|
مقاومة القدس هي مقاومة 15 يوليو.. المقاومة من أجل مكة والمدينة كذلك ستكون من نصيبنا

من المعلوم أنّ تركيا تعرضت لهجوم غاشم ليلة 15 يوليو/تموز 2016؛ إذ كان هدفهم تمزيق الأناضول والحيلولة دون موجة الصعود الجديدة التي ستشهدها هذه الديار. لقد تعرضنا لهجمات دولية...

لقد التقى من دعموا المقاومة الوطنية التركية في منطقة يني قابي في إسطنبول (اجتمع زعماء الأحزاب التركية ومناصروهم صفًّا واحدًا ردًّا على محاولة الانقلاب الفاشلة)، ووعدوا تركيا والعالم بأعلى صوتهم بأنّ هذا البلد لن يركع أو يهدم، بل سيبقى صامدًا وسيكسب المزيد من القوة وسيواصل صعوده، وأنه سيقاوم مهما كانت جبهة الأعداء كبيرة وقوية، وأنه لن يسمح أبدًا بإعادة تطبيق السيناريو الذي وضعته الولايات المتحدة وأوروبا قبل مائة عام.

احتلال القدس للمرة الثانية.. نحن نراوح مكاننا منذ 1917

لقد كان الصوت المتعالي من يني قابي تحديًّا وموقفًا صامدًا ولغة كفاح. بيد أنّ بعض الذين وقفوا ذلك اليوم في صف المقاومة الوطنية لاحقًا إلى الجبهة المقابلة، وهم يحاولون اليوم المساهمة في إضعاف المقاومة الوطنية وكسر حدتها. إنهم ينضمون إلى التحالفات الدولية ويدعمون الجبهة المناهضة لتركيا، يستعدون لما سيحدث يوم 24 يونيو/حزيران بالتعاون مع الجبهة التي واجهناها في جنق قلعة. إنّ أعداءنا يحركون "الدمى" الشخصيات، كبيرها وصغيرها، والسياسيين والمجموعات من أجل هذا الهدف، ويشكلون تحالفات مدمرة مضادة لموجة الصعود.

لقد أصدرت الولايات المتحدة وإسرائيل قرارًا مهينًا للعالم الإسلامي، وسرعان ما نفذته. نقلت السفارة الأمريكية إلى القدس. لقد كان هذا القرار بمثابة احتلال ثان للقدس تمّ بعد مائة عام مما حدث عام 1917. فما يحدث اليوم هو ما حدث أيام الحرب العالمية الأولى من احتلال واستيلاء. ولقد كان احتلال القدس للمرة الثاني وتعرض الأناضول لهجوم شامل ليلو 15 يوليو/تموز مرحلتين من مراحل مخططات الاستيلاء التي بدأها أعداؤنا بعد مائة عام مما فعلوه في الماضي.

الدفاع عن القدس يوازي الدفاع عن الوطن

لقد تمّ استغلال تنظيمات بي كا كا وغولن وب ي د وداعش لهذا الهدف، كما كان احتلال العراق من أجله، وكذلك فقد أشعلوا الحرب في سوريا في سبيله، وما شهدته منطقتنا من هجمات وموجات احتلال وحروب أهلية وعدم استقرار فقد كان جزءا من هذا المخطط الكبير.

فإذا كان الأمر كذلك، سندرك جميعًا أنّ الدفاع عن القدس هو دفاع عن الوطن، دفاع عن الأناضول، وسنعلم أيضًا أننا سنخوض من أجل القدس المقاومة ذاتها التي خُضناها في شوارع تركيا ليلة 15 يوليو/تموز. وكما كافح أبناء الأناضول عام 1917 في حروب غزة وجبهة فلسطين، فإننا اليوم نفعل وسنفعل الشيء ذاته وندافع عن القدس وفلسطين.

الخطاب السياسي الجديد في يني قابي يتحول إلى لغة مقاومة

إن المنطقة كيان واحد، هي خريطتنا وقلبنا وعقلنا وذهننا. فالدفاع عن إسطنبول يوازي الدفاع عن القدس، والدفاع عن بغداد يساوي الدفاع عن سراييفو، وجميعها دفاع عن الوطن. فهذه الوطن تمد بعضها بالقوة التي تكمل بعضها بعض، وهكذا يكتب التاريخ ويتشكل. فنحن سنظل على قيد الحياة بقدر حفاظنا على ذاكرتنا.

نعم، سنبقى أبدًا مادامت ذاكرتنا، فجميع مدن المنطقة تحمي بعضها بعض. فالمقاومة في فلسطين توازي المقاومة في الأناضول والبلقان.

يستضيف ميدان يني قابي اللقاء الثاني في هذا الإطار. ومن الآن فصاعدًا ستتحول المقاومة من خلال روح يني قابي ضد الهجمات التي تستهدف منطقتنا إلى مفهوم وتقليد وخطاب سياسي؛ إذ سنرد بهذه الروح على كل هجمة نتعرض لها مستقبلًا، فخط المقاومة هذا هو الذي سيرد على كل هجوم يستهدف تركيا. فميدان يني قابي بصدد أن يتحول إلى لغة سياسية تمثل تقليد المقاومة في هذا السياق.

لقد باع
القدسَ
هاتان الدولتان

لقد تمت حملة الدفاع ليلة 15 يوليو/تموز هنا، فهنا كشف محور المقاومة الوطنية عن نفسه. ويوم 24 يونيو/حزيران كذلك ستكافح روح ميدان يني قابي ضد من يريدون الانتقام منها، والأمر نفسه ينطبق على القدس والانتخابات التركية وإسطنبول.

سينفذون غدًا سيناريوهات القدس ذاتها في مكة والمدينة، وأما نحن فسنقاوم حينها أيضًا، وسنفعل كل هذا مهما كلف الأمر، سننشر هذه المشاعر والأفكار والمواقف واللغة السياسية في شتى بقاع المنطقة.

واليوم لا يحتشد الناس في ميدان يني قابي فقط، بل تعقد منظمة التعاون الإسلامي أيضًا جلسة طارئة من أجل القدس بدعوة وضغط من تركيا. لكن أحدًا لن يقول شيئًا هناك باستثناء تركيا وبضع دول أخرى؛ إذ اتفق معظم أولئك القادة والأنظمة والدول مع أمريكا وإسرائيل، كما باعت الإمارات والإدارة الجديدة في السعودية القدس.

المقاومة من أجل مكة والمدينة أيضًا ستكون من نصيبنا

والأدهى من ذلك أنهم باعوا أوطانهم والمنطقة بأسرها، باعوا مكة والمدينة. وكما أننا نملأ الشوارع اليوم من أجل القدس، فسنملأها غدًا أيضًا من أجل مكة والمدينة، وسنقرأ والحسرة تتملكنا قصة دفاع فخر الدين باشا عن المدينة المنورة.

هكذا سيحمل ميدان يني قابي هذه الروح، روح المقاومة. سيكون ذلك تقليد مقاومة ينتشر في كل مكان ويؤثر في المنطقة بأسرها. إياكم أن تنسوا، الدفاع عن القدس هو دفاع عن الأناضول وإسطنبول، فلو لم تدافع عن القدس فلن تستطيع الدفاع عن وطنك.

ولأننا صمدنا أمام العالم أجمع ليلة 15 يوليو/تموز، ستكون مقاومة القدس كذلك من نصيبا، ذلك أن هذا قدرنا وقدر المنطقة، فجيناتنا السياسية تحملنا هذه المسؤولية.

#إبراهيم قراغول
#القدس
#تركيا
#الانتخابات التركية
6 years ago
مقاومة القدس هي مقاومة 15 يوليو.. المقاومة من أجل مكة والمدينة كذلك ستكون من نصيبنا
إيران.. خطر لم ندرك حجمه بعد
إبادة غزة.. المهمة الحضارية الجديدة لبريطانيا والولايات المتحدة
هل رؤية حزب الشعب الجمهوري للجامعات تتفق مع رؤية تانجو أوزجان؟
أولياء بخارى
المجلس السياسي لحزب العدالة والتنمية لربع قرن