|
لماذا لم تكن هناك ردة فعل من قبل أمريكا على العملية التركية الأخيرة؟

بعد تدمير ممرات الإرهاب عام 2019، عزمت تركيا على مواصلة إنشاء منطقة آمنة على طول حدودها الجنوبية والبالغ طولها 911 كم كيلومترا وبعمق 30 كم. لكن الولايات المتحدة وروسيا لم تلتزما بتعهداتهما لتركيا بسحب عناصر تنظيم بي كي كي/واي بي جي الإرهابي لمسافة 30 كيلو مترا عن الحدود التركية. ولهذا السبب، يواصل تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي الإرهابي احتلاله لتلك المناطق من خلال عدم الانسحاب إلى الحدود والمناطق المحددة رغم هذه الاتفاقيات. ولا يزال يشكل تهديدا لتركيا. وعبر استراتيجيتها للمنطقة الآمنة على الحدود السورية، أنشأت تركيا المناطق الآمنة على الحدود البالغ طولها 155 كيلومترا. يبدو أن استهداف التنظيم الإرهابي لتلك المناطق التي يسكنها طالبي اللجوء هو من عمل البنتاغون.

من خلال استراتيجية المنطقة الآمنة التي أعلنها الرئيس أردوغان، عاد قرابة 500 ألف سوري طواعية إلى المناطق التي جعلتها تركيا آمنة بمحاذاة حدودها، ويجري العمل على عودة مليون لاجئ. ويبدو أن هذا العمل يزعج الولايات المتحدة بشكل كبير. كما أغلقت تركيا الممرات الإرهابية للولايات المتحدة، التي تسعى إلى السيطرة على الاتحاد الأوروبي وتركيا عبر التهديد باللاجئين وخلق الفوضى وعدم الاستقرار. وإن شاء الله لن تسمح تركيا بالاستفزازات التي تتم عبر اللاجئين.

شنت تركيا عملية "المخلب-السيف" الجوية ضد مواقع إرهابيي تنظيم بي كي كي/واي بي جي، واستهدفت ملاجئهم ومخابئهم وكهوفهم وأنفاقهم ومستودعاتهم وحشودهم العسكرية شمالي العراق وسوريا. وتستند العملية إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على الحق المشروع في الدفاع عن النفس. وهذا إجراء قانوني يتم تنفيذه وفق القانون الدولي.

وخلال قمة قادة الناتو، اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو بأن تنظيمي غولن وبي كي كي/واي بي جي هما تنظيمات إرهابية.

من جهة أخرى، هناك نقطة مهمة وهي أن الرئيس أردوغان له ثقله السياسي الذي لا يمكن إنكاره وخاصة من خلال العلاقات الدبلوماسية الآمنة التي أقامها مع بوتين وزيلينسكي. وهذا الثقل السياسي هام، حيث وصل إلى ذروته فيما يتعلق بقضايا ممر الحبوب والسلام العالمي.

أعلن الرئيس أردوغان أنه بعد العمليات الجوية العسكرية في شمالي العراق وسوريا، ستبدأ العمليات البرية عندما تكون الظروف مواتية، وهذا بلا شك تحدي هام.

هل تم الحديث إلى روسيا والولايات المتحدة قبل بدء العملية الجوية؟

أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان أن بلاده لم تبلغ الولايات المتحدة وروسيا بالعملية الجوية. علمًا أن التدابير الأمنية قد اتُخذت قبل جميع العمليات التي نفذتها تركيا، حيث إنها أنذرت المدنيين بإخلاء المناطق المستهدف قبل نحو ساعة أو ساعتين من بدء العمليات. ولاحظنا كيف فتحت روسيا المجال الجوي السوري أمام تركيا لأول مرة منذ سنوات.

وأشارت مصادر إلى أن الأجواء السورية، الخاضعة لسيطرة روسيا، استُخدمت في العملية الجوية التي شنتها القوات المسلحة التركية ضد تنظيم بي كي كي/واي بي جي في سوريا والعراق.

هل تم تنفيذ العملية ردًا على الهجوم الإرهابي في شارع الاستقلال؟

التوقعات الدقيقة تشير إلى أن التفجير الإرهابي في شارع الاستقلال مهّد الأرضية للعمليات في الغارات الجوية.

ومع ذلك، تعمل قواتنا على استهداف مراكز الإرهاب شمالي العراق سوريا منذ انطلاق عملية "المخلب ـ القفل" قبل 6 أشهر. و بعد التفجير الإرهابي في شارع الاستقلال، قد تم تنفيذ أهداف العملية التي تم التخطيط لها منذ فترة طويلة. لذلك نلاحظ أن التنفيذ كان دقيق جدًا من ناحية المعلومات الاستخباراتية، حيث نُفذت على أهداف محددة في نطاق العملية الجوية.

وستكون النتائج على أرض الواقع، أي عدد الإرهابيين الذين تم تحييدهم، ومقدار الدمار الذي لحق بالأهداف الإرهابية، واضحة بعد المعلومات الاستخباراتية من الميدان.

البعد الاستخباراتي والإنساني لعملية "المخلب-السيف" الجوية ، التي نُفِّذت في آن واحد شمالي سوريا والعراق، مهم أيضًا.

وتوضح العملية الجوية أن الأهداف تم تحديدها بدقة شديدة وأن عملية التجهيز كانت خالية من الأخطاء،حيث تم تدمير كل هدف بدقة في العملية الناجحة التي انطلقت في منتصف الليل. وهناك أيضًا درس هام من عملية "المخلب-السيف" الجوية، كشفته تركيا للعالم وهو أنه لم يصب أي مدني بأذى خلال العملية.

ويكشف لنا ذلك أنه تم تنفيذ عملية استخباراتية قيمة جدًأ خلال مرحلة التخطيط للعملية.

دقّت ساعة الحساب! سيدفع الأوغاد ثمن اعتداءاتهم الغادرة

القاعدة الجوية الثامنة بولاية ديار بكر، القاعدة الجوية السابعة بولاية ملاطية، طائراتنا الحربية من طراز “F-16 Block 70" والطائرات المسيرة المحلية المسلحة والاستكشافية التي أقلعت من العديد من قواعدنا الجوية في آن واحد، أصابت العديد من أوكار إرهابيي تنظيم بي كي كي/واي بي جي الإرهابي شمالي العراق وسوريا.

لدينا قوات مسلحة قوية يمكنها في آن واحد إرسال العديد من الطائرات الحربية وتنفيذ عمليات جوية في مثل هذه المنطقة الواسعة.

كم عدد الجيوش في العالم التي يمكنها تنسيق العديد من الطائرات الحربية فوق هذه المنطقة الواسعة وتدمير 89 موقعًا للإرهابيين دون وقوع إصابات بالمدنيين؟

ولا شك أن هذا ليس حدثًا عاديًا. فقد تم تحييد العديد من الإرهابيين في هذه العملية وقصفهم داخل الكهوف.

وحتى هذه اللحظة، تعرض 45 موقعا إرهابيا على عمق 140 كم شمال العراق و 44 موقعا إرهابيا على عمق 32 كلم في سوريا لضربات مباشرة.

#تركيا
#مكافحة الإرهاب
#تنظيم بي كي كي الإرهابي
1 عام قبل
لماذا لم تكن هناك ردة فعل من قبل أمريكا على العملية التركية الأخيرة؟
إبادة غزة.. المهمة الحضارية الجديدة لبريطانيا والولايات المتحدة
هل رؤية حزب الشعب الجمهوري للجامعات تتفق مع رؤية تانجو أوزجان؟
أولياء بخارى
المجلس السياسي لحزب العدالة والتنمية لربع قرن
دروس وعبر من الانتخابات