|
سيد المكان، لماذا قبّل بقرودين



في مقابل تصرف ما أو اهتمام غير متوقع نستعمل القول المشهور: "صهري لماذا قبلني ولم يقبل العيد والنزهة". هذا يشبه تماما ردود الفعل على فتح الله جولان بخصوص دعائه الأخير على المسؤولين في حزب العدالة والتنمية. قال جولان في دعائه الأخير: اللهم انتقم من كل التنظيمات الإرهابية. اللهم انتقم من تنظيم بقرودين الإرهابي. اللهم انتقم من تنظيم بيرس الإرهابي. اللهم انتقم من الذين يقولون عن التنظيم غير الإرهابي إنه"تنظيم إرهابي"!



أفكر لماذا الدعاء على تنظيم بقرود( تنظيم أرمني يهودي سري)، بوجود التنظيمات الإرهابية مثل بي كا كا، وتنظيم الشيوعي العلوي الشعبي، وتنظيم داعش والقاعدة.



لأن هذا ليس دعاء عليهم، بل هو تعليمات على شكل موعظة.



كتبت عن إحدى مواعظ فتح الله جولان في سنة 1963، كيف أراد أن يُقلب الشارع على إحدى دور السنما. هذا يعني أن جولان لايريد من مواعظه مجرد الموعظة، بل هي تعليمات على شكل مواعظ.



نحن نعرف في الآونة الأخيرة كيف أن جولان كان يعطي تعليماته عن طريق الموعظة.



مثل شرحه لبعض المناقب، من أجل أن يزيد التوتر أثناء فترة أحداث الشغب في جيزي بارك، كذلك تناوله في مواعظه للتخشية من أجل أن يؤثر على جماعة مخالفة له ويلحق الضرر فيها، وكذلك مثل إرساله رسالة لرئيس الجمهورية عبد غُل تتضمن عرض الصلح معه، مع دعائه "أن يحرق الله بيوته"، وكانت بمثابة التعليمات لأعمال الشغب في 25 كانون الثاني\نوفمبر...





كان لايريد الحرب، بل يريد البيعة



حسنا، فتح الله جولان من يقصد بتنظيم بقرودين أو البقارادونيين؟ توجد في المصادر حكاية تحكي عن البقرادونيين. قبل 2700 سنة وقع اليهود أسرى بيد الأرمن، تظاهروا بالأرمنية واستمروا على يهوديتهم، ثم بعد ذلك حكموا الأرمن.حسب الرواية فإنهم استمروا حتى عهد السلاجقة والعثمانيين. بالنسبة لربطه بدعاء جولان، فإن تأثير وخطر البقدورين مازال قائما حتى وقتنا الحاضر.





يوجد تشابه كبير بين الحكاية التي اخترعها أرغون بويراز صاحب الاسم المشبوه في عملية انقلاب 28 شباط الشهيرة وكذلك في العملية المسماة بأرغانكون، هذه الحكاية التي أوردها في كتابه"وَرْد موسى"، يوجد تشابه كبير بينها وبين بقرودين جولان. فقد كان جولان يفكر مثل بويراز، يعني أن يكون رئيس الجمهورية وبعض المسؤولين في العدالة والتنمية، يشبهون اليهود السريين، لكن في هذه الحالة ماكان ليعلن الحرب عليهم، بل على العكس كان دعا لمبايعتهم. لأن جولان كان قد أعلن عن سيادة اليهود لفلسطين، في معرض تصريحاته بخصوص قتل اليهود لمواطنين أتراك على خلفية أحداث سفينة مرمرة الزرقاء، لذلك لم يكن لجولان أن يعلن أن اليهود إرهابيون!





أخوّة اليهود السريين





من خلال قراءتنا لحكاية البقرودانيين، نجد أنهم يشبهون تنظيم جولان كثيرا. فتنظيم فتح جولان الإرهابي، يعتمد على السرية الكبيرة في تشكيله، مثل البقرودانيين. يتشكل بشكل سريع حسب قالب التنظيم الذي يريد اختراقه. يتصرف مثلهم، يأكل ويشرب مثلهم. علينا أن نحلل دعاءه على أردوغان والعدالة والتنمية بالهلاك، بشكل دقيق، وخصوصا أن فتح الله جولان، في تنظيمه، يطلق الأسماء الحركية على طلاب المرحلة الإعدادية عنده، ويطلق على بيوت الطلبة أسماء رمزية، وحسب مايقتضيه الوضع نراه يحث الزوجات على خلع الحجاب.





لو نظرنا في بعض الأمثلة بخصوص نشأة تنظيم جولان وكيف ظهر إلى الوجود لعرفنا أهمية ذلك بشكل واضح. عند تعيين مسؤول كبير كان يعمل في محطة صمانيولو التلفزية التابعة لجولان في هئية الإذاعة والتلفزيون التركية، صادف هذا المسؤول صديقا له من قديم، فبادره بالسؤال" مرحبا يا أكرم كيف حالك"، رد عليه صديقه الذي لم يكن اسمه أكرم قائلا" اسمي ليس أكرم، ماعدتَ تذكر"، لكنه تساءل في نفسه، لماذا يدعوني هذا بأكرم، وهو يعرف اسمي جيدا من خلال مقالاتي. ثم تذكر فجأة. منذ مايقرب من عشرين سنة جاء إلى أنقرة من أجل الدراسة في الجامعة، وأثناء فترة محاولته التسجيل في الجامعة أقام في بيت كان فيه صديقه هذا، فقال له أنت من اليوم وصاعدا سيكون اسمك أكرم.







كانوا يطلقون على طلاب الإعدادية الذين يعدّونهم للدراسة في الثانويات العسكرية وغيرها أسماء حركية. وكانوا يقسمونهم إلى مجموعات لاتتجاوز المجموعة 4 أشخاص، لايعرف أفراد المجموعة أسماء بعضهم الحقيقية. يشرفون على تربية هؤلاء الطلاب بعناية فائقة، يوجّهونهم للدراسة في مدارس مختلفة، ثم لايعرف أفراد المجموعة عن أخبار بعضهم البعض شيئا. ثم يتعهدون هؤلاء الطلاب بالتوجيه وماعليهم فعله في المدارس التي يذهبون إليها...





كذلك، فإن المسؤولة في ناحية، يتغير اسمها عندما تنتقل إلى المحافظة، ثم يتغير مجددا عندما تنتقل إلى محافظة أخرى وهكذا. وبيوت الطلبة أيضا يطلقون اسما ذكوريا على بيوت الطالبات، واسما أنثويا على بيت الطلاب، فتسمع من الطالبات مثلا، أنا اليوم ذاهبة إلى صفوت، ومن الطلاب، أنا ذاهب اليوم إلى عائشة...





علاوة على ذلك فمن المهم أن نتذكر ماجرى في انتخابات الهيئة العليا للحكام والقضاء في شهر تشرين الثاني\نوفمبر من السنة الماضية، فقد رأينا أن مايقرب من 5000 حاكم محسوبين على جماعة فتح الله جولان، قد صوتوا في تلك الانتخابات، فعلينا أن نفكر مليا في ذلك. كذلك ما حصل من فضيحة في عملية السرقة المشهورة بسرقة الأسئلة التي كانت معدة لامتحان القبول في الوظائف الرسمية للدولة في سنة 2010، فما زلنا لانعرف أبعادها وعمقها حتى الآن. بفضل سرقة هذه الأسئلة من قبل جماعة جولان وتوزيعها على عناصرهم، قد دخل الكثير منهم في وظائف الدولة، فلا نعرف أين قاموا بتوظيف هذه العناصر ومتى يستخدمونهم ضد خصومهم.





الضربة الذهبية من الجيل الذهبي





محرد سماعي لدعاء فتح جولان أسرعت لسؤال من هم يهتمون مثلي. أجمعنا على أن هذا ليس دعاء على الخصوم، بل هو تعليمات موجهة، فهل يقوم جولان بالدعاء على اليهود أصلا؟. ولكن ماهي هذه التعليمات ياترى:



1- رسالة إلى قاعدتهم: "نحن مثل تنظيم برقودين أيضا. لم يستطع أحد أن يزيلهم من الوجود على مدار 2700 سنة، كذلك نحن لايستطبع أحد أن يزيلنا"





2- رسالة إلى الأئمة عندهم:" نحن أمام هجمة شرسة. فتنظّموا أنتم مثل البرقودنيين"





3- رسالة إلى السريين:" وهي رسالة لعناصرهم السريين المندسين في وظائف الدولة كما هم البرقودانيين، أن تحركوا ضد الخصوم"





يوجد احتمال آخر؟ فبعد حصول العدالة والتنمية على نسبة 49.5 في الانتخابات الأخيرة، فمن المحتمل أنهم وجهوا رسالة إلى عناصرهم أن دبّروا أمور أنفسكم، فقد تخلى عنا اللوبي اليهودي. وابحثوا لكم عن ميناء جديد. كذلك يرد اسم تنظيم بيرس الإرهابي في دعاء جولان. فقد يكون إشارة إلى مايظهره نائب حزب الشعب الجمهوري أران أردم من تقارب مع تنظيم جولان، وهو كما معروف كان قد صرح في وقت سابق من أنه سيقف بصف إيران في حالة نشوب حرب بين إيران وتركية.





لم يدع تنظيم جولان خلال السنتين الماضيتين فرصة ولا مؤامرة ولا تنظيما إلا تعاون معه من أجل التخلص من أردوغان وحزب العدالة والتنمية. من المؤكد أن فراسة الشعب التركي التي تجلت في الانتخابات الأخيرة بنسبة 49.5% قد جعلت من جولان يفقد صوابه. لذلك لو شاهدنا عن قريب الضربة الذهبية للجيل الذهبي فلا تستغربوا.



#يني شفق
#تركيا
#آراء
8 yıl önce
سيد المكان، لماذا قبّل بقرودين
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية
التحرر من عبودية الأدوات والسعي لنيل رضا الله
هجوم أصفهان