|
"المعارضة المتحفظة وتحريض البيئة المتحفظة" للإضرار بالخلية المركزية..
لا شك أن عام 2016 كان من أكثر الأعوام المرة التي تعرض لها تاريخ السياسة التركية، حيث تعرضت الجمهورية التركية إلى أضخم اعتداء خارجي منذ تأسيسها، ولا شك أنه كان اعتداء دوليًّا تمتد جذوره إلى عهد الدولة السلجوقية، ولكن الهوية التاريخية والوعي الجغرافي وخط المقاومة القومي الذي أطلق الحملة الازدهارية لدولة تركيا تمكن من التغلب على هذا الاعتداء.


وعصر الازدهار هذا تمكن من نصر تحدي الاستقلال الذي تبذله دولة تركيا وأعلن نصره أمام العالم بعد أن أنشأ أساس النجومية لدولة تركيا.


إنها تركيا التي انطلقت وفق بُعدها المحلي والدولي والتغلب على الأوهام السياسية الداخلية وذلك اعتبارًا من نصر 16 تموز/يوليو، بيد أن تاريخ السياسة التركي حتمًا أنه سيعتمد على نصر 16 يوليو/تموز في كل خطوة سيخطوها اعتبارًا من تلك اللحظة.


العلاقة السرية بين منظمة بي كا كا ومنظمة غولن الإرهابية ومؤشر التدخل في عام 2018

قد يكون عام 2018 هو آخر عام للمقاومة التركية ولكنه سيكون عامًا مليئًا بالمحن في السياسة الداخلية التركية، وبعد الآن لن تكون تركيا التي يمكن السيطرة عليها بالإرهاب والتدخلات الخارجية والانقلابات الاقتصادية والتصفيات السياسية والتدخلات العسكرية ولن يمكن تقييدها عن طريق تجزئة الدول المجاورة، ولن تستطيع القوات الخارجية أن تحاول ذلك بعد الآن لأنها ستدرك بأنه لا جدوى لهذه الأساليب.


لكن سيستمر الدعم الخارجي لمنظمة غولن الإرهابية ومنظمة بي كا كا، والنقطة الخطيرة التي وصلوا إليها هي فرضهم علينا من الداخل  حسابًا أعمق وأدقّ  وذلك عبر "الدعم السري" لهذه التنظيمات، أي الخطورة هي في وجود محاولات حول إلحاق الضرر بالخلية المركزية الخاصة بالازدهار التاريخي الجديد.


موجة المعارضة المتحفظة والجبهتين الأساسيتين

لذا سيخطط إلى إنشاء موجة معارضة جديدة بهوية "متحفظة" بدلًا من الهويات الطائفية والمذهبية مثل حزب الـ جي هي بي والـ "هي دي بي" (حزب الشعوب الديمقراطي) وبذلك سيتمّ التخطيط إلى مؤامرة لتنطلق من المركز الداخلي.


لأنه لم يعد في تركيا أي موجة سياسية ضاغطة خارجة عن الهوية والتوجه الاجتماعي الذي يبني الآن أسس مرحلة الازدهار لدولة تركيا وينشئ القيادة السياسية، فكل ما يجري حولنا والتدخلات التي تستهدف الدول المجاورة هي تحت هدف إعادة تصميم المنطقة، ولا شك أن المقاومة المحلية تجاه هذه التدخلات أدت إلى نشوء محورين سياسيين أساسيين، محور يساند الوقفة الوطنية والمحلية والقومية من جهة ومحور يدعم التوجهات الدولية من جهة أخرى.


إنه عصرالادعاءت والأبحاث التاريخية

ستضعف كافة القوالب الأيديولوجية في هذا العصر الجديد، وذلك ليس في تركيا فقط بل في جميع العالم، والدول الآن تركز على تقوية المجالات القيادية والخطوط الدفاعية للحصول على حصة أكبر من القيادة العالمية، هذا هو الحال بالنسبة إلى أمريكا وروسيا والصين وكافة الدول الأوربية.


لاحظوا إلى الدول الأوربية إنها تخلت عن كافة أبحاثها التي أصدرتها بعد الحرب العالمية الثانية، فهي الآن تخلت عن كافة مفاهيم الديمقراطية والحرية ولا أحد منهم يبالي بالاتفاقات الدولية من هذه الجهة لأن العالم في طريقه إلى مواجهة عصيبة وكل دولة تتهيأ إلى هذه المواجهة وكل دولة بناءة تعود مع أقوامها إلى أبحاثها التاريخية وبطولاتها السابقة.


"عملية داخلية"

تركيا التي نهضت بعد أن أغلقت كرّاسة القرن العشرين وفي تلك اللحظة تمامًا بدأت بمواجهة الاعتداءات الثقيلة، لذا لم يعد لدى القوات الخارجية خيار في عام 2018 سوى "التدخل من الداخل"، وكان من الضرورة أن يكون ذلك التدخل تحت "هوية متحفظة" لأنه لم يعد أي إمكانية لدى أي هوية سياسية إيقاف هذه المسيرة.


منذ عام 1990 ترجح أمريكا والدول الغربية اختيار "الهوية الإسلامية" في تشكيلها للتنظيمات الإرهابية، ولا شك أنّ كافة التنظيمات الإرهابية التي تم تشكيلها وتسليطها على الدول الإسلامية خلال العقود الثلاثة الأخيرات هي من الهوية الإسلامية ماعدا منظمة بي كا كا والتنظيمات القديمة، لذا تمّ استعمال العناصر الإسلامية في مبدأ "محاربة الإسلام"، حيث أنّ هذه التنظيمات هي من هيأت للحروب الداخلية والعمليات الاحتلالية وهي من فتحت الطرق أمام الجيوش الغربية لأنهم تم تشكيلهم في الأصل لهذا الهدف.


مبررات "بريئة" وروابط خارجية تدفعنا إلى البحث بأدقّ التفاصيل

بعد انتهاء صلاحية التنظيمات الإرهابية في محاولات إيقاف الدول والتكوينات السياسية بدأ عصر تحريض الموجات المتحفظة، سنواجه بعد الآن تشكيلات من البيئة الديمقراطية هدفها تسهيل سير التدخلات الغربية دون التطرق إلى الأساليب العنيفة، ولاحظوا بدء تداول هذا الأسلوب في تركيا والدول المحيطة.


أما عنا فسوف نراقبهم في عام 2018.


 سنتابع مدى  تطور محاولات "التدخل الداخلي من قبل الفئة المتحفظة" دون أن نهمل أدقّ التفاصيل لذا على الجميع أن يحدد مكانه وصفه.


سوف يتمّ الكشف التدخل عن الخارجي والسيطرة عليه

وبالأخص أنبه البيئة المتحفظة لتثبت أقدامها على "المحور التركي" كي لا تكون أداة سياسية داخلية في "العملية الداخلية" لأن تركيا هي ضمن محاسبة و مقاومة كبيرة، ولا شك أن هذه الحسابات تدار بالادعاءات منذ آلاف السنين في جميع العالم.


وفي هذه الظروف فإن أي جهة تستفيد من ظل حسابات القوات الاستبدادية التي تطمع بإيقاف تركيا تعتبر من الجهات خارجية، لذا فإن الاعتداء الدولي التي واجهته تركيا في عام 2016 سوف تواجه جانبه السياسي خلال عام 2018، ولكن سيتم الحكم على هذا "التدخل الداخلي" بأنه "تدخل خارجي".


"إيقاف أردوغان عن طريق المعارضة المتحفظة"

لا يوجد أمامنا خيار سوى الوقوف مع تركيا ومدها بالقوة، وسوف نسير في هذه المسيرة مهما كان ولكن كل من وقف في المسار الخاطئ من هذه المسيرة وحاول أن يعطي دورسًا لتركيا لإرضاء الغير حتمًا سينساه التاريخ كما حصل طيلة ألف عام في تاريخ تركيا السياسي.


أما نحن سوف نستمر بالوقوف في الصف الأمامي للجبهة الصانعة للتاريخ.


لذا على البيئة المتحفظة خاصة أن تحرص كل الحرص كي لا تكون أداة للتدخل الدولي الذي يخطط إليه، ولا أحد يحاول تسويق حساباته الاستبدادية تحت ظل الهوية المتحفظة... إننا كشفنا مؤامرة "طمعهم بإيقاف أردوغان عن طريق تحريض البيئة المتحفظة".

#إبراهيم قرا غول
6 yıl önce
"المعارضة المتحفظة وتحريض البيئة المتحفظة" للإضرار بالخلية المركزية..
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية
التحرر من عبودية الأدوات والسعي لنيل رضا الله
هجوم أصفهان