|
ليس هناك حساب سوى تركيا سنستوطن هذا الإقليم لأف عام تالية حان وقت التعبئة للجيل "المؤسس"!

ليس لدينا وقت لنشغل بالنا بالألاعيب الصغيرة، كما ليس لدينا رفاهية التلاعب بالطموحات والرجال والخطوات والحسابات الصغيرة. وليس لدينا الحق لنخدع أنفسنا بالتحالفات المفصلة حسب الطلب والخطابات السياسية المخططة والزعماء المعينين وتصميمات تركيا المفروضة من الخارج، كما ليس لدينا الحق الهروب إلى السهل وتنحية مسؤولياتنا التاريخية جانبا.

نحن في عصر تأسيس الدولة السلجوقية، عصر قيام الإمبراطورية العثمانية، عصر إعلان الجمهورية التركية. نحن في عصر إعادة رسم ملامح العالم. إنه عصر تعاد فيه رسم تفاصيل الخرائط والحدود وتدور فيه خرائط تقسيم تركيا على طاولات التفاوض.

إننا في عهد يجب أن يكون كل واحد منا فيه مغوارا من المغاوير ورجل مقاومة شرس. نحن في عصر يغير فيه التاريخ وجهته ويبدأ فيه عهد صعود جديد ويحاول فيه الذين تحركهم مشاعر الكره والحقد تدمير تركيا، ولهذا فقد تحول الكفاح داخل إطار محور الوطن هو الهدف الأوحد لنا.

يقولون "الأناضول كبيرة عليكم"..

ليس هناك حساب خارج تركيا..

لم يعد هناك ما يسمى سياسات حزبية أو تحزب أيدولوجي، فالحسابات السياسية القديمة والصراعات الشخصية وحسابات الوصول إلى السلطة قد انتهت. فكل كلمة نقولها وكل خطوة نخطوها وكل طريق نسير فيه يؤدي إلى تركيا التي لم يعد لدينا حساب سواها، ولن يكون ثمة حساب آخر مستقبلا. ومن الآن فصاعدا ستصفر كل الحسابات بخلاف تركيا، ومن عقدوا آمالاهم على ذهه الحسابات ستتم تصفيتهم ودفنهم في صفحات التاريخ السوداء.

إننا نتعرض للتهديد من حدودنا الجنوبية مع سوريا، ومن حدودنا الغربية في بحر إيجة، ومن ناحية شرق المتوسط. كما يهدننا "المحتلون الداخليون"، وكذلك تفعل كل التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وكذلك تهددنا الدول التي اعتبرناها حليفة لنا. إننا نتعرض للهجوم من جميع حدودنا. إنهم يقولون لنا "الأناضول كبيرة جدا عليكم، يجب تقليص مساحتها". فهم يستثكرون علينا أغلى وطن على وجه الأرض، فيقولون لنا "اركعوا وأطيعوا، اتركوا أنفسكم لنا، انكمشوا واستريحوا".

نضحي بأرواحنا منذ ألف عام للحفاظ على وطننا ههنا..

لكننا ليسنا كذلك، ولم نكن كذلك أبدا. فلم نصنع التاريخ على مر العصور باختيار الراحة والخضوع والطاعة والاحتماء تحت رحمة الآخرين، بل اخترنا الصعب والكفاح، فنحن نقاوم تقريبا كل يوم منذ أن جئنا إلى هذه الأرض قبل ألف عام. ونكافح وندفع الثمن باستمرار، نضحي بأرواحنا للحفاظ على هذا الوطن والبقاء فيه. لم نخش الموت ولم نتجنبه.

لقد ضحينا بأرواحنا في كل شبر من أراضي المنطقة، ودفنا ذكرياتنا في كل خطوة بها، كما دفنا آلامنا ورثاءنا. ولهذا نحن نهتم بسوريا والعراق وغزة، فهذا هو مصدر قربنا لجميع دول المنطقة. ولقد وجدنا بهذه الأراضي وتلك البلدان، وهكذا استطعنا الصمود على مر العصور.

نعلم أننا دافعنا عن الشرق الأوسط في الأناضول وعن الاناضول في عفرين

كنا ندرك أننا دافعنا في تشاناق قلعة عن بغداد ودمشق، وأننا دافعنا عن إسطنبول في سراييفو، وعندما قاومنا داخل حدود الأناضول فقد كنا نحاول النهوض بالمنطقة بأسرها. نعلم أننا ندافع اليوم عن الأناضول في عفرين. ندرك أننا ليلة 15 يوليو/تموز خضنا تصفية حسابات تاريخية وحضارية كبرى. لم نفكر في أنفسنا فقط أبدا، لم نكن أنانيين مطلقا، ولم نفكر في رفاهيتنا وحسب.

لقد كانت جيوشنا التي شدت الرحال إلى باكو وجنودنا الذين قاوموا بشراسة في قناة السويس ومواطنونا الذين دافعوا عن الأناضول وشعبنا العظيم الذي قاوم في كل مكان في ليلة 15 يوليو/تموز يعلمون الشيء نفسه، يكافحون كفاح الاستقلال ذاته، يتشاطرون العقيدة عينها.

نقول وسنقول لهم "لا" وسننجح

إننا نفعل الشيء ذاته اليوم، نقول لهم "لا"، نقول لهم "لن تستسلم لكم، لن يكون قدرنا ما خططتم له، سنصنع مستقبلنا بأيدينا، وسنقلب مخططات الخرائط التي تروجون لها فوق رؤوسكم، وسنرسم خرائطنا بأنفسنا. سنسير طريقنا الخاص بنا، وسنعيد بدء هذا الصعود التاريخي رغما عنكم".

إن هذا هو الصراع والكفاح الكبير، وهو سبب الهجمات، وهو الإرادة والحساب الكامن وراء مساعي حصار تركيا. فهم يخافون ويقلقون ويرثون أنفسهم ولسان حالهم "لماذا فشلنا في أن ننسي هذا الشعب كل هذا طيلة قرن من الزمن؟ كيف فشلنا في القضاء على هذه الجينات؟ ماذا حدث حتى استطاعوا امتلاك طموحات عظيمة والإقدام على خطوات كبيرة من جديد؟ كيف لهم أن امتلكوا تصورا إقليميا كاملا؟ من أين يحصلون على هذه القوة والعقيدة؟"

لو لم نتحداهم لدمرونا:

لقد تحرك ذلك "العقل" وذاكرة الألف عام

نحن لا نتحدث ولا نبني الأحلام فقط، بل نصول في كل شبر في المنطقة ونجمع الذكريات لنحييها. نحوض كفاحا كبيرا في الداخل من أجل الوطن، ونخوض كفاحا كبيرا كذلك في الخارج من أجل المنطقة. لقد أقدمنا على هذا التحدي، ولو لم نفعل لدمرونا، ولكنا قد رضينا بالأناضول مقسمة إلى 3 أقسام، ولكنوا طردونا كذلك من هذه الأراضي التي جئناها ولجأنا بها من البلقان والقوقاز وبلاد الرافدين، ولكنوا أخرجونا خارج إطار التاريخ والجغرافيا.

وفي تلك الأثناء بالتحديد تحرك ذلك "العقل" وأحيا الذاكرة السياسية التي تعود لألف عام، فاستيقظ شعب ودعم ذلك العقل وتلك الذاكرة وقواهما. لقد كان ذلك تحولا تاريخيا وبروز تلك الجينات السياسية في المقام الأول وإرشادها لنا في الطرق الصحيح. واليوم نعزز دروعنا الدفاعية، ونستعد لموجات الهجمات الجديدة التي تأتيتنا وستأتينا من الداخل والخارج.

لكننا لن نتراجع عن هذا الطريق قيد أنملة، ولن نتردد أو نرتبك، بل سنربح تصفية الحسابات الكبرى تلك. ولقد علمنا كيف نكسب جميع تصفيات الحساب خلال حقبة الصعود هذه على مر العصور، وسنعلم كيف نكسبها كذلك هذه المرة.

24 حزيران سيكون تصفية حسابات تاريخية

افهموا اليوم جيدا، قيسوها، كونوا واعين للتأثيرات السامة للعمليات الذهنية، احموا أنفسكم، انظروا أمامكم ولا تكونوا كالعميان. لقد ولى عهد السياسات الحزبية والصراعات الشخصية وحسابات السلطة الضيفة، ولم يعد هناك سوى كفاح تركيا الكبير، وعلى كل شخص أن يحدد جيدا المكان الذي يقف فيه.

إن انتخابات 24 يونيو/حزيران ستكون حالة تصادم بين هذه التفضيلات وتصفية حسابات. وسيحاولون من جديد تنفيذ ما فشلوا في تنفيذه يومي 17-25 ديسمبر/كانون الأول وفي انتخابات 27 يونيو/حزيران وليلة 15 يوليو/تموز ومن خلال مخططات الحصار والتطويق من الجنوب. إن هذه الانتخابات ليست مسألة سياسة داخلية أبدا، بل إنها تصفية حسابات تاريخية ومسألة تأسيس وصعود، ولهذا لا يمكن اختزالها في شخص أو أشخاص أبدا.

تركيا تنتخب فالعالم يقف، لماذا؟

ألا تلاحظوا أبدا أنه عندما اتخذت تركيا قرار الانتخابات المبكرة توقف كل شيء في العالم، صمت الشرق الأوسط، صمتت سوريا وسكت العالم. تجمدت التطورات الواقعة بين الولايات المتحدة والصين وشرق آسيا وما يحدث في البلطيق. توقفت سياسات أمريكا وأوروبا وسيطرت حالة من الصمت الشديد على العالم. لماذا كل هذا، ألم تفكروا أبدا؟

لماذا لا تشهد سوريا والعراق أي تحركات؟ لماذا صمتت التنظيمات الإرهابية؟ ألم تفكروا أبدا لماذا تم تبكير الانتخابات بالنظر إلى كل هذه التطورات؟ وكأن تركيا هي التي كانت تحرك العالم بأسره. وكأن تركيا عندما بكرت الانتخابات وجعلتها بعد شهرين، وهي فترة قصيرة، دمرت ألاعيب الجميع بين أيديهم، وهرعوا لرسم مخططات جديدة، فهذا هو سبب هذا الصمت.

لم تكن تركيا أبدا دولة منفردة، لم تكن أبدا جمهورية تركيا فقط. ولهذا فإن تأثير الانتخابات سيكون إقليميا ودوليا، وكذلك سيكون تأثير الرئيس الجديد.

بداية المرحلة الثانية من "الكفاح العظيم".. فلينظر كل واحد أين يقف

يجب مواصلة السير في الطريق الذي سرنا فيه إلى اليوم ومواصلة الوجهة التي بدأناها وعدم التخلي وسط الطريق عن معماري تاريخ الصعود الجديد، كما يجب عدم السماح لمخططات "إيقاف تركيا" بأن تنجح. يجب شرح هذه الحقائق للناس بابا بابا وشارعا شارعا وقرية قرية ومدينة مدينة. ذلك أن المرحلة الثانية من الكفاح العظيم قد بدأت.

ستكون انتخابات 24 يونيو/حزيران كفاحا بين محور الوطن ومحور المنطقة وكفاح الصعود الكبير وبين التدخل الخارجي ومحاولات تقزيم تركيا والضغط عليها ووضعها في الأسر من جديد.

حان وقت تعبئة "الجيل المؤسس"

تقع مسؤوليات كبيرة على عاتق الجيل المؤسس والكوادر المؤسسة، كما كان الحال منذ مئات السنين. ولا يخفى على أحد أن شعبنا لن يتخلى عن وطنه في منتصف الطريق، وأنه سيرد بأفضل الردود على من يخططون لإيقاف تركيا. فهذا القرار قد اتخذ بشكل صحيح دائما في أصعب الظروف على مر القرون، وسيتخذ بالطريقة ذاتها اليوم أيضا. ذلك أن 24 يونيو/حزيران ليست انتخابات عادية، بل هو تاريخ اتخاذ قرار باسم تركيا.

هذا ما سيحدث يوم 24 يونيو/حزيران. ومن لم يستطيعوا رؤية هذه الحقيقة اليوم سيرونها عقب الانتخابات. ليس أمام هذا الوطن أي خيار سوى النمو وزيادة قدراتها، وما هو بخلاف ذلك سيكون تقلص القدرات والانقسام إلى أجزاء. فأعداؤنا مستعدون على حدودنا وينتظرون حدوث هذا. ولهذا فإنه حان وقت التعبئة بالنسبة للجيل المؤسس.

لا ينبغي لأحد أن يستخف بخطاب الرئيس أردوغان الذي ألقاه أمس وقال فيه عبارات قادمة من أعماق التاريخ إلى آفاق المستقبل، ولا ليحاول أحد أن ينسينا تلك العبارات في خضم الحسابات الصغيرة التافهة. فما ذلك إلا دعوة من الأناضول والشرق الأوسط والتاريخ من أجلنا وأجل المستقبل. وعلى هذه الشاكلة سنسير في هذا الطريق.

#إبراهيم قراغول
6 yıl önce
ليس هناك حساب سوى تركيا سنستوطن هذا الإقليم لأف عام تالية حان وقت التعبئة للجيل "المؤسس"!
الخنازير لا تتغذى على الكتب المقدسة
لا مفر من حرب عالمية
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية