|
في أي صف أنتم من الكفاح الوطنيّ؟ مخطّط "أسقط أردوغان وأوقف تركيا" مخطط هجوم. ستفشل جميع سيناريوهاتهم

لقد فشلت جميع المخططات التي وضعوها للنيل من تركيا، كما فشلت عملياتهم الداخلية، وتدخلاتهم الخارجية، ومحاولات تضليل الرأي العام التي أقدموا عليها من خلال حلقات الإرهاب المثقف، ومبادرات توسيع نطاق الصراعات الداخلية، ومشاريعهم الإعلامية، وكذلك سيناريوهات الأزمات الاقتصادية.

كما فشلت محاولاتهم للهجوم بشكل مباشر وعنيف للغاية. وكان الفشل كذلك من نصيب مخطط تغيير الحكومة من خلال أحداث إرهاب الشوارع في متنزه غيزي، ومحاولة الوصول إلى السلطة من خلال الانقلاب الاقتصادي في أحداث 17-25 ديسمبر/كانون الأول 2013، ومشروع إعادة هيكلة الدولة، ومحاولة تمزيق أواصر تركيا عن طريق تنفيذ هجوم مباشر ليلة 15 يوليو/تموز 2016، وسيناريو احتلال مدن الجنوب الشرقي بواسطة منظمة بي كا كا الإرهابيّة، والمخططات الأمريكية-الإسرائيلية لتطويق تركيا من ناحية سوريا عبر استغلال تنظيم بي كا كا/ب ي د.

اختلفت المخططات ومصدرها واحد: فشل جميع محاولات الانقلاب منذ 2003

لقد فشلت جميع محاولات الانقلاب في تركيا منذ عام 2003 وحتى اليوم، كما باءت بالفشل كل العمليات التي نفذت علانية أحيانا من الداخل وأحيانا أخرى بواسطة بعض دول المنطقة وأمريكا والاتحاد الأوروبي من أجل إزاحة أردوغان.

هذا فضلا عن أن الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية والدول الأوروبية أدارت بنفسها جميع محاولات اغتيال رئيس تركيا، بما في ذلك إرسال فرق اغتيال إلى فندقه في مرميس إبان محاولة الانقلاب الفاشلة، وكذلك الهجمات الإرهابية الدامية التي أفضت إلى مجازر بحق المدنيين وجميع التدخلات التي أشرنا ولم نشر إليها.

لقد كان العقل المدبر لكل هذه المحاولات واحدا، بغض النظر عن تغير الأدوات واختيار "العناصر المناسبة" في كل محاولة، بيد أن جميع تلك المحاولات لم تسفر عن شيء سوى الفشل والخسران.

لماذا احتشدوا كالضباع؟

القضية ليست كما تفيد تلك العبارات الضحلة..

لم يفعلوا هذا كله إلى في سبيل تقليص قدرات تركيا والسيطرة عليها؛ إذ خططوا لوضع الصيغة المناسبة من وجهة نظرهم لتركيا من أجل إعادة رسم ملامح المنطقة، فقد أرادوا اختلاق صورة جديدة من تركيا لتتناسب مع الخريطة الجديدة للمنطقة من البحر الأحمر إلى شرق المتوسط، ومن الخليج العربي إلى جنوب آسيا.

لقد كانت هذه محاولة للحيلولة دون أن تعيد تركيا اكتشاف جيناتها وإرادتها التي صنعت التاريخ والجغرافيا منذ أيام السلاجقة. فما يحدث ليس عبارة عن حسابات سلطوية صغيرة قاصرة على أنقرة فقط. وكذلك فإن سبب تجمعهم كالضباع على أغلى وطن في العالم ليس كما تشرحه أحزاب المعارضة في أنقرة ومن لا يعرفون لا التاريخ ولا الجغرافيا ولا يدركون كيف تغيرت خريطة القوى الدولية من خلال عبارات ضحلة.

لقد فشلت مخططاتهم حتى قبل إجراء الانتخابات..

هل انتهى الأمر؟ بالطبع لا، فلازلنا نشهد سلسلة التدخلات التي سخروا من أجلها دويلات كالإمارات ومعها صناديق تمويل بمليارات الدولارات. سنرى نماذج جديدة لهذه التدخلات عقب الانتخابات، وسنشهد سيناريوهات تدخل دولية ومخططات جديدة لإعادة رسم ملامح تركيا. لكن جميعها سيفشل بين أيديهم بشكل مخز وفاضح.

لقد بادروا بالهجوم بكل ما أوتوا من قوة قبيل انتخابات 24 يونيو/حزيران، ووضعوا قيد التنفيذ مخطط شبيه للمخطط الذي نفذوه إبان انتخابات 7 يونيو/حزيران، فجمعوا أحزاب المعارضة والتنظيمات الإرهابية في خندق واحد، واختاروا المرشحين من خلال "المعارضة المحافظة". لكن مخططاتهم هذه كذلك فشلت حتى قبل إجراء الانتخابات، كما ستفشل جميع مشاريعهم بشأن الانتخابات؛ إذ ستنهار هي أيضا بين أيديهم.

إزاحة أردوغان ليست مخططكم. فلماذا أنتم هناك؟

ما يحزنني هو أنه في الوقت الذي يجب فيه على كل الأحزاب السياسية وأبرز السياسيين في تركيا أن يمارسوا العمل السياسي في إطار "محور تركيا" ويقدموا للجماهير البرامج الرامية لتحقيق النمو والقوة لهذا البلد، فإنهم "يرقصون" على الإيقاع ذاته مع السيناريوهات الدولية ويحاولون التضحية بكل ما حققته تركيا خلال الخمسة عشر عاما الماضية من خلال الشائعات التي أنتجتها "الأيدي الأجنبية". وألاحظ أنه لا يوجد أي أحد من هؤلاء يتحدث عن كيف سيعمل لتقوية هذا البلد ونموه وحمايته في مواجهة العاصفة الدولية الشديدة. فهم لا يتحدثون عن شيء سوى "إزاحة أردوغان"!

إن إسقاط أردوغان ليس مخططكم ولا هدفكم، بل إنه أشمل مخطط دولي في التاريخ يهدف للنيل من هذا البلد. إذن، لماذا يفعلون هذا؟ هل لأنهم يفكرون بهذا الوطن وشعبه؟ ففي أي حقبة زمنية أرادوا الخير لهذا الشعب؟ من عادوا ومن صادقوا على مر التاريخ؟ ارجعوا إلى الوراء قليلا واقرأوا التاريخ.

في أي صف كنتم لتقفوا في الكفاح الوطني؟

أوليسوا هم الذين مزقوا تلك الإمبراطورية العظيمة وأنشأوا هذه المنطقة التي سموها بـ"الشرق الأوسط" وأشعلوا فتيل حروب لا نهاية لها وأوقعوا بين الشعوب وقسموا الدول والمدن؟ أوليسوا هم من قتل الملايين في بلاد الجوار منذ عام 1991 وحتى اليوم ومسح المدن الإسلامية من على الخريطة وجعل الناس يقتلون بعضهم بعضا بسبب الخلافات المذهبية وجعلنا كالمساكين بفعل المؤامرات التي لا حد لها؟

ألا تسألون أنفسكم أبدا لماذا ينعتون بعض الأشياء بالسيئة؟ وكيف لكم أن ترددوا معهم العبارات ذاتها وتقفون في الصف نفسه؟ كيف تقبلون هذا على أنفسكم؟ في أي جبهة كنتم لتقفوا بهذا الحال لو كنتم موجودين أيام الكفاح الوطني؟ في أي صف كنتم لتقفوا لو كنتم تعيشون في عهد السلطان عبد الحميد الثاني؟ أوليس كفاح اليوم هو نفسه الكفاح الوطني؟

هذا ما كان سيحدث لو ترك الأمر لمن تنفذون أوامرهم!

اعملوا هذا وجهزوا أنفسكم: لقد فشلت جميع المخططات والمؤامرات ومحاولات الانقلاب والتدخلات الدولي وسيناريوهات التدمير من الداخل التي استهدفت هذا الوطن خلال آخر خمسة عشر عاما. هل تستطيعون أن تضربوا لنا مثلا لمخطط ناجح؟ ألا تخبركم هذه الحقيقة شيئا؟ هل تعجزون عن إدراك أن جميع السيناريوهات المستقبلية كذلك ستفشل؟ ألا تفيقون بعدما أدركتم أن تركيا تعزز قدراتها، ناهية أصلا عن أن تنهار، بالرغم من هذا الكفاح الشديد؟

لو كان الأمر قد ترك بيد من تنفذون تعليماتهم لكانت تركيا قد تحولت إلى نموذج سوري جديد، وكانت قد جرت إلى حرب لا نهاية لها مع إيران، ولتحولت إلى دولة يديرها تنظيم غولن الإرهابي، ولكان غولن نفسه قد جاء ليحكم هذا البلد كما فعل الخميني في إيران، ولكنوا أنشأوا "فاتيكان" في إسطنبول، ولكانوا قد قدموا الأناضول فريسة سهلة للضباع. لكانوا أسسوا دولة إرهابية في مقابل الدور الذي لعبه تنظيم بي كا كا الإرهابية، ولكانت تركيا قد تحولت إلى دولة حامية كالإمارات، ولكنتم تتشاطرون الغنائم فيما بينكم كأعضاء "هيئة الانتداب".

تضيعون التاريخ، ضيعتهم تركيا!

لماذا فشلوا في الوصول لمرادهم؟ فهذه النقطة التي لم تستطيعوا إدراكها. فالتاريخ قد تحول، لكنكم تضيعون هذا التحول التاريخي بسبب أهدافكم وخطاباتكم وتحالفاتكم السياسية. كما أن المنطقة تشهد تحولات كبيرة، لكنكم عاجزون عن إدراك صراعات القوى في المنطقة، لأنكم لازلتم تعيشون في العالم الذي كان موجودا قبل أربعة عقود. فأنتم عاجزون عن إدراك أن تصفية الحسابات الأساسية خارج نطاق منطقتنا، وإلى أين يسير العالم حقا، وكيف أن عاصفة شديدة تعصف بالدنيا، وماذا ينتظرنا وجميع البشر عام 2019.

إن نجاة تركيا من العديد من المحن لهو أمر إعجازي. ذلك أن الجينات السياسية والذاكرة التاريخية قد بدأت تنتعش لتعيد اكتشاف ماهية الغرب والمنطقة التي نعيش فيها، والأهم من ذلك أنها اكتشفت أنفسنا والقدرات الكامنة بها. ومن الآن فصاعدا لن ينجح أي مخطط دولي في الوصول إلى مبتغاه بعد انتعاش هذه العقلية وأخذها زمام المبادرة، فلن يحدث هذا لا في 24 يونيو/حزيران ولا بعد الانتخابات.

هل تستمر المعجزة؟

سيتراجعون وسنرتقي

لقد دخلنا عالما يعجز فيه أصحاب الوصاية أن يديروا حتى أنفسهم. فقد انتهى عهد تلقي تركيا الأوامر من "الأسياد" القدامى، وولى عصر الوصول إلى السلطة تحت رعايتهم وحمايتهم. ففي الوقت الذي دخلوا فيه مرحلة ركود، فإننا نعيش أولى سنوات الرقي، وقريبا سنراهم سيتصارعون فيما بينهم في الوقت الذي ستزيد فيه سرعة صعودنا. ولقد تراجعت قدراتهم على تنفيذ المخططات في هذا البلد بشكل كبير.

لن ينجح أي سيناريو تدميري أبدا في هز تركيا، بغض النظر عن مكان وضعه، سواء أكان في أمريكا أو إسرائيل أو دول الجنوب أو العواصم الأوروبية أو حتى خنادق التنظيمات الإرهابية.

مخطط "أسقط أردوغان وأوقف تركيا" هجوم على موقف تركيا الوطني

إن مخطط "أسقط أردوغان وأوقف تركيا" هو مخطط دولي، هجوم على العقل والعقيدة الوطنية لهذا البلد، وما عداه من عبارات لا تحمل أي قيمة تاريخية أو إنسانية أو حتى سياسية.

لقد فشلت جميع مخططاتهم حتى اليوم، وهذا هو أول انتصار كبير تحققه تركيا. ولا شك أن مخططاتهم المستقبلة كذلك ستفشل، وحينها سيرى العالم بأسره النصر الكبير حقا. وأنتم حينها أين ستقفون أو ماذا ستفعلون ذلك اليوم؟ في أي صفحة من صفحات التاريخ ستحجزون لأنفسكم مكانا؟

فكروا أنتم بذلك!

#إبراهيم قراغول
6 yıl önce
في أي صف أنتم من الكفاح الوطنيّ؟ مخطّط "أسقط أردوغان وأوقف تركيا" مخطط هجوم. ستفشل جميع سيناريوهاتهم
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية
التحرر من عبودية الأدوات والسعي لنيل رضا الله
هجوم أصفهان