|
اتفاق "بريكست" يطغى على طاولة تحالف "الستة"

عقد تحالف الأحزاب "الستة" المعارضة اجتماعًا على طاولتهم السداسية من أجل "النظام البرلماني المعزز" الذي أعلنوا عنه في 28 فبراير/شباط، لكنهم لم يتمكنوا من تقديم نص يصف النظام الذي أشادوا به. واختتموا الاجتماع في ذلك التاريخ بالتوقيع على بيان مشترك. واحتوى بيانهم الكثير من التأكيدات على اتباع معايير الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا. وكان من اللافت للنظر أن البيان المتعلق بالنظام البرلماني المعزز، ركز وأكد بشكل مبالغ فيه على اتباع معايير الاتحاد الأوروبي.

وما وراء الكواليس، اتخذ هذا البيان المنكه بالاتحاد الأوروبي بعدًا جديدًا تمامًا مع التصريحات النارية الذي أدلى بها وزير الداخلية سليمان صويلو حيث قال: "قبل التوقيع على نص البيان، تم نقله من قبل زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو، إلى سفير إحدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لدى أنقرة، عن طريق سفير متقاعد، ومن ثم تم الإعلان عن النص بعد إجراء التصحيحات والتعديلات اللازمة عليه من قبل السفير".

وبتحدٍ، أصر صويلو على تكرار هذا الادعاء لكن الأعضاء المنتظمين في الطاولة السداسية تجاهلوه ولم يدلوا ببيان حول هذا الموضوع. لم ينكروا ولم يعترفوا. بقوا فقط في وضع "الرجل الذي كان خائفًا وهو يسير في المقبرة في الظلام ويحاول التغلب على خوفه من خلال الغناء بصوت عالٍ". مرت الأشهر، ولم يصدر أي صوت من الطاولة السداسية. أعتقد أنهم يصلون من أجل أن ينسوا. سنرى ما إذا كانت صلواتهم مستجابة بعد العيد.

الآن دعونا نجلس في مقاعدنا، ونستند للوراء ونعيد الفيلم لبعض الوقت. لأن أمامنا الكثير من أيام المرح تنتظرنا. إذا نظرنا إلى توقيت زيارات كليجدار أوغلو إلى ألمانيا، الذي يعرف الجميع محادثاته مع ألمانيا، يمكننا فهم بعض الأشياء بشكل أفضل.

الرجل الذي تعتمد عليه برلين

زيارة كليجدار أوغلو إلى ألمانيا قبل "مؤامرة الأشرطة" عام 2009 مشهورة جدًا. ومن المثير للاهتمام أيضًا أنه زار ألمانيا في سبتمبر/أيلول 2010 بعد انتخابه رئيسًا لحزبه. وبعد تلك الزيارة، تحسنت العلاقات مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني والتي كانت متدهورة خلال فترة تولي زعيم الشعب الجمهوري السابق دنيز بايكال. وحملت حينها تقارير "دويتشه فيله" الألمانية عنوان "حزب الشعب الجمهوري والحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني تصالحا".

كان طريق كليجدار أوغلو يقع في مسار ألمانيا، حتى قبل الانتخابات الرئاسية عام 2014. وهذا هو المكان الذي يتم فيه ذكر فكرة "مرشح توافقي" لأول مرة. وحل كليجدار أوغلو ضيفًا على ألمانيا قبل الانتخابات الرئاسية في عام 2018. كما أنه سلك طريق ألمانيا قبل الانتخابات المحلية في مارس/أذار 2019. ومن الضروري النظر إلى تلك التواريخ وما قيل قبل وبعد زيارات كليجدار أوغلو لألمانيا.

هو كان سفيرًا، كان سفيرًا إلى ألمانيا

ستقولون، "لماذا الآن تذكرنا بألمانيا كثيرًا؟

والسبب هو أن كليجدار أوغلو قدم للسفير الألماني نص بيان الأحزاب الستة ليجري التعديلات عليه قبل الإعلان عنه. ما العيب في ذلك؟... كان كليجدار أوغلو يتعامل مع الألمان منذ البداية، هل من الغريب أن السفير الألماني قد تفحص نص البيان؟ أستطيع سماعكم تقولون. نعم، أنت محق في ذلك أيضًا. ولكن هناك بُعد آخر لهذه المسألة.

ذهب أكرم إمام أوغلو، الذي يتمنى بشدة الترشح للرئاسة، إلى اجتماع "عشاء" مع السفير البريطاني. بواسطة كاسحة الثلوج دون أن يأبه بردود الفعل القادمة. لنلاحظ الآن، أن كلًا من الولايات المتحدة وبريطانيا تريدان تغيير السلطة في تركيا. كما أن ألمانيا تريد ذلك نيابة عن الاتحاد الأوروبي.

إنهم يتفقون ضد أردوغان لكن يختلفون بشأن مرشحهم. خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عبر اتفاق "بريكست" المعروف لذلك هي تبحث عن مرشح ليكون رفيقها. بالمقابل، تريد ألمانيا إبقاء الاتحاد الأوروبي واقفاً على قدميه وتريد مرشحًا ودودًا. من ناحية أخرى، تلعب الولايات المتحدة في كل مكان بسياستها المعتادة.

إمام أوغلو، أمل بريطانيا

أفاد أكرم إمام أوغلو أن زعيم حزبه كمال كليجدار أوغلو لم يكن على علم بالعشاء الذي أقامه مع السفير البريطاني قائلًا : “لماذا سيكون على علم باللقاء؟ هل عليه أن يتابع الطعام الذي أتناوله؟".

وفي هذا الصدد، أدلى كمال كليجدار أوغلو بتصريحات تتناقض تمامًا مع تصريحات أكرم إمام أوغلو قائلًا: "كنت على علم بأن السيد أكرم قد حضر العشاء مع السفير البريطاني، ومن الطبيعي أن يبلغ السيد أكرم رئيس حزبه عند اتخاذ قرارات هامة".

كما ترون، طغى اتفاق "بريكست" على طاولة المعارضة السداسية. وهذا الموضوع يتحمل الكثير من المناقشة والتحدث عنه. فهناك أعضاء من تنظيم غولن الإرهابي في ألمانيا، وأعضاء من غولن الإرهابي في بريطانيا. من هم الداعمون لهم؟ علينا فقط أن ننتظر ونرى. في غضون ذلك، اسمحوا لي أن أقدم لكم تحذيرًا صغيرًا بشأن أعضاء تنظيم غولن الإرهابي في ألمانيا. فالإرهابي مصطفى أوزجان هو من يرأسهم. والذي يعمل بأسلوب ملتوٍ عبر سياسة «الضرب تحت الحزام»، وليكن ذلك ما قدمته معروفًا صغيرًا للمعارضة المؤيدة لاتفاق "بريكست".

في رعاية الله أخي إبراهيم، أتمنى لك التوفيق

كان ذلك في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2013 ، غادرت مبنى إدارة وكالة الأناضول الرسمية في ولاية صامصون ومشيت بضع خطوات في شارع المزرعة هناك، هاتفني أخي إبراهيم قراغول، رئيس تحرير صحيفة يني شفق آنذاك، ليقول لي: "لقد بدأت المعركة، والصراع صعب، فماذا تفعل في صامصون، دعنا نعمل معًا؟"

لم يكن ذلك في ليلة محاولة الانقلاب خلال الفترة بين 17 أو 25 ديسمبر/كانون الأول بعد، لكن لم ينته العام حتى بدأ تنظيم غولن الإرهابي أولى هجماته الدنيئة وأظهر وجهه القبيح.

قلت له "حسنًا"، وفي نهاية العام، قررت مغادرة وكالة الأناضول الرسمية في ولاية صامصون والذهاب إلى صحيفة يني شفق لأكون ممثلًا عنها في أنقرة.

لقد واجهت صحيفة يني شفق صراعات كبيرة تحت قيادة رئيس تحريرها إبراهيم قراغول. من أحداث غيزي بارك 2013 إلى محاولة الانقلاب خلال الفترة بين 17-25 ديسمبر/كانون الأول، ومن محاولة الانقلاب الفاشلة 15 يوليو/تموز إلى الهجمات الإرهابية المالية عام 2018. وفي غضون هذه الأحداث، أخذ أخي إبراهيم قراغول بيد الجميع وقدم الدعم لهم. وحتى عندما غادر بشكل مفاجئ منصب رئيس التحرير، وأستلمت الراية منه، لم يبخل أبدًا في تقديم خبرته ودعمه.

والآن، وبشكل مفاجئ ، قال: "لن أكتب بعد الآن". أعلم أنك لن تبخل في تقديم دعمك وخبرتك مرة أخرى.

في رعاية الله أخي إبراهيم، أتمنى لك التوفيق.

#أكرم إمام اوغلو
#كليجدار أوغلو
#تحالف الستة تركيا
#تركيا
#بريكست
#بريطانيا
٪d سنوات قبل
اتفاق "بريكست" يطغى على طاولة تحالف "الستة"
إبادة غزة.. المهمة الحضارية الجديدة لبريطانيا والولايات المتحدة
هل رؤية حزب الشعب الجمهوري للجامعات تتفق مع رؤية تانجو أوزجان؟
أولياء بخارى
المجلس السياسي لحزب العدالة والتنمية لربع قرن
دروس وعبر من الانتخابات