|

تركيا.. حرفيات تنسجن سجادًا يزين القصور العثمانية

- مصنع هركة لنسج السجاد والخيوط، من أهم مراكز صناعة السجاد في تركيا، حيث تُزين منتجاته قصور السلاطين العثمانيين، منذ 176 عاما- أخذ المصنع منذ تأسيسه في البداية بإنتاج المفروشات والستائر الخاصة بالقصور، ليقوم فيما بعد بنسج السجاد اعتبارا من عام 1891- تحول المصنع إلى علامة تجارية شهيرة على مستوى العالم، بعد نحو 50 عاما على تأسيسه، حيث تم تكريمه في عدد من المعارض الدولية- تساهم 33 من الحرفيات اللاتي ترعرعن منذ طفولتهن في ورشات حياكة السجاد، على المحافظة على تقنيات صناعة سجادة هركة التاريخية

10:00 - 25/12/2019 الأربعاء
تحديث: 10:01 - 25/12/2019 الأربعاء
الأناضول
تركيا.. حرفيات تنسجن سجادًا يزين القصور العثمانية
تركيا.. حرفيات تنسجن سجادًا يزين القصور العثمانية

يزين السجاد الذي تحيكه 33 من الحرفيات في مصنع "هركة" لنسج السجاد والخيوط، بولاية قوجه ايلي التركية، العديد من القصور التاريخية التي تعود للعصر العثماني في مدينة إسطنبول.

ويعتبر مصنع هركة لنسج السجاد والخيوط، من أهم مراكز صناعة السجاد في تركيا، حيث تُزين منتجاته قصور السلاطين العثمانيين، منذ 176 عاما.

وتقع منطقة هركة في ولاية قوجة إيلي القريبة من إسطنبول، وتأسس مصنع السجاد فيها بأمر من السلطان عبد المجيد، عام 1843، تحت اسم "المصنع السلطاني"، بهدف إحياء مهنة النسج والحياكة في الإمبراطورية العثمانية.

وأخذ المصنع منذ تأسيسه في البداية بإنتاج المفروشات والستائر الخاصة بالقصور، ليقوم فيما بعد بنسج السجاد اعتبارا من عام 1891.

وتم البدء بإنتاج السجاد في المصنع تحت رعاية السلطان عبد الحميد الثاني، حيث تم استدعاء أمهر الحرفيين في مجال صناعة السجاد من مدن تركية عديدة مثل سيواس، ومانيسا، ولاديك.

وبدأ الحرفيون بنسج النقوش الجاهزة التي كانت تُرسل إليهم من قصر السلطان، وفيما بعد طوروا مستواهم ليبتكروا أسلوبا خاصا بمصنع هيركة، وبهذا تم وضع الأسس الأولى لوحدة نسج السجاد في المصنع الذي تأسس لصناعة الخيوط والستائر في عقوده الأولى.

وزينت أبرز منتجات المصنع قصور السلاطين العثمانيين، كما تم تقديمها كهدايا إلى ممثلي الملوك الأجانب، لتأخذ مكانها في القصور الأوروبية أيضا.

وتحول المصنع إلى ماركة شهيرة على مستوى العالم، بعد نحو 50 عاما على تأسيسه، حيث تم تكريمه في عدد من المعارض الدولية في كل من باريس، ولندن، وفيينا، وبروكسل، وليون، وتورينو.

ونسج المصنع أكبر سجادة في تركيا، بمساحة تبلغ 468 متر مربع، لصالح صالة الاحتفالات في قصر "يلدز شالي"، قبل 120 عاما، حيث تعد في الوقت ذاته واحدة من أكبر السجادات حول العالم.

وتحظى سجادة هركة الموجودة في صالة المعايدات في قصر دولمة باغجه، باهتمام كبير من السياح المحليين والأجانب، حيث تبلغ مساحتها 124 متر مربع.

وواصل المصنع في عهد الجمهورية التركية العمل تحت مظلة مصرف سومر "سومر بنك"، وظل كذلك حتى عام 1995، حين تم إلحاقه برئاسة دائرة القصور الوطنية، ضمن إطار قانون الخصخصة.

واليوم، تساهم 33 من الحرفيات اللاتي ترعرعن منذ طفولتهن في ورشات حياكة السجاد، على المحافظة على تقنيات صناعة سجادة هركة التاريخية التي اكتسبت شهرة عالمية بجودتها ونقوشها الفريدة.

ويزين السجاد الذي تحيكه الحرفيات، العديد من القصور التاريخية التي تعود للعصر العثماني في مدينة إسطنبول، وفي مقدمتها قصر دولمة باغجه التاريخي العريق.

تبدأ الحرفيات عملهن بالجلوس إلى أنوالهن منذ ساعات الصباح الأولى، لتحكن صنوفًا مختلفة من سجاد هركة، بواسطة الحرير والصوف، التي يستغرق حياكة الواحدة منها ما بين 5 أشهر إلى سنتين.

وقالت إحدى الحرفيات وتدعى أوزلم أقبلوت (45 عامًا)، إنها بدأت حياكة السجاد عندما كانت في الـ12 من عمرها، وإنها بدأت العمل عام 2010، كحرفية خبيرة في حياكة السجاد لصالح مصنع هركة.

وأضافت للأناضول، أنها تعلمت مهنة حياكة السجاد من جدتها وأمها وعمّاتها، مشيرة أن المهنة تتطلب الكثير من الصبر والجلد والمثابرة.

وتابعت القول: "حاكت جدتي الكثير من أنواع السجاد في مصنع هركة. أنا في الواقع أمثل الجيل الرابع من عائلتي في هذا المصنع".

وأضافت: "من المهم جدًا أن يحب المرء هذه المهنة لأنها تتطلب الكثير من الصبر وروح الإبداع. في بعض الأحيان كنت أتفرغ تمامًا من أجل إنجاز عملي على أكمل وجه".

بدورها، قالت ملك تمل (50 عامًا)، إحدى الحرفيات العاملات في مصنع هركة، إنها تعمل في المصنع منذ 10 سنوات، إلا أنها بدأت منذ طفولتها في مهنة حياكة السجاد.

وأضافت للأناضول، أنها بدأت العمل في مهنة حياكة السجاد منذ أن كانت تلميذة في الابتدائية، مشيرةً أنها تربت في عائلة يعمل جميع أفرادها في مهنة حياكة السجاد.

وأشارت تمل أنها تحب مهنة حياكة السجاد وتقوم بإجراء عملها بسعادة ومتعة.

أما سويل أطاي (49 عامًا)، فقالت إنها تعمل منذ 35 عامًا في مجال حياكة السجاد، وحاكت خلال تلك السنوات العديد من أنواع السجاد بخيوط الصوف والحرير.

وأضافت للأناضول: "بكثير من الصبر، أقوم بإجراء نفس العمل كل يوم. أقوم بعقد العقد وحياكة الخيوط وفق النقوش المطلوبة".

وأشارت أطاي أن مهنة حياكة السجاد تتطلب تناغم من فريق العمل أثناء التعاون في حياكة السجادة نفسها.

وقالت: "علينا أن ننجز نفس القدر من العمل في نفس الوقت، بترتيب متناغم، من أجل المحافظة على أبعاد النقوش في السجادة التي لا بد أن تعبر عن لوحة متناغمة".

#القصور العثمانية
#سجادًا
#قوجه ايلي التركية
٪d سنوات قبل