أعطى نجيب عياد، مدير الدورة 29 لـ"أيام قرطاج السينمائية" في تونس، مساء السبت، شارة انطلاق المهرجان لتتواصل فعالياته إلى غاية العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وقال عيّاد، في كلمة له خلال حفل افتتاح المهرجان الذّي أقيم بمدينة الثقافة بالعاصمة تونس: "كان همنا منذ السنة الماضية الرجوع إلى ثوابت المهرجان باعتباره عربي إفريقي بالأساس ونطمح لايجاد التوازن؛ فهو مهرجان جنوب وعمقه 3 قارات هي إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية مع نكهة متوسطية".
واعتبر عياد أن "المهرجان فضاء للحريات والتلاقي والتسامح وبهذا التوجه نكون في قلب القرن 21. نحن نفخر بخصوصيتنا ولا نطمح للتشبه بأي مهرجان في العالم".
ومضى قائلا: "أضفنا لهذه الأهداف هاجسا آخر وهو تركيز (إطلاق) منصة احترافية تساعد المنتجين والمخرجين والموزعين على التلاقي وتبادل الخبرات وهي (منصة قرطاج للمحترفين)".
وزاد: "عملنا على الاعتناء الخاص بهذه المنَصة ودعوة البائعين الدوليين للأفلام والموزعين والمنتجين، ونريد أن نجعل من المهرجان أهم قبلة لمهنيي السينما في العالم العربي والإفريقي".
كما حيا عياد ضيوف المهرجان الذّين "رغم الحادث الإرهابي الذّي عاشت على وقعه تونس مؤخرا فإنّه لم يتخلف أي ضيف منهم، موجهين رسائل طمأنة من تونس".
وشدد على أن "الثقافة والسينما هما الدرع الواقي الحقيقي ضد الإرهاب والتطرف".
وحسب عياد، فإن "هذه الدورة ستعرف مشاركة 206 أفلام اختيرت من بين أكثر من 800 فيلم، من 47 دولة مشاركة".
وستعرض هذه الأفلام في 19 قاعة في تونس العاصمة و4 قاعات في نابل والقصرين وصفاقس وسليانة و6 وحدات سجنية في كامل الجمهورية.
وسيوفر المهرجان أكثر من 12 ألف مقعد لجمهوره.
وتستضيف الدّورة الحالية أيضا 4 بلدان ضيوف شرف هي العراق والسنغال والهند والبرازيل، كما دعت 500 ضيف أجنبي ومنحت 5 آلاف اعتماد، منها ألف قدمت للصحفيين.
وفي تصريحات للتلفزيون الرسمي، قال رئيس الحُكومة التونسي يوسف الشاهد لدى مشاركته في حفل الافتتاح: "كلما انتصرت الثقافة كلما تراجع العنف والتطرف والإرهاب، ومكافحته تكون بالإضافة إلى الجانب الأمني عبر نشر الثقافة للناشئة، والسينما دورها مهم جدّا لدحر رسائل التطرف".
وتابع: "نتمنّى أن تكون دورة ناجحة هي استثنائيّة، وقدمت اليوم لأوجه رسائل طمأنة، وأن الأيام تقام في ظل تركيز أمني هام".
وأضاف أنّ "الحكومة تقف إلى جانب كل مبدع ومثقف تونسي لينشر الثقافة ويعممها لكل التونسيين".
ويعد المهرجان الذّي تأسس عام 1966 أعرق مهرجان سينمائي في دول جنوب المتوسط.
وستعرض المسابقة الرسمية 44 فيلما من 19 دولة من بينهم 13 فيلما روائيا طويلا و12 فيلما روائيا قصيرا و11 فيلما وثائقيا طويلا و8 أفلام وثائقية قصيرة.
