|
شخصيته، تصرفاته، نبرة صوته، خطابه، رياؤه، وقاحته، كذبه، حذلقته إمام أوغلو يمثل مخططا، إنه مسألة "أمن قومي" إنه مرشح "غولن" ويحظى بحمايته إنها ليست مسألة انتخابات بل محاولة للسيطرة على إسطنبول "للمرة الثانية"

إن أكرم إمام أوغلو هو "مخطط"، ومن لم يفهموا هذا اليوم فإنهم سيفهمونه لا محالة وسيعانون الأمرين غدا. إنهم سيتألمون بسبب الحب الذي يحملونه لبلدهم. فالذين يظنون أن كل ما يكتب إنما هو عبارة عن مسألة انتخابات سيتألمون كثيرا.

إن ذلك الرجل لا يستمد قوته من تركيا، بل إنه يستمدها من الذين يحاولون تدمير هذا الوطن. فهو ذلك العنصر الخطير الذي أخفوه ووضعوه تحت حمايتهم حتى يومنا هذا وجهزوا لترشيحه وأداروا حملته الانتخابية لانتزاع إسطنبول.

إنه لا ينتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، كما أنه لا يعتبر مرشح ذلك الحزب، بل إنه مرشح تنظيم غولن الإرهابي، فهو مخطط وضعه من أطلقوا غولن وتنظيمه لتدمير تركيا، مخطط من أمطروا أبناء شعبنا بوابل من النار ليلة 15 يوليو.

شخصيته، تصرفاته، نبرة صوته، خطابه، رياؤه، وقاحته، كذبه، حذلقته

إن شخصيته وتصرفاته ونبرة صوته وخطابه ورياؤه ووقاحته وتقيته وحنكته في نسج الأكاذيب وقدرته الفائقة على المناورة وتغييره لشخصيته ومزاعمه وعدوانيته وتشتت ذهنه عندما يخرج عما حفظّوه له وعجزه عن إيجاد عبارات خاصة به وحرمانه من ثقل الشخصية، كل ذلك يعتبر نتاجا لمخطط متقن بشكل كبير.

لم أر في حياتي رجلا مثله قادرا على قول الكذب بالجدية ذاتها التي يقول بها الحق. إنه حقا محترف.. فهو يرص الأكاذيب الواحدة تلو الأخرى دون أن يصيبه أي توتر ولا يأبه بما يقوله الناس وهو ينظر إلى أعينهم أو يظهر على شاشة التلفاز.

وعندما تحاولون التمييز بين أي عباراته صادقة وأيها كاذبة، فإنكم تعجزون عن الوصول إلى أي إشارة من خلال تعابير وجهه. فهو حتى قادر على رفض صحة شيء يعرف الملايين أنه صحيح بكل صراحة بقوله "لا، ليس كذلك".

نموذج للوقاحة والسفالة والتكبر والتحذلق.. نموذج خطير لانهيار السياسة في تركيا.

يحظى بحماية دولية، لماذا إذن؟

إنه يحظى بحماية دولية، كما يتلقى دعم الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وأذنابها داخل تركيا. وليس من قبيل الصدفة أن يدعمه في صورة تحالف كل من شهدنا ظهوره على الساحة اليوم في مواجهة تركيا ومسيرتها وصعودها الحالي.

إن كل الذين دعموا تنظيم غولن الإرهابي يوم 15 يوليو ومن لا يزالون يسيرون على خطاهم اليوم ويحاولون الانتقام من تركيا يدعمون إمام أوغلو بغض النظر عن هوياتهم السياسية. فالمخطط الدولي الحقيقي ليس إمام أوغلو، بل هو ذلك التحالف والموجة الخطيرة التي تقترب من تركيا من خلاله.

لماذا يحمونه كذلك في الداخل وتخفى ملفات غولن؟

يذهب إلى أوروبا واليونان وجمهورية شمال قبرص التركية ويطلق تصريحات معارضة تماما لكل رسائل تركيا، بل إنه وكأنه يملي تعليماته للحكومة التركية في مسألة شراء منظومة صواريخ إس-400. إنه يكرر عبارات "أسياده"، فما يقوله ليس له علاقة بترشحه لرئاسة البلدية. وإنهم يستغلونه لتوجيه التحذيرات لبلدنا وشعبنا. فهذا هو المخطط الدولي الحقيقي، وما ذلك الشخص سوى دمية بأيديهم.

إنه يتلقى الحماية في الداخل كذلك على يد أصحاب الوصاية وطالبي السلطة ورجال رأس المال. كما أن ملفات تنظيم غولن الإرهابي ودعاوى الفساد يتستر عليها. هذا فضلا عن أن هناك يدا سرية تحبط تحقيقات علاقة الشركات التي يمتلك شراكة بها بذلك التنظيم الإرهابي، لتتم تبرئة هذه الشركات من تلك التهمة.

لماذا يعادي كل من يعاديه غولن؟

لمن كان سيرسل تلك البيانات؟

لقد دخل إمام أوغلو في صراع مع كل الأوساط والمؤسسات الحكومية التي عاداها تنظيم غولن الإرهابي الذي يتحرك إمام أوغلو وفق خريطة حلفائه وأعدائه. ولقد كشف عن كل هذه الأمور خلال الفترة القصيرة التي سرق فيها صفة رئيس بلدية إسطنبول.

لقد حاول ما إن تسلم تقاليد منصب رئيس البلدية استنساخ بيانات البلدية داخل مكتبه. ولو كان قد نجح في ذلك، فإلى أين كان سيرسل هذه البيانات؟ كان سيرسلها إلى الدولة ذاتها التي أرسل إليها تنظيم غولن الإرهابي البيانات الخاصة بالحكومة وجهاز الاستخبارات، كان سيرسلها إلى الدولة التي يتبع غولن شبكتها الاستخباراتية، كان سيوفر مواد خصبة للدعاوى المرفوعة في الولايات المتحدة.

إنها ليست مسألة انتخابات

بل محاولة للسيطرة على إسطنبول "للمرة الثانية"

إنها ليست مسألة انتخابات أو بلدية أو من سيكون رئيس بلدية إسطنبول، كما أنها ليست منافسة بين يلدريم وإمام أوغلو؛ بل إنها محاولة لإطلاق مرحلة إسطنبول من العملية الدولية الجديدة التي تستهدف تركيا، فهي عملية ترمي لكسر شوكة المقاومة الوطنية لهذا الوطن عن طريق استغلال المشاعر الوطنية والدينية وحبنا لهذا البلد.

لقد أطلق مخطط دولي مجدا عقب الكشف عن تنظيم غولن الإرهابي ليركزا على إسطنبول هذه المرة. إنهم يحاولون فتح النقاش حول إسطنبول للمرة الثانية من أجل السيطرة عليها بعدما فشلوا في السيطرة عليها ليلة 15 يوليو. فإسطنبول هي المرحلة الأولى من هذا المخطط الكبير، وما بعد ذلك سيستهدف تركيا كلها.

مخططهم مبني على تسليم إسطنبول إلى "غولن"

إن مخططهم مبني على دعمه بتحالف واسع النطاق في الداخل والخارج ليكسب الانتخابات ويجري تسليم إسطنبول إلى تنظيم غولن الإرهابي. إن هذا الرجل يتلاعب بأعصاب تركيا، وهو جزء من لعبة خطيرة للغاية. وإنه أداة لتدخل خارجي بالضبط كما كان غولن قبل ذلك.

وإن حملته الانتخابات ليست وطنية بالمرة، ذلك أنه هو نفسه لا ينتمي إلى هذا الوطن، بل إنه أداة لتصفية الحسابات مع تركيا، الرصاصة التي سيطلقونها على تركيا. انتبهوا، إنهم يحاولون غرس خنجرهم في صدوركم بخداعكم بالديمقراطية وعبارات "كل شيء سيكون جميلا" الرنانة.

إنه مسألة "أمن قومي"

سيلتقط أنفاسه في بنسلفانيا

إنها ليست مسألة تنافس بين حزبي العدالة والتنمية والشعب الجمهوري، كما أنها ليست مسألة هوية سياسية داخلية أو تأييد طرف ضد طرف آخر، بل إنه كفاح وصراع بين من هو وطني ومن يقف في صف الجبهة الدولية، إنه مواجهة بين مقاومة تركيا وجبهة التدخل الخارجي. ومن لا يدركون هذا اليوم سيرونه حتما مستقبلا وسيتألمون حينها، سيتألمون على هذا الوطن وشعبنا وبلدنا تركيا.

إن إمام أوغلو مسألة أمن قومي. فهذا الرجل طرح أمامكم من أجل تصفية الحسابات مع أردوغان، وهو – في الواقع – أداة لتصفية الحسابات مع تركيا. كما أنه رجل الضفة المقابلة من بحر إيجة والجانب الغربي من تراقيا في كفاح إسطنبول المستمر منذ 566 عاما.

وإن انتخب أو لم ينتخب فإنه سيظل مسألة أمن قومي. كما أنه سيلتقط أنفاسه، إن عاجلا أو آجلا، في بنسلفانيا، فهكذا يجري استعداداته.

من أخفى ملفات الفساد و"غولن" ولماذا؟

يجب إيجاد أجوبة لهذه الأسئلة:

من رشحه في الانتخابات؟ من فرضه على حزب الشعب الجمهوري ليرشحه؟

من أخفاه عن الأنظار ليجهزه لهذا اليوم؟

لماذا لم يمسه أحد عقب 15 يوليو؟ وماذا كان دوره في ذلك الهجوم؟

لماذا لم يكشف النقاب عن ملف غولن والتحقيق في هذه القضية؟ لماذا أخفي؟ ومن أخفاه؟

من طمس ملامح ملفات فساده في بلدية بيليكدوزو ودعاوى الفساد المرفوعة وتهوره وأوامره بمداهمة مواقع البناء وضرب من فيها؟ ولماذا؟

لماذا لم يركز أحد على الدعم الدولي الذي يحظى به والأوساط المعادية لتركيا التي تقدم له هذا الدعم ووقوفه في صف من يطلقون النار على وطننا؟ لماذا أبعدت النقاشات حول هذا الأمر عن الرأي العام؟

لماذا لا يدلون ولو بتصريح واحد لدعم تركيا؟

كيف بدأوا الجدل حول إسطنبول من خلال إمام أوغلو؟ لماذا لم يهتم أحد بتاريخ هذا الجدل وبعده السياسي؟ وبأي علاقات عامة وبتوجيه من قمعت الشكوك حول هذا الأمر؟

لماذا أيدته بعض الأوساط المحافظة؟ من أصدر لهم هذه التعليمات؟ وما هي الإرادة التي دفعتهم للانضمام إلى هذه الجبهة؟ هل ما دفعهم لذلك هو فقط استياؤهم من أردوغان أو أن هناك روابط خارجية؟

لماذا لا يدلي إمام أوغلو والداعمون له بأي تصريح يدعم مصالح تركيا؟ لماذا لا يتحدثون عن التحركات العسكرية في شرق المتوسط وقبرص وبحر إيجة؟ لماذا هم صامتون إزاء حصار تركيا؟ وإلا فهل هم كذلك شركاء داخليون لذلك المخطط الكبير؟

وعن ماذا يبحث إمام أوغلو هنا؟ وكيف سيتولى رجل كهذا بلدية إسطنبول؟ كيف ستسلم مدينة كإسطنبول إلى رجل لا يحترم الدولة ولا الشعب ويقف في صف أعداء الكفاح التاريخي الذي تخوضه تركيا؟ لماذا جددوا النقاش باسمه حول القسطنطينية؟

إمام أوغلو في مواجهة "محور تركيا"

سنستمر كذلك بعد الانتخابات

سنواصل هذا النقاش دون انقطاع كذلك إن انتخب أو لم ينتخب. فنحن أمام تهديد أكبر بكثير من الانتخابات، ولن نتغافل عنه أبدا. فكما أننا نكافح من أجل تركيا، فإننا سنواصل كفاحنا ذاته أيضا لمواجهة إمام أوغلو ومن يقف وراءه.

ذلك أننا نقف في صف "محور تركيا" الذي يمثل أسمى هوية سياسية بالنسبة لهذا البلد. فإذا كانوا يستهدفوننا من خلال الرموز التاريخية، فإننا سنبني سدا في طريقهم من خلال الطموحات التاريخية.

وللحديث بقية بعد الانتخابات.

#إبراهيم قراغول
٪d سنوات قبل
شخصيته، تصرفاته، نبرة صوته، خطابه، رياؤه، وقاحته، كذبه، حذلقته إمام أوغلو يمثل مخططا، إنه مسألة "أمن قومي" إنه مرشح "غولن" ويحظى بحمايته إنها ليست مسألة انتخابات بل محاولة للسيطرة على إسطنبول "للمرة الثانية"
هجوم أصفهان
إيران.. خطر لم ندرك حجمه بعد
إبادة غزة.. المهمة الحضارية الجديدة لبريطانيا والولايات المتحدة
هل رؤية حزب الشعب الجمهوري للجامعات تتفق مع رؤية تانجو أوزجان؟
أولياء بخارى