|
هل يمكن لروسيا أن تعادي تركيا؟

تعيش روسيا وتركيا في الآونة الأخيرة تطورات جدية. فالدولتان منذ بداية الأزمة السورية لهما نظرتان مختلفتان. تركيا، ترى أنه لايمكن لحل الأزمة إلا برحيل الأسد، أما روسيا، فهي أكبر مدافع عن الأسد.فهما دولتان تنظران نظرتان متعاكستان بالنسبة للقضية السورية، مع ذلك فإن هذا الاختلاف لم ينعكس على العلاقات الاقتصادية. وبسبب هذا الوضع، فلو قلنا إن روسيا لاتملك خيار التخلي عن تركيا لكان أصح. لأن روسية بتورطها في الأزمة الأوكرانية قد وضعت نفسها تحت غضب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وتعرضت لمقاطعة اقتصادية حادة.



في هذه الظروف، فإن علاقتها مع جارتها، واعتمادها عليها كنقطة عبور لغازها الطبيعي، تعُد من النقلاات الذكية لروسيا التي تعرف اللعب جيدا في الشطرنج. وخصوصا بعد تخلي روسيا بعد الأزمة الأوكرانية عن مشروع نقل الغاز عن طريق الجنوب، وخاصة أن بوتين أعلن عن ذلك أثناء زيارته لتركيا، فهي خطوات حذرة اتخذها بوتين في مواجهة أوروبا وأميركا.



يبدوا أن بوتين يغير من طريقة لعبته بالأوراق مؤخرا، وذلك بعدما أعلن بشكل ثابت عن موقفه في شهر كانوا أول الماضي\نوفمبر من مشروع نقل الغاز الروسي عبر تركيا. ماهو وضع مشروع نقل الغاز عبر تركيا؟ أولى الخطوات تجاه تغير الأوراق، جاء بإعلان روسيا التخلي عن بناء خطين من الخطوط الأربعة المزمع بناؤها. وعليه، فإن هذا يعني التخلي عن نقل نصف كمية الغاز المتفق عليها وهي 63 مليون متر مكعب، لتنزل إلى 32 مليون متر مكعب.



من خلال مسيرة مشروع نقل الغاز عبر تركيا، نرى تطورا في الأيام الأخيرة من قبل روسيا، وذلك باختراق الطائرات الحربية الروسية للأجواء التركية من خلال مساندتها روسيا للأسد، فمن هنا نلحظ تغيرا في في الموقف الروسي من نظرته للعلاقات السياسية وانعكاسها على العلاقات الاقتصادية. حسنا.. فهذا الوضع على أي دولة يؤثر أكثر؟ أولهما، روسيا، فالغاز والنفط هما عصب الاقتصاد الروسي. وفي الأصل قد تراجع الاقتصاد كثيرا بسبب العلاقات المتوترة مع دول أوروبا. وعلى هذا فإن حاجة روسيا للبحث عن شركاء وفرص جديدة، لاتقل أهمية عن حاجة أوروبا للغاز الروسي وارتباطها به، لذلك لاتستطيع روسيا التخلي عن ذلك بالنسبة لروسيا بداية، نحن نتكلم عن دولة اقتصادها ينمو بسرعة، وتحاول أن تكون مركزا مهما للطاقة في المنطقة، وتعيش أجواء سياسية واقتصادية مستقرة منذ 13 سنة. إن تغير نظرة روسيا الأخيرة من مشروع نقل الغاز عبر تركيا وتفكيرها بالتعامل مع اليونان في هذا الأمر، يعود بالدرجة الأولى لمشروع نقل غاز ونفط شمال العراق عبر تركيا أيضا. إن جهود تركيا في تطور نفسها واكتسابها القوة في المنطقة بعد سنة 2002، لايعني شيئا لروسيا تفكر في التعاون معها.



يجب على تركيا المضي قدما في طريق الطاقة بعد التدخل الروسي في سوريا، أو بالأحرى بعد مساندتها للأسد، واختراق طائراتها الحربية للأجواء التركية، وإعلانها عن تخفيض خطوط نقل الغاز عبر تركيا للنصف، فإن التعليقات تتزايد عن وجود سحابات سوداء تدور في أفق العلاقات التركية الروسية. ولكن هذه التعليقات تكاد تختفي، وخصوصا عند الحديث عن روسيا وتركيا بشكل واقعي. لأن روسيا تعيش في عزلة، واقتصادها يهتز، فمن غير الممكن الحديث عن تخليها عن علاقاتها الاقتصادية مع تركيا، وخصوصا في مجال الطاقة رغم اختلاف وجهات النظر السياسية بين الطرفين. لو أخذنا بعين الاعتبار ماعليه الأوضاع حاليا بالنسبة لروسيا، وخصوصا الخطوات الأخيرة التي أقدمت عليها بخصوص تجارة الغاز، فيجب على روسيا التفكير بعواقبها المالية. لهذا السبب، فلا يمكن لروسيا التخلي عن تركيا في مشروع نقل الغاز الروسي عبر أراضيها في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية الحرجة،





#تركيا
#يني شفق
#آراء
٪d سنوات قبل
هل يمكن لروسيا أن تعادي تركيا؟
إيران.. خطر لم ندرك حجمه بعد
إبادة غزة.. المهمة الحضارية الجديدة لبريطانيا والولايات المتحدة
هل رؤية حزب الشعب الجمهوري للجامعات تتفق مع رؤية تانجو أوزجان؟
أولياء بخارى
المجلس السياسي لحزب العدالة والتنمية لربع قرن