|
​أمريكا تبني قاعدة طائرات مسيرة لبي كا كا في شرق الفرات ما هذا الذي يحصل عقب هجوم أرامكو؟ من فتحوا "جبهة تركيا" من جهة سوريا يحتشدون لنقل الحرب إلى "الداخل" ليست مبادرة سياسية، بل "توظيف"

تبني الولايات المتحدة "قاعدة طائرات مسيرة لصالح منظمة بي كا كا الإرهابية" في مدينة دير الزور في شرق الفرات. فماذا يعني هذا القرار بالنسبة لتركيا عقب الهجوم الذي استهدف شركة أرامكو السعودية وجعل المنطقة بأكملها على شفا الحرب؟

فإذا كانت قاعدة طائرات مسيرة لصالح بي كا كا، فإن هدفها لن يكون السعودية أو إيران، بل سيكون تركيا بشكل مباشر.

إنهم يمدون تلك المنظمة الإرهابية بالطائرات المسيرة اليوم بعد أن أمدوها بآلاف الشاحنات المحملة بالسلاح ودربوا الآلاف من عناصرها وهددوا بلدنا تركيا علانية والمسرحية التي طرحوها على الطاولة ومثلوها بهدف إلهائنا.

هل هو استعداد لضرب أنقرة؟

من أصدر تعليمات "حرق الغابات"؟

فلأي هدف هذه الاستعدادات إذن؟ هل هي استعدادات لضرب أنقرة؟ هل هي استعدادات لضرب مدننا الشرقية والجنوبية؟ هل هي استعدادات لضرب كثر النقاط الدفاعية الحساسة في تركيا؟

أم أنها استعدادات لضرب رموز شعبنا وتاريخنا كما قصفوا مقر برلماننا ليلة 15 تموز؟

لقد بدأوا حرق الغابات والمصانع، بل إنهم يعلنون مسؤوليتهم عن تلك الأحداث صراحة دون حياء. إنهم يستهدفون كل ما يخص الطبيعة والبيئة والإنسان، فلا يحمل من يفعلون ذلك أي مقدسات بداخلهم. ولقد صار من الواضح أن من يفعلون ذلك قادرون على فعل أي شيء.

إنهم يجربون نوعا جديدا من أنواع الحرب، حرب تستهدف الاقتصاد والمدن والمدنيين. ولهذا فإن الولايات المتحدة تعد هذا الأمر وتمد بي كا كا بالطائرات المسيرة.

هل تصفون ذلك بـ"الإرهاب"؟

هل تعتقدون أنه لا يزال قاصرا على ذلك "الممر"؟

هل لا تزالون تصفون ما يحدث بالإرهاب؟ هل لا تزالون تظنون أن القضية هي أزمة سوريا؟ هل لا تزالون تعتقدون أن التهديد هو ممر الإرهاب في شمال سوريا؟

لقد هدد الحوثيون قبل يومين الإمارات وقالوا إنهم سيضربون دبي وأبو ظبي، وإن الهجوم الذي استهدف أرامكو السعودية يشير إلى أنهم قادرون على ذلك.

لقد وصل مستوى التوتر في المنطقة إلى نقطة تجعلنا نفكر في أنه حتى هذا الأمر صار "محتملا". وإذا ما حدث هجوم كهذا، فإن أسطورة دبي ستفنى من الوجود، ومن الصعب حتى أن نتوقع ماذا يمكن أن يحدث بعد ذلك.

من يرى هذا البلد وطنا ومن يعتبرها "تهديدا"؟

ليست مبادرة سياسية، بل "توظيف"...

والآن علينا أن ننظر مجددا إلى التدفق التاريخي واستمرارية الدول المتواصلة منذ أيام السلاجقة.. إلى قيام الجمهورية التركية والتاريخ السياسي الذي عشناه حتى اليوم.. إلى ما الذي تمثله تركيا وماذا تستطيع فعله.. إلى من يرى هذا البلد وطنا ومن يعتبره تهديدا.. إلى مخططات التوجيه السياسي والهجمات الاقتصادية.. إلى "الحصار" من ناحية الجنوب و"إنشاء جبهة" داخلية مرتبطة بذلك.. إلى سبب تعاون الأحزاب السياسية بصفتها إحدى أسس الديمقراطية مع التنظيمات الإرهابية إلى الشخصيات التي استغلوها من أجل تنفيذ مخطط "المعارضة المحافظة".. إلى سبب أن هدفهم المشترك هو "إسقاط أردوغان وإيقاف تركيا".. إلى من وضع هذا الهدف أمامهم.. إلى أن من ينظمون الصفوف السياسية الجديدة اليوم ليست لديهم أي مبادرة بل إنهم يتلقون "توظيفا" من الخارج..

همهم واعتراضهم جميعا "شخصي"

السير نحو السقوط التراجيدي من خلال خطابات "الحق" و"الأخلاق" و"الفضيلة"

لقد رأيت أن الهم الذي يحمله كل من انفصلوا عن حزب العدالة والتنمية وهرعوا للانضمام إلى تلك الجبهة إنما هو هم "شخصي"، ولم أر من أي واحد منهم أبدا أي فكرة سياسية أو لغة سياسية جديدة أو وعد بـ"تركيا أفضل" أو اعتراض على من يهددون بلدنا.

إنهم لا يستطيعون الاعتراض أو أن ينبسوا ببنت شفة، ذلك أن آمالهم معقودة على هذا الأمر، وذلك المكان هو المكان الذي يقدمون به أنفسهم. لا يحملون هما سوى محاولة الفوز بأي مكسب من ذلك التنظيم الداخلي التابع لـ"التحالف الدولي" والوصول إلى السلطة بأي طريقة..

لكن لا شك أن ترويجهم لهذا الأمر من خلال تدمير مصطلحات جميلة مثل "الأخلاق" و"الفضيلة" و"الحق" و"الحرمان من الدعوى" ليعتبر سقوطا تراجيديا.

إن منطقتنا تنجرف نحو عاصفة شديدة، فتقريبا كل دول العالم الغربي تبني الجبهات على أراضينا استهدافا لتركيا بصفتها هدفهم الأول. لكننا لا نسمع من هؤلاء أي صوت أو اعتراض على ذلك.

لماذا لم تصدروا صوتا على هذه الرقابة؟

ممن ولماذا تحذرون؟

إنهم لا يحملون هما سوى الاستعراض في كواليس السياسة وأعمدة الصحافة وشاشات التلفاز وكأنه شيئا كهذا لم يحدث، كما يسعون لإرسال إشارة إلى بي كا كا وحزب الشعب الجمهوري وكيانات المعارضة المحافظة.

لقد حظرت مسارح المدينة التابعة لبلدية إسطنبول الكبرى عرض مسرحيات نجيب فاضل ومصطفى قوتلو وإسكندر بالا ولم يعترضوا على ذلك، لماذا؟ ألم تكونوا لا تكفون عن الحديث عن نجيب فاضل؟

لقد نسيتم أن هذا الأمر كان نتاجا لجهود وآلام وثمن دفعناه على مدار سنوات، لكنكم لا تتورعون عن التضحية به بكل سذاجة. إنكم تضللون العقول وتهزون المعتقدات وتسودون القلوب وتهدمون كل شيء بطعمكم وجشعكم.

ليس لديكم شيء سوى كلماتكم المنمقة، فهذه هي سياستكم العليا وهؤلاء هم انطلقوا معكم في هذا الطريق.

"من فتحوا أبواب الحصن من الداخل"

يصفون أنفسهم بالوطنيين، ثم يتعاونون مع بي كا كا. يصفون أنفسهم بالمحافظين أو الإسلاميين، ثم يتعاونون سرا مع بي كا كا وأمريكا وإسرائيل. كما يفتحون الباب أمام السيناريوهات الدولية التي ستمزق الدول.

لكن انتظروا، فما الذي سترونه أكثر من ذلك؟ سترون أنهم سيفعلون المزيد والمزيد وستعجزون عن حتى فتح أفواهكم!

لقد حدث كل ذلك عن طريق ما فعله من "فتحوا أبواب الحصن من الداخل".

وأما نحن فلنهتم بتركيا، فهي محورنا، وعلينا أن نهتم بتعزيز قدراتها وحمايتها والمحافظة على مقدراتها.

ويمكن أن نستيقظ ذات صباح على شكل آخر للمنطقة والعالم كله.

وربما نستيقظ لا لنرى أن طائرات الحوثيين المسيرة تضرب دبي وحسب، بل طائرات الآخرين المسيرة تخطط لضرب أماكن أخرى. ومن يدعمهم هم الولايات المتحدة والدول الأوروبية وإسرائيل و"الجبهة الداخلية"".. جميعهم يستعدون لهذا الأمر.

ولهذا علينا أن نفكر ونستعد لما سنفعله عندما يحدث ذلك.

من فتحوا "جبهة تركيا" من جهة سوريا يحتشدون لنقل الحرب إلى "الداخل"

لا نرى على الساحة أيا ممن سعوا لإشعال فتيل حرب سوريا وأولئك الذين هددوا من قالوا "على رسلكم، فربما تظهر مشكلة هنا".

وهم الآن يعادون أردوغان ويسعون لحشد صفوف "المعارضة المحافظة". وحينها كانوا – في الواقع – يبذلون ما بوسعهم من أجل تشكيل "جبهة تركيا". وبعد أن أدركوا أنهم سيعجزون عن فعل ذلك هنا، ولهذا فقد أسرعوا لينضموا إلى من يحاولون تشكيل "جبهة تركيا".

عن أي دعوى وهوية سياسية وحق تتحدثون؟!

ليس للجبهة التي تضم من اختاروا لأنفسهم طريقا سياسا موازيا لمحاولة الحصار الأمريكية والإسرائيلية من الجانب السوري أي دور سياسي باستثناء جر تركيا إلى الهاوية وتقزيمها ووضعها تحت الوصاية من جديد.

سترى العاصفة ذاتها مهما تغيرت الصورة التي تنظر إليها

وإذا كنا بصدد كتابة ملخص بهدوء، فسنرى التالي:

إن الخوف ليس ترويجا، فهناك حشد كبير للكثير من القوى على طول حدودنا، وإن هذا الحشد يهدد بلدنا علانية؛ إذ إنهم يجهزون لعاصفة ستعصف بالمنطقة كلها من الخليج العربي إلى البحر الأحمر ومن شمال سوريا إلى أعماق الأناضول.

إننا أمام حالة استثنائية. وبغض النظر عن الصورة التي تنظرون إليها، فأنكم سترون العاصفة ذاتها. فإذا كان الأمر كذلك، فإن ما علينا فعله هو الاستعداد للمواجهة، وليس أمام تركيا أي شيء أكثر أهمية من هذا الأمر.

#إبراهيم قراغول
٪d سنوات قبل
​أمريكا تبني قاعدة طائرات مسيرة لبي كا كا في شرق الفرات ما هذا الذي يحصل عقب هجوم أرامكو؟ من فتحوا "جبهة تركيا" من جهة سوريا يحتشدون لنقل الحرب إلى "الداخل" ليست مبادرة سياسية، بل "توظيف"
مئتا يوم من وحشية العالم المنافق
العلاقات التركية العراقية.. خطوة نحو آفاق جديدة
الصراع ليس بين إسرائيل وإيران بل في غزة حيث تحدث إبادة جماعية
التحرر من عبودية الأدوات والسعي لنيل رضا الله
هجوم أصفهان