تواصل تركيا تحقيق نجاحاتها عبر استراتيجية السياسة الخارجية الاستباقية، سواء في القارة الإفريقية أو الشرق الأوسط أو منطقة البلقان، على الصعيدين السياسي والدبلوماسي.
ومن جانب آخر، استطاعت تركيا عبر الخطوات التي اتخذتها أن تكسر شوكة "تحالف الشر" بين كل من الإمارات واليونان وإسرائيل وفرنسا ومصر، سواء على الطاولة أو في الميدان، ومن خلال المبادرات الهامة التي جسدتها تركيا خلال الشهر الماضي في 4 مناطق حاسمة، بدأت في تعزيز دورها كقوة إقليمية لا يمكن الاستغناء عنها.
لقد أرست تركيا من خلال القيادة القوية للرئيس أردوغان والرؤية الاستراتيجية التي أسس لها، أسس التعاون الاقتصادي والعسكري في "النيجر" قلب الساحل، وسلطنة عُمان الدولة البارز في مضيق هرمز وجارة الإمارات في الوقت ذاته، وألبانيا إحدى الدول الرئيسية في دول البلقان، وإثيوبيا الدولة الصاعدة في شرق إفريقيا.
لقد كانت تغريدة مفتي سلطنة عُمان، التي بارك وهنّأ خلالها بإعادة فتح آيا صوفيا مسجدًا للعبادة أمام المسلمين، خطوة بارزة ذات معنى وتحمل رسائل سياسية في الوقت ذاته، ولقد لاحظنا التماس الذي انطلق بين تركيا وعُمان عقب ذلك مباشرة.
كذلك الأمر أبدت تركيا اهتمامًا كبيرًا بنيجيريا الدولة الساحلية والجارة الجنوبية لليبيا، خلال شهر تموز/يوليو الجاري، حيث قام وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بزيارة رسمية إلى العاصمة النيجيرية، وتم التوقيع على اتفاقيات تعاون في مجالات الدفاع والرياضة والشباب، فضلًا عن تقديم حزمة من المواد الطبية والمساعدات النقدية.
أما في ألبانيا فقد صادق البرلمان الألباني الأسبوع الماضي، على اتفاقية وبروتوكول حول التعاون المالي والعسكري، موقعة بين البلدين.
وعلى صعيد العلاقات مع إثيوبيا فقد بحث وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، مع مولاتو تيشومي فيرتو المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد علي، عددا من الملفات في مقر وزارة الخارجية بالعاصمة التركية أنقرة.
وناقش الطرفان العلاقات الثنائية بين تركيا وإثيوبيا، إضافة للتطورات الإقليمية وعلى رأسها موضوع سد النهضة.
وفي تغريدة نشرها على حسابه في “تويتر”، قال تشاويش أوغلو إن “اللقاء مع فيرتو كان ناجحا ومثمرا”.
ولفت إلى أن “البلدين سيعززان الزيارات المتبادلة بينهما، وكذلك الحوار، فضلا عن تعزيز التجارة والاستثمار بينهما”.
