|

"ترتر" الأذرية.. سكان الملاجئ يتشبثون بالمدينة رغم الهجمات الأرمينية

منذ أكثر من شهر، يقاوم سكان الملاجيء بمدينة "ترتر" الأذربيجانية، القذائف الصاروخية والمدفعية اليومية للقوات الأرمينية، بروح وصلابة وإصرار على البقاء.

09:48 - 3/11/2020 الثلاثاء
تحديث: 09:49 - 3/11/2020 الثلاثاء
الأناضول
"ترتر" الأذرية.. سكان الملاجئ يتشبثون بالمدينة رغم الهجمات الأرمينية
"ترتر" الأذرية.. سكان الملاجئ يتشبثون بالمدينة رغم الهجمات الأرمينية

يتشبث المدنيون في مدينة "ترتر" الأذربيجانية (غرب)، بحطام الملاجيء التي يقضون فيها معظم أوقاتهم، رغم الهجمات المستمرة للقوات الأرمينية.

ومنذ أكثر من شهر، يحاول سكان مدينة "ترتر"، والتي تضم أعدادًا كبيرة من نازحي إقليم قره باغ المحتل، مقاومة الهجمات الصاروخية التي تشنها القوات الأرمينية، بروح معنوية مرتفعة.

فيما يصر المدنيون المقيمون في الملاجئ التي شيدت تحت الأرض، على متابعة الأخبار السارة التي تنشر كل يوم حول تحرير جيش بلادهم لمناطق جديدة من الأراضي المحتلة.

ومنذ 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، تشن أرمينيا هجمات صاروخية على المدينة التي يبلغ عدد سكانها قرابة 25 ألف نسمة، ما دفع السلطات الأذربيجانية إلى إخلاء معظم المنازل، فيما رفض مدنيون المغادرة وفضلوا الحياة في الملاجئ.

وتتعرض مدينة "ترتر" يوميًا لسقوط أكثر من 200 قذيفة صاروخية، ما أوقع خسائر بين المدنيين، وألحق دمارا كبيرا بالبنية التحتية للمدنية، بحسب وزارة الدفاع الأذربيجانية.

وقال أيدين شاهويرديوف (54 عامًا)، أحد المقيمين في الملاجيء بمدينة ترتر، إنه لم يغادر المدينة منذ 34 يومًا، رغم تعرضها بشكل مستمر للهجمات الصاروخية، وإنه ينتظر مع جيرانه الأخبار السارة القادمة من الجبهة.

وأشار شاهويرديوف، في تصريح للأناضول، أنه يعزف على آلة "الساز" الموسيقية، ليحافظ على معنويات جيرانه ويبث بينهم الطاقة الإيجابية، لافتًا إلى أن سكان مدينة ترتر يعرفونه باسم "الشاعر أيدين" لإجادته العزف على الساز منذ 15 عامًا.

وأضاف: "أنا في الأصل من نازحي قره باغ. عندما نزحت من هناك كان عمري 25 عامًا. لقد تم إجبارنا وقتها على مغادرة الوطن واللجوء إلى مدينة ترتر".

وتابع: "شاركت في القتال ضد الجماعات المسلحة الأرمينية عام 1993. وهذا الساز كان معي خلال تلك المعارك. في ذلك الوقت، كنت أعزف للجنود لشحذ هممهم ورفع معنوياتهم".

وأعرب شاهويرديوف عن اشتياقه الكبير لأرض الوطن، والقرية التي ولد فيها في مدينة "أغدره"، والبيت الذي كبر وترعرع فيه.

بدورها، قالت الأذربيجانية هجران أمراهوفا (42 عاما)، إحدى المقيمات برفقة عائلتها في ملاجيء المدينة منذ نحو شهر، إن أرمينيا تمطر "ترتر" بالقذائف الصاروخية والمدفعية بشكل يومي لا ينقطع.

وأوضحت أمراهوفا، أن الملجئ الذي تقيم فيه تعرض للقصف في 19 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وقد جرى استهداف الملجأ من نافذة التهوية، ما أدى إلى إصابة شخص بجروح.

ولفتت أمراهوفا إلى أنها تساعد النسوة على إعداد 3 وجبات في اليوم، وأنها لا تتمكن من الخروج من الملجأ بسبب القصف الأرميني المستمر على المدينة.

وأكدت أمراهوفا أنها تفضل العيش في الملجئ حتى لو استمرت الاشتباكات في قره باغ لمدة عام، على أن تترك مدينة ترتر.

ومن جانبه، قال مشفق أمراهوف (47 عامًا)، شقيق هجران أمراهوفا الأكبر، إن أحد أبنائه يقاتل على الجبهة من أجل تحرير الأراضي الأذربيجانية من الاحتلال الأرميني.

وأكد أمراهوف للأناضول، أنه جاء إلى ترتر من مدينة كلبجار التي احتلتها أرمينيا عام 1992، وأنه لم يستطع منذ ذلك التاريخ رؤية المدينة التي ولد وترعرع فيها.

وأضاف: "لم أفقد الأمل يومًا في العودة مرة أخرى إلى وطني. أنا اليوم أقضي أيامي في الملجأ وانتظر بكل شوق الأخبار السارة القادمة من الجبهة".

ومضى قائلا: "أنتظر بفارغ الصبر تحرير كلبجار. هدفي الوحيد هو العودة إلى وطني واستعادة ذكريات طفولتي".

وردًا على اعتداء عسكري أرميني دموي في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، أطلقت أذربيجان عملية عسكرية لتحرير أراضيها.

وتسببت أرمينيا بخروقاتها في انهيار 3 هدنات إنسانية منذ ذلك اليوم، فيما استعادت أذربيجان السيطرة على 4 مدن و3 بلدات و193 منطقة سكنية، فضلا عن تلال استراتيجية.

ومنذ عام 1992، تحتل أرمينيا نحو 20 بالمئة من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم "قره باغ" (يتكون من 5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام" و"فضولي".

#أذربيجان
#أرمينيا
#قره باغ
٪d سنوات قبل