|
نمضي نحو الطريق دون تردّد. أعدّوا أنفسكم لـ تركيا. الحكومة التي سيتم إعلانها اليوم صفوة خير، وسنعلم هذا..

أمامنا الآن تركيا التي تعزز مجال السلطة المركزية للدولة، وترسي قواعد تأسيسٍ جديدٍ، وتضع موضع التطبيق بناء نظامٍ قويٍّ جداً للمستقبل، وتخرج عن المعتاد عليه سياسياً حتى اليوم، وتغير أجهزة السلطة الداخلية تغييراً جذرياً، وتعطل الخطابات والاستقطابات السياسية التقليدية، وتُطْلِق تاريخ صعودٍ جديدٍ على محور (الوطن والدولة والشعب).

واعتباراً من الآن؛ سنجتمع جميعاً حول "المركز"، ونتكاتف من أجل هذه المسيرة التاريخية، ولن نتردد أبداً في أداء ما يقع على عاتقنا، أيا كان الحزب السياسي الذي ننتمي إليه، وأيا كانت اللغة السياسية التي نستعملها، وأياً كانت الهوية والشخصية التي نملكها.

لقد ولّى زمن المصالح السرية: وعلى الجماعات أن تصبح محلية ..

هذه هي المسؤوليات التي تقع على عاتق مواطني هذا البلد بلا استثناء. واللغة السياسية ولغة المعارضة التي تُفْرَض وتدار من الخارج، ومواقف المحيط التي تضعف المركز؛ سيتم تعريفها جميعاً بعد الآن بشكل مختلف. وأياً كنا، وحيثما كنا نقف؛ ستكون معاييرنا المشتركة هي الوطن والدولة والشعب. وعلى كلِّ واحدٍ منا أن يعيد تعريف نفسه تبعاً لهذه المعايير.

يجب على جميع الجبهات والأحزاب السياسية أن تجتاز امتحان المحلية. والأحزاب والجماعات والجماعات الإسلامية يجب عليها كذلك أن تعرِّف نفسها من جديدٍ، وتبين المكان الذي تقف فيه، ومدى إدراكها لهذا التحول الكبير، ومدى تكاتفها وقدرتها على تحمل المسؤوليات.

لم يعد في بلدنا مكان للأجندات الخفية، ولا المصالح السرية، ولا الحسابات الوضيعة المموهة بالخطابات المثالية الكبيرة، ولا الصفقات المخفية المخزية التي تخدم الخارج وهي تتلطى خلف الأقوال الكبيرة، ولا الحسابات ذات النوايا السيئة التي يتم تمويلها من البلدان الجنوبية.

يجب على كلِّ فردٍ أن يبدأ بنفسه فيصلحها، ويشارك في هذا النفير العظيم.

وعلى الجماعات بالتالي أن يغيروا أنفسهم وسلوكيّاتهم، ثم يشاركوا في هذا النفير العظيم. وعالم الأعمال، والمؤسسات العامة، والأجهزة الإعلامية، ومؤسسات المجتمع المدني؛ يجب عليهم جميعاً أن يصلحوا أنفسهم أولاً بشكل يتماشى مع النمو والصعود الكبير الذي ينتظر تركيا بعد مئة عام، وأن يركز على مبادئ أكبر، وينضم إلى الموجة الكبرى التي لن يقتصر تأثيرها على تركيا وحدها، بل يتعداها إلى جغرافيا أكبر.

لقد ولى عهد الحسابات الشخصية والمساومات الصغيرة والأجندات السرية والخفية. وولى زمن إخفاء الأشياء وراء النيات الحسنة. والذين يصرّون على السير وفق عاداتهم القديمة، ويتبنّون موقفًا واضحًا ضد موجة الصعود؛ سيتمّ اعتبارهم أنهم ضدّ موجعة الصعود فعلًا.

لقد ولّى عهد المحسوبيات... وعلى الجشع والأطماع أن تنتهي.

اليوم سيتم إعلان تشكيلة الحكومة الجديدة. اليوم ستبدأ العديد من الأشياء من جديد، وأبواب العودة إلى الماضي ستُغلق. يجب أن نكفَّ نهائياً عن المحسوبيات فلا نقول: هذا أصبح وزيرًا وذاك لا، أو هذا جيد، وذاك سيء، وهذا صاحبي، وذاك صاحبك.

لم نعد نريد أن ننظر إلى البلد والحكومة الجديدة بمنظور الأحكام والعادات القديمة. لم نعد نريد رؤية هذه الحسابات الشخصية والوشاية والنميمة والجشع والأطماع.

يجب علينا جميعاً أن نخدم هذا البلد، ونواصل النضال والكفاح حيثما نكون. ولا نريد بعد اليوم أن نرى مفهوم المحسوبيات في المواقع والمناصب، واعتبار السعي في سبيل ذلك باباً للمكاسب، ولا نريد أن نرى في موجة الصعود الكبيرة مكانًا للتعثرات، أو تشكيل العصابات.


الحكومة التي سيتم إعلانها اليوم صفوة خير، وسنعلم هذا..

يجب علينا جميعاً أن نعقد العزم أولاً، ولا نبخل بتقديم عقولنا وأفكارنا وأخلاقنا وثقافتنا وتضحيتنا. وبينما يضحي أحدهم بروحه ودمه في تلةٍ أو شوارعٍ في حدود هذا البلد، ويعتبر ذلك مسألة وطنية؛ فإنه يجب علينا أيضاً أن نفعل ما يوجبه علينا "محور الوطنية".

نعلم أنه لا شيء أغلى من الروح، وبالتالي سوف نقف بشدةٍ في وجه من يحاول الرقص على دماء هؤلاء الشهداء. ونحسب أن كل واحدٍ يعمل حيث يكون، ويجتهد في شوقٍ للشهادة. ومن لا يحترم هذا؛ لن نحترمه.

سنقبل بأنّ جميع الوجوه في تشكيلة الحكومة التي سيتم إعلانها اليوم؛ هم صفوة خير. والعهد الجديد الذي سيبدأ اليوم هو عهد الوصول لانتصار النضال الكبير الذي خاضه هذا البلد. وكل من يتحمل المسؤولية من أجل الوطن، ومن أجل الدولة، وفي سبيل الشعب؛ هو مواطنٌ صالحٌ وجيدٌ في نظرنا، وهذا ما سنقوله وهذا ما نقبل به. سنعمل جميعاً على تقديم الدعم لهم حتى يعملوا على أفضل وجهٍ، وإننا على يقين أن من يحاول زعزعة هذه الثقة سوف يذوب ويتلاشى مع مرور الوقت.


نمضي نحو الطريق دون تردّد. أعدّوا أنفسكم لـ تركيا

لأنه لم يعد هناك مكان لمسألة الأحزاب ولا مسألة الحكومة ولا المستقبل الشخصي. لم يعد هناك مكان للجاه ولا الشهرة ولا الربح المفرط. لم يعد هناك مكان إلا لتركيا. نعم لتركيا باعتبارها كلاً متكاملاً وقضيةً مشتركةً وحقيقةً جغرافيةً وعالمية، على الكل أن يعد نفسه وفقًا لتركيا.

سنقف خلف هذه القضية واحداً فواحداً، فلا تسمحوا لأحد أن يعبث بروحكم أو يزعزع إيمانكم أو يتحايل عليكم أو يكسر شوكتكم، ولا تنسوا أن الجيل الباني والجيل المؤسس؛ يحوّل مرور التاريخ.

أدركوا أنّ العالم يشهد انعطاف القرون الأربعة الأخيرة، وتركيا تشهد انعطاف القرن الأخير. والعبد الفقير قد اتخذ موقعه في هذا النضال والكفاح دون قيد أو شرط أو حسابٍ، وسأبقى فيه، ولن أتردد في ذلك، ولن أُهزم أبداً.

لا مجال للعودة بعد الآن: فقفوا جميعاً خلف الإرادة التي تبني التاريخ!

لقد دخل "النضال الصعب" مرحلةً جديدة. حيث تمّ الانتقال من مفهوم تركيا، إلى مفهوم المنطقة والعالم. والوقت وقت الانضمام للنفير بكل ما لدينا من مشاعر نقيةٍ وعقيدة طاهرة. فدعوا جانباً كل ما يدنس قلوبكم. ودعوا جانباً الغضب والخصام والحقد الشخصي واليأس وخيبة الأمل. وحافظوا على متانة خطواتكم وقوة قبضاتكم وطهارة قلوبكم، ونقّوا أذهانكم. فقد حان الأوان لشق الطريق معاً كتفًا بكتف.

هذه مسيرة التاريخ تشق طريقها، فانضموا لصفوف شعبنا الذي يبني التاريخ، وقفوا خلف القيادةِ السياسيةِ التي كانت ولا زالت رائدة عبر التاريخ؛ فهذا الطريق لا يعرف العودةَ إلى الوراء، فلا ينتظرنَّ أحدٌ عودةً إلى الوراء، ولا عودةً إلى الماضي!.

#إبراهيم قراغول
#تركيا
#أردوغان
#النظام الرئاسي الجديد
#الحكومة التركية الجديدة
#الانتخابات الرئاسية التركية
6 yıl önce
نمضي نحو الطريق دون تردّد. أعدّوا أنفسكم لـ تركيا. الحكومة التي سيتم إعلانها اليوم صفوة خير، وسنعلم هذا..
إيران.. خطر لم ندرك حجمه بعد
إبادة غزة.. المهمة الحضارية الجديدة لبريطانيا والولايات المتحدة
هل رؤية حزب الشعب الجمهوري للجامعات تتفق مع رؤية تانجو أوزجان؟
أولياء بخارى
المجلس السياسي لحزب العدالة والتنمية لربع قرن