معينة).

** رفض تسليم أعضاء التنظيم

شكلت ألمانيا الوجهة الأكبر لأعضاء تنظيم "غولن" بين دول الاتحاد الأوروبي.

وقدمت تركيا إلى برلين طلبات رسمية لاستعادة 77 شخصا من أعضاء التنظيم لجأوا إلى ألمانيا.

وتستضيف ألمانيا حاليا أبرز الشخصيات القيادية في التنظيم، بينهم المدعيان العامان السابقان زكريا أوز، وجلال قره، وما يُسمى "إمام القوات المسلحة" في التنظيم الإرهابي، "الصندوق الأسود" للمحاولة الانقلابية الفاشلة عادل أوكسز.

ورغم الخطر الذي يشكله هؤلاء على آفاق الصداقة والتحالف بين تركيا وألمانيا، فضلت برلين استضافة تلك الشخصيات القيادية في التنظيم الإرهابي، رافضة تسليمهم لأنقرة.

كما تستضيف ألمانيا مجموعة من مدعين عامين سابقين وجنود ودبلوماسيين، أدرجت تركيا أسماءهم في "النشرات الحمراء"، وطلبت إعادتهم إليها، على خلفية مشاركتهم في المحاولة الانقلابية الفاشلة.

** حماية أوكسز

تناقلت الصحافة التركية والألمانية، اعتبارا من العام الماضي، معلومات تفيد بأن أوكسز، يعيش في برلين، وهو من الأسماء الرئيسية داخل التنظيم التي خططت للمحاولة الانقلابية الفاشلة.

وبعد أن تمكن صحفيون من تحديد مكان سكنه والوصول إليه، نقلت قوات الأمن الألمانية أوكسز، إلى مكان إقامة آخر، لا سيما بعد توجيه أنقرة مذكرة رسمية إلى برلين بخصوص أوكسز، وإقامته في ألمانيا.

وهذا العام، ذكرت وسائل إعلام تركية وألمانية، أن برلين نقلت أوكسز، إلى إحدى الثكنات التابعة للجيش الأمريكي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" في ألمانيا.

** حياة حذرة للانقلابيين

يمتلك تنظيم "غولن" أكثر من 20 مدرسة معادلة للمدارس الابتدائية والثانوية في ألمانيا.

في هذه المدارس، يواصل الأطفال تلقي الدروس وفق المناهج التعليمية التي وضعها التنظيم الإرهابي.

ويعيش أعضاء التنظيم في ألمانيا حياة حذرة. قبل محاولة الانقلاب، كانوا يتسوقون احتياجاتهم اليومية من المراكز التركية في ألمانيا، إلا أنهم توقفوا عن ذلك، عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، معتبرين أنها مراكز "غير آمنة".

وشهدت العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول، ليلة 15 يوليو 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع تنظيم "غولن" الإرهابية، حاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية، واغتيال الرئيس رجب طيب أردوغان.

وقوبلت المحاولة باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن التركية، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه مبنى البرلمان، ورئاسة الأركان بالعاصمة، ومطار أتاتورك الدولي بإسطنبول، ومديريات الأمن في مدن عديدة، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

#ألمانيا
#تركيا
#غولن
#محاولة الانقلاب
4 yıl önce