|
ألم يمكن الوقوف على أصعب الجبهات خيارنا؟ فمتى رأونا نسترحم الآخرين؟!
هل يمهد الموقف الأخير من قضية القدس الطريق أمام استفاقة العالم الإسلامي وإحيائه وعودة اكتسابه القوة ووالشجاعة؟ هل يضع حجر الأساس لمحور مقاومة جديد يوقف موجات الاحتلال الغربي التي دمرت منطقتنا؟ هل يستقيظ المسلمون لمواجهة تلك الموجة المدمرة التي لا تستهدف أراضيهم ومدنهم فحسب بل تستهدف كذلك قيمهم ورموزهم؟ هل سيتسترون على الفضيحة الإقليمية التي تورط بها بعض الزعماء والأنظمة التي احتمت بأمريكا وإسرائيل وبريطانيا من أجل حماية عروشهم؟


هل يكون سببًا في زلزلة عروش أولئك الزعماء العرب الشباب الذين عقدوا اتفاقات سرية مع أمريكا وإسرائيل لبيع القدس ووضعوا مكة والمدينة كذلك على طاولة المساومات، ويجعل المنطقة تستفيق وتتحرك؟ هل يقلب رأسها على عقب الفخ الذي نصبه أولئك الأمراء لشعوبهم وبلدانهم ومنطقتهم ودينهم وتاريخهم؟ أولئك الأمراء من أتباع الإنجليز واستخباراتهم الذين تطاولوا على القادة الذين دافعوا عن المدينة وعلى أبناء الأناضول الذين قاوموا الاحتلال الغربي قبل مائة عام على جبهات فلسطين وقناة السويس واليمن والعراق وسوريا.


ربما نشهد حدوث كل هذا، بل سيحدث... إننا نؤمن ببدء تحول تاريخي جديد، نرى صعود جيل يدافع حتى الموت عن المنطقة في مواجهة من يبيع الأرض والعرض، نرى أن ذلك الجيل يؤسس تدريجيا عقلا سياسيا وشعورا اجتماعيا جديدا. وإذا ما نجحت الحساسية التي أظهرها المسلمون تجاه القدس، بزعامة تركيا ورئيسها أردوغان، ودعم الدول الإسلامية واهتمامها بالقضية، جعلت الولايات المتحدة، القوة العالمية الكبرى، تركع وتفضح وتعزل عن العالم وتفقد رصيدها الدولي؛ فيمكننا القول أن تلك الجبهة السياسية بدأت تتشكل بالفعل.


تبدأ بالدفاع عن القدس، وحماية مكة والمدينة، واحترام مدننا القديمة، وتحرير بلادنا، وبهذه الطريقة يكون دفتر القرن العشرين قد أغلق، وتكون مخططات من مزقوا جسد الدولة العثمانية لإعادة رسم خريطة المنطقة قد أفسدت، ذلك أننا نعلم أن من روجوا على طاولات المساومات لمقترحات خرائط تقسيم دول المنطقة سيغرقون في بحر مشاكلهم الداخلية كما سيخسر شركاؤهم في المنطقة سلطتهم، نعلم أنهم لن يكون لهم مكان في تاريخ القرن الحادي والعشرين ولن يقدروا على التواجد في عصر الصعود الجديد.


إن القرار الصادر بشأن قضية القدس في قمة إسطنبول التي أقيمت بدعوة من تركيا يعتبر تحدّ للعالم الغربي الإمبريالي، كما يعد القرار الصادر بعد ذلك مباشرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة إذلالا لأكبر قوة مهيمنة في العالم الغربي وأولى خطوات محو الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط، بل إنه يعتبر مثالا على الشجاعة، ولا ريب إن ذلك سيستمر. وهذا ما نطلق عليه مصطلح "تحول مجرى التاريخ"، نطلق عليه "بدء تركيا لعصر صعود جديد"، نطلق عليه "نقل التقليد العثماني والسلجوقي إلى حاضرنا"، نطلق عليه "نضج الجيش المدافع عن مقدسات الإسلام والقوة التي تحمي بلادنا".


لقد سقطت الراية قبل مائة عام على هذه الأراضي، وها هي الآن ترتفع من جديد كذلك على هذه الأراضي. إنه قدر حمل إلى أكتفانا، قدر دولتنا وشعبنا ومنطقتنا. ولهذا السبب فقد بدأ النضال دوما هنا على أرض الأناضول، وها هو يبدأ من جديد، وسيقوى بمرور الزمن. إننا هنا مرة ثانية نقف في الصف الأول لجبهة تصفية الحسابات.


ألم نقف دائما في ذلك الصف؟ ألم نقاتل دوما في أولى الجبهات؟ ألم يكن الوقوف على أصعب الجبهات خيارنا؟ فمتى رأونا ننحني أمام الصعاب؟! ومتى رأونا نصنع التاريخ ونحن نطلب العفو أو الرحمة؟!


نحن هنا، وسنظل إلى الأبد! 

#قراغول
#تركيا
#العالم الإسلامي
#أردوغان
٪d سنوات قبل
ألم يمكن الوقوف على أصعب الجبهات خيارنا؟ فمتى رأونا نسترحم الآخرين؟!
إبادة غزة.. المهمة الحضارية الجديدة لبريطانيا والولايات المتحدة
هل رؤية حزب الشعب الجمهوري للجامعات تتفق مع رؤية تانجو أوزجان؟
أولياء بخارى
المجلس السياسي لحزب العدالة والتنمية لربع قرن
دروس وعبر من الانتخابات