|

خبير بـ"الفاو": اتفاقية الحبوب مكّنت أوكرانيا من تصدير 10 ملايين طن

** ماكسيمو توريرو، كبير الاقتصاديين في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) في حديث للأناضول:ـ في 2021 كان هناك 828 مليون شخص يعانون من سوء التغذية المزمن وزاد الرقم 150 مليون مقارنة بـ 2019ـ لو لم يتم طرح 30 بالمئة من الحبوب الروسية الأوكرانية المتبقية في السوق لشهدت الأسعار قفزات كبيرةـ تباطؤ الصادرات الروسية من الأسمدة يؤدي لزيادة تكاليف الغذاءـ أوكرانيا لن تكون قادرة على تصدير نحو 45 بالمئة من حبوبها في 2022

10:10 - 28/11/2022 Pazartesi
تحديث: 10:13 - 28/11/2022 Pazartesi
الأناضول
خبير بـ"الفاو": اتفاقية الحبوب مكّنت أوكرانيا من تصدير 10 ملايين طن
خبير بـ"الفاو": اتفاقية الحبوب مكّنت أوكرانيا من تصدير 10 ملايين طن

مكّنت اتفاقية شحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، كييف من تصدير أكثر من 10 ملايين طن متري من الحبوب إلى العالم، بحسب خبير اقتصادي أممي.

وكان لتركيا دور كبير في التوصل إلى اتفاق يعيد انسيابية حركة الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود، من خلال ممرات آمنة بالتعاون مع الأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا.

ماكسيمو توريرو، كبير الاقتصاديين في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، يقول إن اتفاقية شحن الحبوب الأوكرانية أتاحت لكييف تصدير الحبوب وتسديد المدفوعات اللازمة للمنتجين وإفراغ صوامع تخزين الحبوب وزيادة وفرة الغذاء في العالم.

حديث "توريرو" جاء في مقابلة مع الأناضول، بمقر منظمة "الفاو" في العاصمة الإيطالية روما، حيث يتابع عن كثب التطورات التي تؤثر على سلامة الأمن الغذائي العالمي.

الخبير الأممي ينظر إلى أهمية اتفاقية تصدير الحبوب لأنها جنبت تفاقم أزمة الغذاء حول العالم، قائلا: "في 2021 كان هناك 828 مليون شخص يعانون من سوء التغذية المزمن، وزاد هذا الرقم بمقدار 150 مليون مقارنة بـ 2019".

هذه الزيادة، حدثت بسبب عوامل مختلفة "مثل أزمة المناخ، وجائحة كورونا، والتباطؤ الاقتصادي الناتج عن الصراعات المسلحة، وأدى لارتفاع الأسعار، لاسيما مع اندلاع الحرب في أوكرانيا".

الأبعاد الثلاثة لتأثير الحرب

ويلفت توريرو الانتباه إلى أن الحرب أثرت على الوضع الحالي بثلاثة أبعاد أساسية: "البعد الأول يتمثل في أن أوكرانيا وروسيا تستحوذان على جزء كبير من صادرات الحبوب العالمية، وأكثر من 60 بالمئة من صادرات دوّار الشمس".

وعندما بدأت الحرب في 24 فبراير/شباط تم تصدير 70 بالمئة من الحبوب (الروسية الأوكرانية)، لكن 30 بالمئة المتبقية كانت مهمة أيضا؛ ولو لم يتم طرح هذه الكمية في السوق لشهدت الأسعار قفزات كبيرة، بحسب كبير الاقتصاديين في الفاو.

والبعد الثاني وفق توريرو، أن روسيا أكبر مُصدر للنيتروجين وثاني أكبر مصدر للبوتاسيوم والفوسفور في العالم؛ والنيتروجين والبوتاسيوم والفوسفور من أهم الأسمدة، وتباطؤ الصادرات الروسية في هذا القطاع يؤدي لزيادة التكاليف.

ويشير إلى أن البعد الثالث في هذه الأزمة هو الإنساني، ويقول: "ما نعرفه الآن أن أوكرانيا لن تكون قادرة على تصدير حوالي 45 بالمئة من الحبوب التي تصدرها عادة هذا العام".

ويحذر من أن "تأثير هذا على البشرية والمجتمعات والدول سيظهر في شكل أزمة توفير الغذاء، وارتفاع الأسعار، وانخفاض القدرة الشرائية للدول الفقيرة، ما يعني سوء تغذية مزمن في العديد من البلدان".

الحبوب لا تذهب فقط إلى أوروبا

وردا على سؤال حول أهمية اتفاقية شحن الحبوب، يلفت توريرو إلى "وجود اتفاقيتين منفصلتين، واحدة بين أوكرانيا وتركيا والأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش)، والأخرى بين تركيا وروسيا والأمين العام للأمم المتحدة".

ويتابع: "الاتفاق بين تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة يعمل بشكل جيد للغاية.. تم نقل أكثر من 10 ملايين طن من الحبوب خارج أوكرانيا حتى (نوفمبر الجاري)".

ويضيف: "لم يكن الغرض من هذه الاتفاقية مساعدة البلدان الضعيفة والمحتاجة فحسب، بل عملت الاتفاقية على شحن المزيد من الحبوب المتوفرة في أوكرانيا إلى مختلف أنحاء العالم، وتوفير عائد مالي للمزارعين مقابل إنتاجهم، وإفراغ صوامع الحبوب من مخزوناتها لوضع الحصاد الجديد".

"إذا نظرنا إلى توزيع الحبوب على دول العالم، نستطيع القول إن 23 بالمئة تذهب إلى البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل، والباقي يذهب إلى البلدان ذات الدخل المتوسط والمرتفع"، بحسب الخبير الأممي.

ويزيد: "البلدان ذات الدخل المتوسط والمرتفع تستورد في الغالب منتجات الحبوب ومنها علف للحيوانات، وتقوم هذه البلدان بمعالجة الأعلاف الحيوانية.. من هذا المنظور، يمكننا القول أن مهمة زيادة الوفرة الغذائية قد تم إنجازها بنجاح".

وحول اتهام روسيا لأوكرانيا بتصدير أغلب حبوبها إلى أوروبا دون الدول الفقيرة، يؤكد توريرو أن الحبوب الأوكرانية لا يجري تصديرها فقط إلى البلدان الأوروبية، بل إلى العديد من دول العالم.

ويستطرد: "في الواقع تذهب هذه الحبوب لأولئك الذين يستطيعون الدفع.. لذلك، أستطيع القول إن اتفاقية شحن الحبوب الأوكرانية لم يجر تصميمها لنقل الحبوب إلى الدول الضعيفة والفقيرة، بل من أجل نقل الحبوب إلى السوق العالمية التي تشهد نشاطا ملحوظا".

كما يشدد توريرو على ضرورة "وفاء جميع الأطراف بالتزاماتهم المنبعثة من الاتفاقية والعمل على إنجاحها".

ويشير إلى أن "تركيا تلعب دورًا مهمًا في الاتفاقية، وكذلك هو دور الأمين العام للأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا".

ويعتبر أن "هذه الاتفاقية تسير على ما يرام، لأن الأطراف المشاركة بها تسعى لإيجاد حلول ناجعة بغض النظر عن أجواء وتطورات الصراع في أوكرانيا".

#أوكرانيا
#الحبوب
#الفاو
1 yıl önce