|
دعك من إدلب وانظر لاحتلال أمريكا وبي كا كا! "أستانة" أمل وهذه القمة أمل، يجب صدور حل عقب قمة القادة الثلاث

إدلب تعني شرق المتوسط، وهي تمثل كامل الحرب السورية، والأزمة التي تشهدها المدينة ليست أزمة تنظيم أو عدة تنظيمات، كما أنها ليست شيئًا مقتصرًا على مسألة من كيف سيفرض سيطرته على مساحة تبلغ 7 آلاف كم أو بسط النظام السوري نفوذه على المنطقة.

إذا كانت تقريبا كل الدول المتصارعة في سوريا تحاول التدخل في هذه المنطقة الصغيرة وتضع حساباتها وتعلق آمالها على هذا التدخل، فهذا يعني أن الأزمة أكثر عمقا والحساب أكثر تعقيدا.

ومن المقلق للغاية أن تتفق إيران مع روسيا والولايات المتحدة مع فرنسا على الأمر ذاته، ليلجأ جميعهم إلى القول بأن هناك "تنظيم في المنطقة" ليتحينوا الفرص للهجوم على سوريا بشكل من الأشكال. فواشنطن التي تقول "سنتدخل لو استخدام نظام الأسد السلاح الكيماوي" ومن يقولون "جبهة النصرة موجودة في إدلب" يحتمون بالحجج الواهية عينها.

الاحتلال الأمريكي – بي كا كا يقسم سوريا لماذا لا تعترضون عليه؟

من العجيب للغاية أن العديد من الدول، لا سيما روسيا وإيران، لا تقول شيئا أو تعترض أبدا على الاحتلال الأمريكي للأراضي السورية أو ممر الإرهاب الذي غير ملامح خريطة بالمنطقة بكل ما تحمل الكلمة من معنى؛ إذ إن واشنطن تسيطر على جزء كبير من سوريا وتحتله بالتعاون مع تنظيم إرهابي وتحشد الكثير من الأسلحة بالمنطقة.

من يسيطر على إدلب والمناطق التي تحتلها الولايات المتحدة/بي كا كا التي تشكل ثلث مساحة سوريا؟ أي الحقائق هي التي تهدد وحدة سوريا أكثر من تلك؟ ففي الوقت الذي يقع الشمال السوري تحت الاحتلال بمعنى الكلمة وتستقر القوات الأمريكية مع عناصر بي كا كا في تلك المنطقة وكأنها لن تنفصل عن بعضها أبدا، فإن إدلب تخضع للمراقبة بموافقة الدول الثلاث التي وضعت مبادرة الحل في سوريا.

لا بد أن نسأل تلك الدول "هل الوضع الحالي في إدلب هو الذي يفسد وحدة سوريا؟" هذا فضلا عن أن المدينة قد وضعت تحت الحماية بموجب الاتفاق الذي توصلت إليه تركيا وروسيا وإيران وتحت المحافظة عليها خارج إطار الاشتباكات وتحولت إلى ملاذ آمن، وهو ما يجعل من الواضح أن تصفير كل هذه الخطوات سيضر بتلك الدول الثلاث وكذلك سوريا نفسها.

روسيا أضرت بثقة تركيا

لقد انزعجت تركيا من الهجوم الذي شنته روسيا اليوم قبيل قمة طهران. فموسكو قد أضرت بالوتيرة التي بدأت بمفاوضات الأستانة وكانت الأمل الوحيد للحل في سوريا، لتفتح الباب أمام انهيار الثقة. فلم تجد مبادرات تركيا أي رد فعل إيجابي عندما رغبت أنقرة في "تحييد التنظيمات عبر طرق مختلفة وإيجاد حل آخر"، وتم وضع الحل العسكري على وجه الخصوص على رأس قائمة الحلول. فالثقة التي تشكلت بين تركيا وروسيا خلال مباحثات الأستانة تلقت هكذا ضربة ربما للمرة الأولى.

إن الهجمات التي بدأت قبيل قمة طهران أفضت إلى تصاعد "شكوك جدية حول عدم مراعاة موسكو لحساسيات أنقرة بشكل كاف". ومن المهم للغاية أن يتم تخطي تضرر هذه الثقة بأسرع وقت ممكن، وأن تقدم موسكو وطهران على اتخاذ خطوات من شأنها تدعيم المبادرة المشتركة مع أنقرة، وألا تتجاهل هاتان الدولتان حساسيات تركيا في هذا السياق.

لو تضررت الأستانة فسينتهي كل شيء

يجب منع الكارثة الإنسانية

ذلك أنه في حالة تضرر مبادرة الأستانة، فإن كل شيء ربما يبدأ من جديد في سوريا، وحينها ستكسب الولايات المتحدة الأرضية المناسبة لبدء وتيرة جديدة تصفّر جميع المراحل التي تم التواصل إليها في الحرب السورية. وفي الواقع، فإننا نلاحظ قبولا عاما واستعدادا يسير في هذا الاتجاه.

إن اقتحام النظام السوري لهذه المنطقة بالقوات البرية عقب الهجمات الجوية سيؤدي إلى كارثة إنسانية، لتبدأ موجة جديدة وشديدة من الهجرة نحو تركيا وأوروبا وتشهد إدلب مجازر بحق البشرية كما حدث في حلب. لكن بالرغم من هذا، لا يمكن القول إن واشنطن وموسكو وطهران يهتمون بهذه الكارثة الإنسانية كثيرا؛ إذ ليس هناك أي دولة سوى تركيا تدعم الشعب السوري وتضع الدفاع عنه فوق كل الحسابات، كما تعمل ألمانيا كي لا تتسبب الولايات المتحدة في موجة نزوح جديدة. إن هذه الكارثة المحتملة تحمل أهمية قصوى.

نقاط المراقبة التركية تحت التهديد

سيتم الرد بشدة

ينبغي للزعماء الثلاثة في قمة طهران اليوم إيجاد حل جذري لمسألة إدلب والتوصل بشكل قاطع إلى حل بخلاف التدخل العسكري، وإلا فسيفتح الباب ليس أمام التدخل في إدلب وحسب، بل وفي مناطق أخرى في سوريا، وهو ما سيمهد الطريق أمام نسخة جديدة من الحرب السورية.

إن نقاط المراقبة التركية في إدلب تقع تحت التهديد، فأي هجوم محتمل أو استفزاز على هذه النقاط من جانب نظام الأسد أو تنظيم بي كا كا أو سائر التنظيمات الأخرى التي تتحرك بالتعاون مع دمشق سيؤدي إلى رد فعل شديد من جانب تركيا، بل يجب الرد بشكل شديد اللهجة. ولهذا يجب على روسيا وإيران أن تبذلا جهدا حثيثا حتى لا تقع تركيا في وضع صعب.

سيقدم التدخل العسكري في إدلب فرصة على طبق من ذهب إلى من يريدون تمزيق الأراضي السورية. وهو ما سيعني بالنسبة لواشنطن على وجه الخصوص إنجاز "ممر الإرهاب" بالكامل وتشتيت انتباه الجميع إلى مناطق اشتباكات أخرى حتى تضمن أمن بي كا كا. وعليه، فإن التدخل سيكسب الولايات المتحدة وبي كا كا المزيد من الوقت.

البوابة الغربية لممر الإرهاب:

تهديد خطير على تركيا

إن مسألة إدلب ليست قضية التنظيمات المتمركزة هناك، بل إن القضية هي قضية شرق البحر المتوسط. فإدلب تحمل أهمية قصوى بالنسبة لشرق المتوسط الذي يشهد حاليا تحركات عسكرية استثنائية وترسل إليه عدة دول أساطيلها وتجري فيه تركيا وروسيا مناورات عسكرية، كما أنه منطقة بها احتياطي من الغاز الطبيعي يقدر بتريليون دولار.

من المهم للغاية معرفة من سيشرف على المنطقة. فالمنطقة الواقعة عند البوابة الغربية لممر الإرهاب تحمل أهمية كبرى بالنسبة للولايات المتحدة وحلفاؤها الذين يحاولون إقامة حامية عسكرية على طول الخط الموصل من حدود إيران شرقا إلى البحر المتوسط غربا من أجل ربط شمال العراق بالبحر. كما أن هذه المنطقة تعتبر درع حماية بالنسبة لتركيا. فلو اندلعت اشتباكات في إدلب، سيحدق الخطر بعفرين المهمة لتركيا، وفي هذه الحالة ستصبح هاتاي في خطر، وحينها سيصبح وجودنا في كامل منطقة شرق المتوسط في خطر.

أردوغان، بوتين، روحاني:

الخروج من القمة بحل

يجب حل مسألة إدلب بدون تدخل أو اشتباك، مهما كلف الأمر. تحمل قمة طهران أملا كبيرا، فالمبادرة التركية – الروسية – الإيرانية هي الأمل الوحيد لسوريا. يجب ألا تتضرر مبادرة الأستانة أبدا، بل يجب أن تستمر في كونها تحمل أملا للمسألة السورية.

ينبغي للدول الثلاث عدم ترك أي فراغ يمكن أن يمهد الطريق أمام تدخلات جديدة في سوريا. هناك أمل قوي بأن يصل أردوغان وبوتين وروحاني إلى حل ويعززوا أكثر الخطوات الرامية للمحافظة على وحدة سوريا.

لقد خرج الحل دائما من على طاولة مفاوضات الزعماء بشأن الأزمة السورية، وهو ما سيحدث هذه المرة كذلك.

#قراغول
#تركيا
#إدلب
#قمة تبريز
#سوريا
6 yıl önce
دعك من إدلب وانظر لاحتلال أمريكا وبي كا كا! "أستانة" أمل وهذه القمة أمل، يجب صدور حل عقب قمة القادة الثلاث
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية
التحرر من عبودية الأدوات والسعي لنيل رضا الله
هجوم أصفهان