|
بدأ العد التنازلي.. استعدوا للمواجهة

"إن الذين لم يتمكنوا من مهاجمة تركيا، بدؤوا يستهدفون حزب العدالة والتنمية، بدءًا من أحداث "غيزي بارك" إلى ما عد ولا حصر له من الأحداث التي عايشناها ورأيناها جميعًا. واليوم يتم عرض المسرحية ذاتها مرة أخرى، مع ممثلين جدد عبر أحداث مختلفة. على سبيل المثال، القضية في غيزي بارك لم تكن الحفاظ على الأشجار. ومحاولة الانقلاب القضائية في 17-25 ديسمبر/كانون الأول (2013) لم تكن من أجل الحقوق. وأحداث "خندق" لم تكن كما تزعم دفاعًا عن إخوتنا الأكراد. كذلك الأمر محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز لم تكن كما كذبوا من أجل إنقاذ تركيا. ومحاولة إغلاق حدودنا مع سوريا من خلال ممر إرهابي ليست لأجل ما زعموه من حماية حقوق الناس هناك. ولم يكن المال فقط هو القضية في الهجمات التي شنّت على اقتصادنا.. نعم، جميع هذه الهجمات التي شهدناها دون توقف خلال آخر 8 سنوات، كان الهدف منها هو تركيا بشكل مباشر، وكان الهدف هو استقلال ومستقبل ومكاسب الشعب التركي".

هذه هي العبارات التي صرح بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطابه أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية في أنطاليا، بعد عودته من قمة "الناتو" في بروكسل الأسبوع الماضي.

ما قاله الرئيس أردوغان من أنّ "اليوم يتم عرض المسرحية ذاتها مرة أخرى، مع ممثلين جدد عبر أحداث مختلفة" هو الجملة الأكثر أهمية والتي يجب على الجميع التفكير فيها بدقة واهتمام.

لقد مرت 5 سنوات على محاولة الانقلاب في 15 يوليو/تموز. في هذه السنوات الخمس، قطعت أشواطٌ كبيرة مع وجود عيوب وأخطاء. وأيا كان من يقف وراء منظمة غولن الإرهابية، فقد بدأت أقنعتهم تتساقط تدريجيًّا. حتى الولايات المتحدة لم تعد قادرة على إنكار أنها هي من تقود هذه المنظمة الإرهابية.

هل لا تزال هناك محاولات من الداخل؟ هل ما زال إرهابيو غولن يبحثون عن الأمل، نعم هم كذلك. مهرطق بنسلفانيا (مقر إقامة زعيم منظمة غولن الإرهابية) يقوم بتحديث لعناته. لكن مهما فعلوا فإن المنظمة البالغة من العمر 50 عامًا باتت على وشك الانهيار.

هل فقط منظمة غولن الإرهابية ستنهار؟ بالتوازي مع ذلك، فإن منظمة بي كا كا الإرهابية أيضًا في طور الانهيار. حيث قلَب انتصار المقاومة على محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز رأسًا على عقب العديدَ من السيناريوهات متعددة الجنسيات بشأن تركيا.

بعد أن بدأت حملة تطهير منظمة غولن الإرهابية، التي كانت تسللت إلى جميع مفاصل الدولة، تمكنت تركيا من شنّ الهجوم خارج حدودها وتحقيق انتصارات على جميع الجبهات. ومع عملية درع الفرات، وعمليات غصن الزيتون ونبع السلام، تلقت تنظيمات داعش وبي كا كا الإرهابية ضربات موجعة.

كما انتهى احتلال قره باغ الذي دام 30 عامًا.

وفي شرق البحر الأبيض المتوسط، لا يمكن لأحد أن يفكر بمحالة التعدي على حقوقنا بعد الآن.

أصبحت الاتفاقية مع ليبيا سند ملكية لوجودنا في شرق البحر الأبيض المتوسط.

لقد أصبحنا مصدر ثقة مع وجودنا في كل دولة صديقة من الصومال إلى قطر.

لا شك أن لكل ذلك ثمنه بالطبع. والمنزعجون من ذلك قد بدؤوا بالفعل بالتحرك عبر أذرعتهم الداخلية.

يذكر جون بيركنز صاحب كتاب "اعترافات قاتل اقتصادي"، في كتابه قائلًا "نحن القتلة الاقتصاديين ماكرون. لقد أخذنا الدرس من التاريخ. لا نحمل السيوف، ولا نرتدي اللباس المدرع. بل نحن نشبه البيروقراطيين والمصرفيين في واشنطن وباريس. نقوم بجولة في مواقع المشروع ونزور القرى الفقيرة. نتحدث عبرالصحافة المحلية عن الأشياء الجيدة التي نقوم بها. ومن النادر جدًّا أن ننغمس في شيء غير قانوني. وعلى الرغم من أن نظامنا يقوم على الخداع إلا أنه قانوني بحكم التعريف".

ويتابع بالقول "إلا أننا لو فشلنا، فإنّ أبناء آوى (الاستخبارات، وكالة الأمن القومي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكيتين) يتدخلون. فأبناء آوى ينتظرون على أهبة الاستعداد. وعندما يحدث ذلك فإن رؤساء دول يُطاح بهم أو يُقتلون ضمن "حوادث" كوارثية. وإذا ما فشلت أبناء آوى ذاتها، فيتم إرسال الشباب الأمريكيين للموت والقتل".

كانت الهجمات على الاقتصاد التركي في أغسطس/آب 2018 هي بالضبط من نوع الهجمات ذاتها التي تحدث عنها جون بيركنز. علاوة على ذلك، عندما بدأت جائحة كورونا احتفلوا. وخلال مرحلة هذه الجائحة وتداعياتها كانوا يفركون أيديهم وينتظرون رحيل الحكومة أو سقوطها. لا، لم ينتظروا، بل بذلوا الكثير من الجهد لجعل الأمور تتجه نحو الأسوأ، وتعطيل أي جهود لمكافحة جائحة كورونا عبر الأكاذيب والتلاعب. وعندما نجحت تركيا بتحقيق انخفاض في الحالات بدا الحزن على وجوههم، وتحطمت آمالهم مع ظهور اللقاحات، وخرجوا عن السيطرة تمامًا مع سيطرة تركيا على الجائحة.

أعتقد أننا في مرحلة ما وراء ما صرّح به الرئيس أردوغان، من أنّ "اليوم يتم عرض المسرحية ذاتها مرة أخرى، مع ممثلين جدد عبر أحداث مختلفة". فالقتلة الاقتصاديون قد فشلوا، وقد دخل أبناء آوى إلى الساحة.

هناك العديد من الأحداث التي تشير إلى دخول أبناء آوى إلى الخط، بدءًا من العملية التي بدأت من خلال زعيم المافيا والمنظمة الإجرامية "سادات بكر" الذي وقع في أيدي المخابرات متعددة الجنسيات في دبي، إلى غير ذلك من خطوات عدة تشير إلى بدء مرحلة أبناء آوى.

وإننا نعلم ماذا سيحدث إذا لم تنجح أبناء آوى. فهناك جناح لهم في الداخل لا يزال عالقًا ويرى أن دوره قد حان. لكن لا يمكن التكهن بمتى سيتحرك هذا الجناح، الذي يمكن أن يظهر في الجيش أو القضاء أو الشرطة أو البيروقراطية رفيعة المستوى. لكن العد التنازلي قد بدأ بالفعل، ويجب أن نكون مستعدين في أي لحظة كما أن المواجهة قد بدأت بالفعل.




#تركيا
#أردوغان
#غولن
3 yıl önce
بدأ العد التنازلي.. استعدوا للمواجهة
إبادة غزة.. المهمة الحضارية الجديدة لبريطانيا والولايات المتحدة
هل رؤية حزب الشعب الجمهوري للجامعات تتفق مع رؤية تانجو أوزجان؟
أولياء بخارى
المجلس السياسي لحزب العدالة والتنمية لربع قرن
دروس وعبر من الانتخابات