|
هنالك الكثيرون من أمثال "كاراسو" اليوم، ولكن لا يوجد عبد الحميد

يصف شاعر الاستقلال محمد عاكف أرصوي، الغربيين في قصيدته "جنق قلعة"، قائلًا: "لو لم يسقط القناع لظل ذلك الوجه كارثة علينا / وما يُسمّى بالحضارة ليس سوى الغدر ".

تعيش رئيسة الحزب الجيد التركي المعارض، ميرال أكشنار، الحالة ذاتها التي كشف عنها الشاعر أرصوي في قوله "لو لم يسقط القناع". فهناك ما حدث للسيدة ميرال التي كانت تُعرف بأنها قومية محافظة. لقد تجاوزت حدود الحركة التركية من دون الإسلام نحو إهانة أجدادنا ونبينا وجعل ذلك أمرًا عاديًا.

في البداية، خلال اجتماع مع الكتلة البرلمانية في حزبها، لوّحت أكشنار بكتاب "المعلومات المدنية"، لآفت، وقالت: "حينما سنصل للسلطة، سنضع هذا الكتاب في المناهج الدراسية منذ المرحلة الابتدائية".

الكتاب الذي لوحت به أكشنار، يبهت سيدنا النبي بأنه صاحب عنصرية عربية، بينما يصف الدين الإسلامي بأنه "الدين الذي اخترعه محمد". كما يحوي الكتاب عبارات مسيئة بحق الخلافة وكذلك السلطان ياووز سليم، حين الحديث عن وصول الخلافة للعثمانيين.

نعود لأكشنار، وفي جلسة أخرى مع الكتلة البرلمانية لحزبها، استهدفت بكلامها هذه المرة السلطان عبد الحميد االثاني. حيث دافعت السيدة أكشنار عن افتراءات كل من الاتحاديين والطاشناق والصهاينة بحق السلطان عبد الحميد، كما ردّدت عبارات كانت شعارًا للعصابات الأرمنية، من قبيل: "يسقط الاستبداد، تعيش الحرية والعدالة والمساواة والمشورة".

حينما وجدت أكشنار الميدان خاليًا دون رد، واصلت إساءتها دون توقف، لتقول هذه المرة على سبيل الإساءة أن "عبد الحميد اليوم هو أردوغان"، وبذلك تكون أكشنار قد كشفت عن الحالة النفسية التي تعتريها تجاه الرئيس أردوغان.

لقد سقط القناع وانتهى الأمر، ولم يعد هناك شيء لتقوله أصلًا أكشنار. وهي تعلم أنها لن تكون قادرة على ممارسة التقية بقناع جديد أمام هذا الشعب. ولذا فمن الآن فصاعدًا، سنرى من زعيمة الحزب الجيد المزيد من السلوكيات الهدّامة التي تستهدف عصب هذه الأمة. لا توجد فرصة أخرى أمامهم.

حينما قالت أكشنار: "عبد الحميد اليوم هو أردوغان"، فهي تكشف عن موقفها بوضوح، وكأنها تقول: أردوغان شخص يجب أن يُطاح به، ونحن ضد أردوغان على نفس المبدأ الذي سار عليه الاتحاديون وتركيا الفتاة والطاشناق والصهاينة من أجل الإطاحة بالسلطان عبد الحميد.

من جانب آخر، تريد أكشنار أن تقول بأن هناك سببا لتعاونهم مع حزب الشعوب الديمقراطي، ولذلك تحاول القول: "لا تستكثروا ذلك علينا".

السيدة أكشنار تقول الحقيقة بالفعل. فأحفاد من أطاحوا بالسلطان عبد الحميد بالأمس، يقفون اليوم في وجه أردوغان على ذات المبادئ وأسباب التعاون ويريدون الإطاحة بأردوغان الذي يرونه نسخة عن السلطان عبد الحميد.

في المقابل، هناك اليوم من هم مهووسون بأشخاص مثل آرام أفندي، وإيمانويل كاراسو، وأسعد باشا، وعارف حكمت باشا، ويتوقون بشكل كبير لتطبيق أساليبهم من جديد. نعرف كل ذلك.

السيدة ميرال تنظر إلى نفسها وترى أنها تمثّل اليوم آرام أفندي، وكاراسو. وهو تشبيه صحيح للغاية بالنسبة لك، لكن هناك أخبار سيئة لن تسرّك، وهي أن عبد الحميد الثاني ليس موجودًا اليوم. لا سيما أردوغان، فهو بالتأكيد ليس عبد الحميد الثاني أبدًا.

وفي الحقيقة أنت من بين الأشخاص الذين يعرفون ذلك بشكل أفضل، فقبل محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز كنت تقولين: "سأصبح رئيسة للوزراء". حيث كنت تعتقدين أن بإمكانك الإطاحة بأردوغان الذي كنتم تنظرون إليه على أنه نسخة من السلطان عبد الحميد.

لكن ما الذي حدث لأمثال محمود شوكت باشا بعد ذلك؟ تجدونهم في السجون ولن يروا ضوء الشمس مرة أخرى.

نعم اليوم نجد الكثير من أمثال آرام أفندي، وإيمانويل كاراسو، لكن من يقف بوجههم ليس عبد الحميد. ولكن إذا أردنا تشبيه أردوغان بواحد من السلاطين العثمانيين، فيمكننا أن نشبهه السلطان محمد الأول (تشلبي محمد)، ولذلك فما يتوقعونه من دمار لن يحدث بالتأكيد، بل سيجدون من وراء محمد جلبي، الكثير من أمثال الفاتح وياووز وسليمان.

#كراسو
#عبد الحميد
2 yıl önce
هنالك الكثيرون من أمثال "كاراسو" اليوم، ولكن لا يوجد عبد الحميد
إيران.. خطر لم ندرك حجمه بعد
إبادة غزة.. المهمة الحضارية الجديدة لبريطانيا والولايات المتحدة
هل رؤية حزب الشعب الجمهوري للجامعات تتفق مع رؤية تانجو أوزجان؟
أولياء بخارى
المجلس السياسي لحزب العدالة والتنمية لربع قرن