|
ستنهار "خريطة الشر" لأنّنا نعلم جيدًا أنّ هذا دفاع عن الوطن!
إن العملية التي بدأتها تركيا في عفرين، ويجب مواصلتها كذلك في منبج وشرقي الفرات، هي دفاع مشروع عن النفس، فنحن أمام دفاع عن الوطن، وأمام كفاح قومي.


وإذا كنا قد خضنا حرب استقلال من أجل المحافظة على أراضي الأناضول بعدما هزمنا على جميع الجبهات في الحرب العالمية الأولى، فإننا اليوم نخوض حرب استقلال جديدة من أجل صيانة أراضي الأناضول. ذلك أن ما حدث قبل مائة عام كان إنقاذا للأناضول، وما يحدث اليوم هو دفاع عن الأناضول ومحافظة عليه.


إن جميع القوانين والمعاملات والأخلاق الدولية تدعم شرعية هذه العملية التي تهدف إلى دفاع دولة عن أراضيها. وما تلقيناه من ردود أفعال من واشنطن والعواصم الأوروبية، وحتى طهران، ما هي إلا ردود أفعال خبيثة النية ومنافية للأخلاق. فجميع الدول التي أعربت عن استيائها من العملية تنفذ عملياتها الخاصة على الجانب السوري من حدودنا الجنوبية، ومعظمها يحتل البلاد ويشعل فتيل الحروب الأهلية. وفي ظل هذا المناخ، فإن الدعم السري الذي تقدمه بعض البلدان، مثل السعودية والإمارات، إلى تنظيم بي كا كا الإرهابي يعتبر أمرًا منافيًا للأخلاق بالقدر عينه.


أمريكا تكرر للمرة الثانية: لم نكتب التاريخ ونحن راكعون!

لقد رأينا نموذجا سابقا لمحاولة الولايات المتحدة ضرب تركيا من خلال تنظيم إرهابي يوم 15 يوليو/تموز 2016. وهي تكرر الشيء ذاته اليوم شمالي سوريا حيث تهاجم تركيا بواسطة تنظيم إرهابي. وإذا كان إصرارهم على فعل ذلك، رغم التحذيرات المتكررة، أمرا غير أخلاق وقانوني، فهل محاولة تركيا الدفاع عن نفسها أمر يثير القلق؟ فنحن، أيها السادة، أمام مثال صريح للوقاحة ومحاولة تضليل العقول.


لطالما صنعت تركيا التاريخ فوق هذه الأرض على مر الألف عام الماضية عن طريق رسمها طريقها بنفسها، وكذلك اليوم لن تضطر للدفاع عن نفسها بعد الحصول على موافقة الآخرين؛ إذ إنها ليست من الدول التي تخاف أو تركع أو حتى تتوسل بعد تهديدها بتنظيمات إرهابية ذات تمويل معلوم مثل بي كا كا وداعش. فنحن لم نتوسل، ولو لمرة واحدة، فوق هذه الأرض لأحد على مر مئات السنين، فليس لدينا تقليد كهذا.


إن أمتنا ليست أمة تكافح من أجل البقاء عن طريق الركوع أو طأطأة الرأس أو الانحناء في وجه الصعاب، فجيناتنا السياسية وعقلنا السياسي ووعينا الاجتماعي لا يسمح بذلك أبدا. ولقد شهدت كل أقاليم الدولة العثمانية مقتل الملايين من العسكريين والمدنيين قبل الحرب العالمية الأولى وبعدها، لكن البكاء والأنين لم يعرفا لنا سبيلا.


مخطط "جبهة تركيا": لن نسمح بفتح هذه الجبهة!

لن نفعل هذا مرة ثانية مهما كانت هوية من نواجه، حتى لو كانت الولايات المتحدة هي من نواجهه، بل سنواصل مسيرتنا السياسية المتواصلة منذ أيام الدولة السلجوقية لحماية بلادنا ووطننا وشعبنا دون الحصول على موافقة أحد أو اللجوء لحماية أو تفهم أي دولة. لأنه لا يمكن لأي دولة أن تغض الطرف عن تهديد يتنامى على حدودها، لا سيما إذا كان واضحا وضوح الشمس أن هذا التهديد يستهدف تلك الدولة ليهاجمها في خطوتها التالية، وكان لا يخفى على أحد أن هدفه الأساسي هو فتح "جبهة تركيا"... وكان واضحا أن واشنطن، الذي تزعم أنها "حليف إستراتيجي" لتركيا في إطار شراكة الناتو، تستعد لضرب أنقرة بواسطة تنظيم إرهابي... فما مدى العداء الذي يكنه شركاء تركيا ضمن حلف الناتو من المكلفين بحماية حدودها، لا سيما الولايات المتحدة، بعدما أرسلوا آلاف من الشاحنات المحملة بالأسلحة لدعم ذلك التنظيم الإرهابي؟


فلن نسمح لكم بفتح تلك الجبهة..


أكذوبة الحرب على داعش: نعلم أن تلك الأسلحة موجهة ضدنا

لقد انهارت أكاذيب "الحرب على داعش" منذ زمن طويل. فداعش وبي كا كا/بي يي دي يتحركون بشكل مشترك، ومن يوجههم جميعا هي الولايات المتحدة وإسرائيل. إلا أنه لم يبق أثر لداعش في سوريا؛ إذ نقلوه إلى أماكن أخرى، أرسلوا عناصره إلى جبهات جديدة من أجل جر دول أخرى إلى حافية الحرب الأهلية. إذن، فضد من تستخدم تلك الأسلحة؟


ألا نعلم أن تلك الأسلحة موجهة ضد تركيا؟ ألا نعلم أنهم يستعدون لضرب تركيا ونقل المعركة إلى قلب الأناضول؟ فهل يظنون أننا شعب ساذج ودولة عاجزة إلى هذا الحد؟ كلا أبدا، لسنا كذلك.. ألا نعلم من خلال أي عقل سياسي نقلنا تقاليدنا من أيام السلاجقة والعثمانيين إلى عهد الجمهورية؟


لقد كشف داعمو الإرهاب و"الدول الانتهازية" عن أنفسهم

إن وصف دعم التنظيمات الإرهابية ينطبق على جميع الدول التي تعارض العمليات التي تنفذها تركيا اليوم في عفرين ومنبج ومساعيها لتطهير تلك المنطقة من الإرهاب. فهدف تلك الدول، سواء أكانت دولا إقليمية أو الولايات المتحدة أو دول أوروبا، هو تقزيم تركيا. وما إن بدأت العملية في عفرين إلا وسارعوا إلى الكشف عن هوياتهم، وبدلا من دعم تركيا اصطفوا لدعم تنظيم إرهابي ليعلنوا صراحة تأييدهم للإرهاب دون حياء.


إذن، ماذا سيحدث؟

هل سنصمت أو نتوقف لأنهم "يغضبون علينا؟"؟ هل سننتظر أن ينقلوا المعركة إلى داخل حدودنا بقولنا "إنهم يدعمون بي كا كا"؟ هل سنحمي دولتنا ومنطقتنا وشعبنا فقط بالقدر الذي يسمحون لنا به؟ هل سنخضع ونحن ننظر إلى "الدول الانتهازية" المحيطة بنا؟


انتهى عهد عمل حساب لأمريكا أو أوروبا

لن نفعل هذا أبدا، بل إننا لا نستطيع فعله، لأننا لو فعلنا لانتهينا. فالقوي سيفرض شروطه ويفشل ألاعيب الآخرين. إنهم سيواجهون خزيهم، وعندما يقولون مرة أخرى "تعالوا نكافح الإرهاب" سنضع أمامهم ما فعلوه. لقد أدركنا ماهية جبهة التحالف التي نواجهها عندما رأينا ما حدث في 15 يوليو/تموز. فالتحالف ذاته كان موجودًا في معركة تشاناق قلعة، وكان موجودًا كذلك في حرب الاستقلال. إن الدول التي وقفت خلف محاولة الانقلاب الفاشلة تضرب تركيا اليوم بوقوفها خلف بي كا كا، وتحاول الضغط عليها وإرهابها وإيقاف مسيرتها.


لم يعمل أحد أي حساب لأمريكا وأوروبا بعد اليوم، لقد ولى هذا العهد وانتهى. فلندع الولايات المتحدة غارقة في صراعاتها الداخلية وتقارير الصحية العقلية لرئيسها ترمب، ولندع بعض دول الاتحاد الأوروبي تواجه مشاكلها الداخلية وقلة حيلتها، ولنركز على ما يهمنا.


سنحمي بأيدينا بلدنا ووطننا ومنطقتنا ومستقبلنا، ولن نتوانى عن التصدي للتهديدات الموجهة إلينا من خلال التنظيمات الإرهابية التي تحولت إلى أدوات للتهديد والتدخل الخارجي.


ستنهار تلك الخريطة!

ستنهار الخريطة التي رسموها للمنطقة الممتدة من البحر المتوسط إلى حدود إيران. فتلك الخريطة تلقت ضربة في المنتصف من خلال عملية درع الفرات، والآن تعمل تركيا على إغلاق الجناح الغربي منها بعملية عفرين – منبج. وسنشهد جميعًا انهيار هذه الخريطة شرقي الفرات كذلك بعدما استهدفت أربع دول متجاورة بواسطة تنظيمات إرهابية جديدة. ولن نترك مئات الكيلومترات من حدودنا الجنوبية أمانة بأيدي أي تنظيم أو قوة أجنبية.


إن ما يحدث هو "مقاومة شرسة" ومحاولة لحماية وحدة الأراضي السورية والحيلولة مبكرًا دون قدوم تهديدات أكبر واندلاع حروب أشرس يخططون لتنفيذها في المستقبل.


شعبنا عازم وأمام عينيه آلام القرن العشرين

إن تركيا عازمة، فقد رأت التهديد والمخطط واتخذت موقفا وفقا لذلك وبدأت كفاحها من أجل حماية أراضيها. كما أن الشعب التركي عازم؛ فهو يدعم العملية في بهجة وسرور، لأن هذا الشعب عاش آلام القرن العشرين بنفسه، وأظهر ماذا يجب فعله وإلى أي مدى تنبغي التضحية عندما يلزم الأمر.


إن القرار السياسي والدعم المجتمعي والقدرات الحكومية لتركيا قادرة على دفع ذلك التهديد. وسيكشف النقاب قريبا – بالطريقة عينها - عن وجود مخطط تدميري للدول "الانتهازية" التي تظاهرت بأنها لم تفهم ماذا تريد تركيا فعله.


نعلم جيدا أننا أمام حملة دفاع وطنية

لقد حان وقت الجهاد، وقت الاتحاد تحت راية "محور تركيا"، وقت مواصلة السير بإرادة وشعور تاريخيين دون الالتفات إلى ما تقوله الدول الداعمة للإرهاب سرا أو جهرا أو ما تنفذه من تكتيكات لمراوغة تركيا.


وكذلك علينا ألا ننسى أن الرجوع، ولو لخطوة، إلى الوراء سيكلفنا كثيرا، ولن نستطيع تنفيذ هذا التدخل مرة أخرى. ذلك أن القضاء على هذا الحزام سيرسم الخريطة المستقبلية للمنطقة. فبدلا من أن نقبل خرائط الدول المقسمة التي يرسمونها، فإننا سنضع خريطتنا الخاصة بنا، خريطة توحيد دول المنطقة.


فعلينا ألا نخشى أحدا، فما نفعله هو دفاع عن بلدنا ضد التدخل الأجنبي، ونحن نعلم هذا جيدا!

#إبراهيم قراغول
#عملية غصن الزيتون
#عفرين
#منبج
#تركيا
6 yıl önce
ستنهار "خريطة الشر" لأنّنا نعلم جيدًا أنّ هذا دفاع عن الوطن!
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية
التحرر من عبودية الأدوات والسعي لنيل رضا الله
هجوم أصفهان